الاقتصادي- بثينة سفاريني- شهد كانون الأول/ ديسمبر الجاري حركة أكثر لتغيير الملاحة عبر البحر الأحمر، مع تصعيد جماعة الحوثي هجماتها للسفن المتجهة لإسرائيل.
وأعلنت نحو 8 شركات في ديسمبر الجاري أنها تفكر أو قررت إيقاف الشحن مؤقتا عبر البحر الأحمر مع تصاعد التوترات الأمنية فيه والهجمات على السفن التجارية في المنطقة.
البحر الأحمر والخليج العربي يعتبران مدخل مياه بحر المحيط الهندي، الواقع بين أفريقيا وآسيا. والاتصال مع المحيط في الجنوب من خلال مضيق باب المندب وخليج عدن.
ومن الشركات التي اتخذت قرارا لحماية ملاحتها البحرية، مجموعة الشحن الفرنسية "سي. إم. إيه - سي. جي. إم"، حيث قالت في 16 ديسمبر الجاري، إنها أوقفت مؤقتا جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر.
كذلك أعلنت شركة شحن الحاويات الألمانية "هاباغ لويد" في 15 ديسمبر الحالي، أنها تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر.
وشركة "إيه.بي مولر-ميرسك" الدنماركية، قالت في التاريخ ذاته، إنها ستوقف جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
كذلك أعلنت شركة "أو أو سي إل (أورينت أوفرسيز كونتينر لاين)" للشحن، أنها ستتوقف فورًا عن نقل البضائع من وإلى إسرائيل حتى إشعار آخر، بسبب مشاكل تشغيلية.
وفي 18 ديسمبر الجاري، أعلنت شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية، اعتزامها تعليق عبور جميع سفنها من البحر الأحمر.
كما قالت شركة شحن الحاويات التايوانية إيفرغرين، إنها قررت التوقف مؤقتا عن قبول البضائع الإسرائيلية بأثر فوري، وأصدرت تعليمات لسفن الحاويات التابعة لها بتعليق الملاحة عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وفي سياق التصاعد الحالي، بدأت شركة البحر المتوسط للشحن (إم. إس. سي) في الإبحار حول أفريقيا.
كذلك قالت شركة الشحن البحري التايوانية يانغ مينغ في 18 ديسمبر الجاري، إنها ستحول مسار سفنها المبحرة عبر البحر الأحمر وخليج عدن إلى رأس الرجاء الصالح خلال الأسبوعين المقبلين.
رأس الرجاء الصالح، هو رأس صخري يقع على الساحل الأطلسي لشبه جزيرة كيب في جنوب أفريقيا.
وفي ذات التاريخ، أعلنت شركة النفط والغاز النرويجية (إكوينور) أنها أعادت توجيه "بضع سفن" تحمل النفط الخام والغاز البترولي المسال بعيدًا عن البحر الأحمر.
ومجموعة فرونت لاين لناقلات النفط، ومقرها النرويج، أعلنت أيضًا أنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن في الفترة المقبلة.
وكانت نحو 55 سفينة قد تحولت إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا لتفادي المرور عبر البحر الأحمر خلال الفترة من 19 تشرين الثاني الماضي ولغاية الأحد الفائت، مع تزايد هجمات الحوثي في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، حسبما ذكر رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع.
وفي ظل التصاعد الحالي، يتعين على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية الالتفاف حول أفريقيا للوصول إلى إسرائيل عبر مضيق جبل طارق في شمال المغرب.
ويزيد المسار البديل للشحن البحري عبر البحر الأحمر من وقت إبحار السفن المتجهة إلى إسرائيل بحدود 17 يوما و22 يوما، مما تسبب في ارتفاع كلفة الشحن وأسعار البضائع وحتى تأجيل بعض الصفقات والمعاملات والتبادل التجاري الإسرائيلي.
تحالف دولي لتأمين الملاحة على البحر الأحمر
أعلنت الولايات المتحدة رسميًا إنشاء تحالف دولي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، بعضوية دول غربية إضافةً إلى البحرين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين في بيان، إن تصعيد الحوثيين الأخير يهدد التجارة العالمية ويخالف قانون الملاحة الدولي، مشددًا على أن مضيق "باب المندب" هو ممر تجاري أساسي.