قد تكون الفرصة متاحة أمام من يكتب باللغة العربية، أو يرسم أو يصوّر، للمشاركة في نوع مبتكر من الكتابة القصصية الجماعية عبر المشروع الإلكتروني "كم كلمة" ليكون الفضاء الذي يتسع للكثير من المواهب.
إحدى مؤسسات المشروع سيرون شاميكيان المُدرّسة والمتخصصة بتكنولوجيا التعليم، تصف الموقع الإلكتروني "كم كلمة" KAMKALIMA بأنه منصة تفاعلية للإبداع الجماعي، وتقول: "الاسم يعبر بالضرورة عن المضمون، فالمنصة هي المكان الذي يحتضن الأفكار والمشاركات والإبداعات باللغة العربية، والتي تقوم على مبدأ التفاعل والعمل الجماعي بين المشاركين".
وتوضح شاميكيان، التي عملت في حقل التعليم على مدى 23 عاماً، أن المشاركة في كتابة قصة قصيرة أو رواية لا تعني أن الموقع سيستقبل قصصاً منجزة، أو روايات كاملة وينشرها، لأن فكرتنا للموقع مختلفة تماماً. وتضيف: "حتى لا نتحول إلى دار نشر إلكترونياً، فإن كتابة القصة على الموقع هي عبارة عن عمل جماعي، يكتبها أشخاص متعددون. فمن يبدأ كتابة إحدى القصص عليه الالتزام بألا تزيد مشاركته على 25 كلمة فقط، أي ما يعادل 300 حرف، فإذا وجد مشارك آخر أن لديه إضافة مكملة القصة فيزيد بدوره 25 كلمة، وهكذا تضاف المشاركات إلى أن يصبح لدينا قصة متكاملة". وتشير إلى أن المشاركات لا تنحصر بالكتابة، بل تتعداها إلى الصور والرسوم. فكل قصة تحتاج إلى رسام أو مصور لكي يكملها، والتي بدورها تخضع للتصويت، فإما تصبح جزءًا من العمل المكتوب، وإما تخرج من المنافسة.
تعود نواة المشروع إلى نحو ثماني سنوات، عندما بدأت مجموعة من المدرّسات، تلاحظ لدى التلاميذ مشاعر اللامبالاة تجاه الكثير من القضايا والمسائل المحيطة بهم. وتتابع: "أردنا فكرة تمزج التعليم بالتكنولوجيا. واتفقنا جميعنا على أن فكرة موقع إلكتروني يعلم اللغة العربية وقواعدها سيكون مملاً بالتأكيد، وكان الإصرار على إيجاد طريقة مسلية وسريعة واجتماعية ومفيدة في الوقت نفسه".
وتقول: "قبل أن تتحول فكرتنا إلى موقع إلكتروني، وكانت تحمل في البداية اسم "ألِّف" حملناها في مايو/أيار 2014 إلى منتدى أم آي تي للمشاريع العربية الناشئة MIT Enterprise Forum Arab Startup Competition، وكانت المفاجأة بأن فكرتنا لاقت الإعجاب والترحيب، وفزنا بلقب Best Women Entrepreneurs من بين نحو خمسة آلاف فكرة كانت مطروحة في المنتدى".
وتلفت شاميكيان إلى أن الإطلاق الأولي للموقع سيكون يوم 31 يناير/كانون الثاني (غداً) بحضور مجموعة من الإعلاميين والمختصين، الذّين سيساهمون في دعم المنصة عند إطلاقها رسميًا، وذلك يوم 19 فبراير/شباط المقبل. وسبق تحديد موعد الإطلاق الكثير من الاستعدادات والعمل على التفاصيل، ومنها طريقة المشاركة فيه وشروط المشاركة.
لم يحسم القيمون على "كم كلمة" طريقة نشر الأعمال الرابحة من قصص أو روايات أو أية مشاركات أخرى من صور ورسوم، لكن سيرون تقول: "بانتهاء القصة يتم تحويلها إلى مكتبتنا والتي ستكون متاحة أمام المشاركين والزوار. ومخزون مكتبتنا سينشر لاحقاً إما في مجلات أو في كتب إلكترونية... هذه المرحلة سابقة لأوانها".