كشف تحقيق لصحيفة "هأرتس" العبرية بأن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت الاستيطان الاسرائيلي في مناطق الضفة الغربية والقدس خلال أربع سنوات بأكثر من 220 مليون دولار، من خلال منظمات وجمعيات أمريكية خيرية.
وأشار التحقيق بأن هذا الدعم المالي ما بين 2009 و 2013 وصل الى أكثر من 220 مليون دولار جرى تحويله من قبل ما يقارب من 50 منظمة وجمعية خيرية امريكية، وكونها منظمات خيرية فإن تبرعاتها التي تحولها للمستوطنات معفاة من الضرائب، ويتم تحويل هذه الأموال للعديد من المشاريع للمستوطنات ومن ضمنها البناء الاستيطاني أو التعليم والمدارس الدينية، وكذلك يتم من خلال هذه الأموال شراء المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية، وكذلك تقديم الدعم المالي لعائلات المتطرفين اليهود المتهمين بالارهاب.
وأضاف التحقيق بأن هذا الدعم المالي السخي يأتي في ظل الموقف الرسمي المعلن من حكومات الولايات المتحدة المتعاقبة منذ 48 عاما، والتي تقول فيه بأنها تعارض المستوطنات والبناء الاستيطاني في المناطق التي تم احتلالها عام 1967.
وقد كشفت الصحيفة العبرية العديد من الوثائق في هذا التحقيق والذي عملت عليه طوال سنة كاملة، حيث تقوم الجمعيات والمنظمات الخيرية في الولايات المتحدة بجمع الأموال لصالح المستوطنات ويتم تحويل هذه الأموال الى جمعيات اسرائيلية غير ربحية، والتي بدورها تقوم بضخ هذه الأموال في مشاريع مختلفة في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتبين من بعض هذه الوثائق بأن هذه الجمعيات استطاعت جمع 73 مليون دولار عام 2013، واستطاعت جمع مبلغ أكثر من ذلك بكثير في عام 2014 .
وأشار التحقيق بأن اليمين الاسرائيلي يسلط الضوء بشكل كبير على المنظمات والجمعيات اليسارية في اسرائيل ويتهما بأنها تتلقى أموال من الخارج لتنفيذ سياستها، ويتضح هنا بأن منظمات اليمين والمستوطنين تتلقى الأموال والدعم الخارجي، ولكن الفرق كبير وجوهري بين الحالتين، فمنظمات حقوق الانسان الاسرائيلية والجمعيات اليسارية والحقوقية تتلقى الأموال من جهات رسمية دولية، واغلبها يأتي من الحكومات الأوروبية والأمريكية، على عكس جمعيات اليمين والمستوطنين، والتي تتلقى الدعم المالي من جمعيات وأشخاص في الولايات المتحدة، والتي يمكن استخدامها لأغراض معينة وخدمة لاهداف محددة وفقا لرغبات المتبرعين، خاصة بأن هذه الجمعيات لا تكشف الا القليل من مصروفاتها.