الاقتصادي - ذكر تقرير رسمي أن سكان قطاع غزة يكاد يستطيعون الوصول الى ما بين 3-15 لتر/فرد/يوم فقط منذ شن إسرائيل حربها على القطاع.
وأشار تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء بمناسبة اليوم العالمي للمياه،أن الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة يقدر بنحو 15 لتر للفرد في اليوم، ويُقدر اجمالي المياه المتوفرة حالياً بحوالي 10-20% من مجمل المياه المتاحة في قطاع غزة قبل العدوان، بجانب تدميـر حوالـي 40% مـن شـبكات الميـاه فـي قطاع غزة وتعطلــت المضحــات الرئيســية بســبب القصــف أو بســبب نفــاد الوقــود.
وتشير البيانات الى ان 4% فقط من سكان قطاع غزة كان لديهم وصول إلى مياه مدارة بشكل آمن وخالية من التلوث في فترة ما قبل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، اما في ظل العدوان الحالي على قطاع غزة، وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه ومحطات الضخ وتشغيل الابار، فإن السكان بالكاد يحصلون على مياه للشرب وبمجملها تكون غير آمنة، حيث أنه لا يتوفر سوى محطة تحلية مياه واحدة تعمل بقدرة تشغيلية تبلغ 5% ومحطتان متوقفتان عن العمل بشكل كلي بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود في القطاع.
وبشكل عام،تعتمد فلسطين بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية والسطحية، والتي تبلغ نسبتها 75.7% من مجمل المياه المتاحة. وقد بلغت كمية المياه التي تم ضخها من آبار الأحواض الجوفية (الحوض الشرقي، والحوض الغربي، والحوض الشمالي الشرقي) في الضفة الغربية للعام 2022 نحو 116.6 ملايين م3.
ويعود السبب الرئيسي للضعف في استخدام المياه السطحية الى سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مياه نهر الأردن، وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967 والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب.
ونوه تقرير الإحصاء إلى أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي أدت الى الحد من قدرة الفلسطينيين على استغلال مواردهم الطبيعية وخصوصا المياه وإجبارهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت"، حيث وصلت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي 98.8 مليون م3 عام 2022، والتي تشكل ما نسبته 22% من كمية المياه المتاحة التي بلغت 445.7 مليون م3، منها 38.8 مليون م3 مياه متدفقة من الينابيع الفلسطينية، و298.5 مليون م3 مياه يتم ضخها من الآبار الجوفية، و9.6 ملايين م3 مياه شرب محلاة وتشكل 2.2% من المياه المتاحة.
وحول نوعية المياه المتاحة للفلسطينيين فقد بلغت كميات المياه الملوثة وتصنف غير صالحة للاستخدام الآدمي 211 مليون م3 من مجموع المياه المتاحة للفلسطينيين معظمها في قطاع غزة مقابل 234.7 مليون م3 صالحة للاستخدام الآدمي والتي تشمل المياه المشتراة والمحلاة.
وفق بيانات سلطة المياه فقد بدأت فلسطين بإنتاج كميات من المياه المحلاة وصلت الى 9.6 ملايين م3 في العام 2022 نتيجة تشغيل محطات تحلية محدودة الكمية في قطاع غزة، حيث من المتوقع زيادة انتاج هذه الكميات بشكل كبير في الأعوام القادمة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.
وبلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 189.4 مليون م3 خلال العام 2022، وتعتبر هذه الكمية ضخاً جائراً بسبب الحاجة للمياه وعدم توفر مصدر مياه آخر، حيث يتجاوز الضخ السنوي القدرة التخزينية للحوض الساحلي من المياه المتجددة والتي تقدر ب 50-60 مليون م3 في السنة، الأمر الذي أدى إلى نضوب مخزون المياه ونزول مستوى المياه الجوفية إلى ما دون مستوى 19 متراً تحت مستوى سطح البحر، مما أدى إلى تداخل مياه البحر، وترشيح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية.
وخلال العام 2022، بلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي 85.7 لتراً من المياه، (86.4 لتراً في اليوم في الضفة الغربية، مقابل 84.6 لتراً في قطاع غزة)، واذا ما أخذنا بالاعتبار نسبة التلوث العالية للمياه في قطاع غزة، واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه العذبة ستنخفض إلى 20.5 لتراً فقط في اليوم، وعند مقارنة هذا المعدل باستهلاك الفرد الإسرائيلي نلاحظ أن معدل استهلاك الفرد الإسرائيلي يزيد بثلاثة أضعاف الفرد الفلسطيني إذ بلغت حصة الفرد الاسرائيلي نحو 300 لتر في اليوم، ويتضاعف هذا المعدل للمستعمرين الإسرائيليين إلى أكثر من 7 أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني.
وحول حصة الفرد من المياه حسب المحافظة فإن تحقيق العدالة في التوزيع بين التجمعات السكانية أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها دولة فلسطين نتيجة الاحتلال الاسرائيلي وسيطرته على الأراضي الفلسطينية، والذي يحد من إمكانية تطوير نظام مائي متكامل على مستوى الوطن. ومن الجدير ذكره أنه ما زال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية البالغ 100 لتر في اليوم، وذلك نتيجة سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على أكثر من 85% من المصادر المائية الفلسطينية.