الاقتصادي -يفكر المنظمون الأميركيون، تحديداً هيئة الأوراق المالية والبورصات فيما إذا كانوا سيسمحون بإنشاء صناديق استثمار متداولة في البورصة تستثمر مباشرة في «البيتكوين»، أم لا. وفي حال تم ذلك، فسيكون هذا بمثابة علامة تاريخية للاعتماد التنظيمي للعملات المشفرة.
ومع ذلك، بدأ متداولو المشتقات المالية يتراكمون بالفعل، مراهنين على أن هيئة الأوراق المالية والبورصات ستعطي الضوء الأخضر لكثير من صناديق الاستثمار المتداولة هذا الأسبوع وستشعل السوق، وفق «رويترز».
وارتفعت الفائدة المفتوحة، وهي المبلغ المستثمر في عقود «البيتكوين» الآجلة، بشكل مطرد منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وقفزت إلى 19.2 مليار دولار في أوائل ديسمبر (كانون الأول)، وهو أعلى مستوى لها منذ عامين، وفقاً لمنصة المعلومات «كوين غلاس». وتتراوح الآن ما بين 17 مليار دولار و18 مليار دولار، ارتفاعاً من نطاق 9.5 إلى 14.5 مليار دولار الذي شوهد في معظم عام 2023.
وقال محللون في شركة التحليلات «أمبرداتا»: «إننا ننتظر بفارغ الصبر قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات. لقد تم أخذ هذا الحدث بالاعتبار في تسعير سوق الخيارات منذ أكتوبر، مما خلق شعوراً مزداداً بالترقب».
وأضافوا: «لقد كانت طريقاً طويلة لصناديق الاستثمار المتداولة المدرجة في الولايات المتحدة والمرتبطة بعملة (البيتكوين) المتقلبة، التي من شأنها أن تسمح بالوصول إلى العملة المشفرة عبر البورصات العادية في زواج مع التمويل السائد الذي يمكن أن يجذب كبار المستثمرين».
وتقدم كثير من مديري الأصول بطلب للحصول على إذن لإطلاق صناديق «بيتكوين» المتداولة في البورصة منذ عام 2013، لكن هيئة الأوراق المالية والبورصات رفضت هذه الطلبات، بحجة أن المنتجات ستكون عرضة للتلاعب بالسوق.
ولكن بحلول نهاية عام 2023، وهو العام الذي تكثفت فيه المناقشات والضغوط، كانت هيئة الأوراق المالية والبورصات تجري محادثات مع الشركات الحريصة على إصدار صناديق الاستثمار المتداولة، مما يزيد الآمال في أن تصل الأموال التي طال انتظارها إلى السوق، وتؤدي إلى موجات من الاستثمار في «البيتكوين».
صعود وهبوط «البيتكوين»
قفزت معدلات تمويل «بيتكوين» عبر معظم البورصات هذا العام، مما يشير إلى أن المتداولين على استعداد لدفع مزيد للحفاظ على مراكز طويلة، وكانت معدلات التمويل إيجابية في الغالب منذ أكتوبر، وفقاً لـ«كوين غلاس».
وحدثت هذه القفزات مع ارتفاع عملة «البيتكوين» الفورية فوق مستوى 45000 دولار في 2 يناير (كانون الثاني)، بعد ارتفاع بنسبة 170 في المائة في عام 2023.
واستحوذت الإثارة على المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، مع ارتفاع أقساط التأمين على عقود «بيتكوين» الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية
وقال محللون في «كيه 33 للأبحاث»: «بلغ متوسط قسط (بيتكوين) في الشهر الأول من بورصة شيكاغو التجارية 42 في المائة منذ الافتتاح السنوي، وهو أعلى مستوى جديد على الإطلاق، مما يدل على التحيز الطويل الهائل في السوق حالياً».
ولكن على الرغم من ذلك لا بدّ من الحذر، فمع وجود كثير من الاتجاه الصعودي، فإن الأخبار السلبية عن صناديق الاستثمار المتداولة الفورية يمكن أن تثير موجة من البيع، كما يحذر كثير من مراقبي السوق.
فبعد القفزة الأولية، انخفض السعر الفوري لـ«بيتكوين» مرة أخرى إلى ما دون 43000 دولار، على الرغم من تعافيه منذ ذلك الحين. وقالت كبيرة المحللين في شركة «كايكو ريسيرش»، ديسيسلافا أوبيرت، إنه مع تراجعها، أثارت موجة من عمليات التصفية، مع انخفاض الفائدة المفتوحة لعملة «البيتكوين» بأكثر من مليار دولار في غضون ساعات قليلة مع خروج الرافعة المالية من السوق.
من جهته، قال رئيس قسم المشتقات المالية في «بيتفينكس»، جاغ كونر، إنه حتى الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة الفورية يمكن أن تتسبب في تراجع الأسعار مع جني المستثمرين الأرباح، وهو ما يسلط الضوء على حساسية السوق للأخبار والتطورات التنظيمية.
الخوف من الضياع
في سوق خيارات «البيتكوين»، فإن التقلب الضمني في المال (تقدير السوق لحركة محتملة في السعر) في أعلى مستوياته بالسنة، وفقاً لبيانات من «ذا بلوك».
فعقود الخيارات تمنح المشترين الحق، ولكن ليس الالتزام، في شراء أو بيع أصل أساسي بسعر ثابت في المستقبل.
ووصل مؤشر الخوف والجشع للعملات المشفرة الخاص بـ«كوين غلاس»، وهو مقياس لمعنويات السوق، إلى أعلى مستوى له خلال شهرين وبثبات في منطقة «الجشع» خلال الـ30 يوماً الماضية، مما يشير إلى أن معنويات «الخوف من تفويت الفرصة» عند مستويات مرتفعة.