متابعة الاقتصادي- بثينة سفاريني- ما زال العدوان على قطاع غزة مستمرًا لليوم 41 على التوالي، وما يصاحبه من تداعيات اقتصادية سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، إلى جانب ضعف الحركة التجارية في السوق الفلسطيني. 

ومن بين التداعيات الاقتصادية التي تؤثر على المواطنين في السوق الفلسطيني، هي التقلبات في سعر صرف الشيكل مقابل العملات الأخرى، والذي وصل إلى أدنى مستوياته في الفترات الأولى للعدوان قبل أن تعاود العملة الإسرائيلية الارتفاع مدفوعةً بإجراءات من حكومة الاحتلال، إلى جانب ضعف الدولار في الأسواق العالمية.

ووصل الشيكل إلى أدنى مستوياته من بعد السابع من تشرين الأول الماضي، حيث تجاوز الدولار الأربعة شواكل، قبل أن يعاود الارتفاع مسجلا  3.79 شيكلا، اليوم الخميس.

وقد يسأل المواطن في ظل التقلبات الحالية لأسعار الصرف، أيهما أفضل، اقتناء عملة دون أخرى، أم محاولة الاحتفاظ بأكثر من عملة؟ خاصة وأن عددا من المواطنين يدفعون التزامات يومية أو شهرية بعملة الدولار أو الدينار بدلا من الشيكل.

أجاب المحلل الاقتصادي هيثم دراغمة على هذا السؤال، قائلا، إنه يجب عدم الاكتفاء بعملة دون أخرى والسعي للاحتفاظ بأكثر من عملة، لا سيما في ظل التقلبات الحالية، إضافةً إلى التداعيات الاقتصادية غير المستقرة المرافقة لعدوان الاحتلال على القطاع.

وأضاف في مقابلة مع "الاقتصادي"، في ظل تحسن العملة الإسرائيلية، أن الإجراءات التي اتخذتها حكومة الاحتلال لدعمها لن تدوم طويلا، متوقعا أن يتراوح سعر صرف الدولار مقابل الشيكل في حدود 3.40 إلى 3.50 شيكلا في الأيام القليلة القادمة.

وكان بنك إسرائيل (البنك المركزي) قد أطلق برنامجا بقيمة 30 مليار دولار لبيع النقد الأجنبي مع بداية العدوان على غزة، لمنع حدوث تدهور حاد في سعر صرف الشيكل. 

ونصح دراغمة المواطنين بعدم الاحتفاظ بعملة الدولار والإبقاء عليها دون تخزين عملات أخرى، خاصةً في ظل الحرب الحالية وعدم القدرة على اتخاذ قرار واضح حول العملة الأفضل للاقتناء، أي الإبقاء على الأوضاع كما هي عليه مع الاحتفاظ بأكثر من عملة، للتقليل من آثار تداعيات سعر الصرف على المواطنين.

الدولار عند أعلى مستوى أمام الشيكل منذ 3 أشهر

 ارتفعت قيمة العملة الإسرائيلية بنسبة 6.6% مقابل الدولار منذ بداية الشهر الجاري. يوم أمس تم التداول عند 3.75 شيكل/دولار. ويرجع ذلك جزئيًا إلى ضعف الدولار في الأسواق العالمية، حيث جاءت أرقام التضخم الأخيرة في الولايات المتحدة أقل من المتوقع، ما جعل التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة أقرب.

وقبل شهر بالضبط كان الشيكل في أدنى مستوياته منذ نحو 10 أعوام، حينما سجل 4.01 شيكل، حيث كانت الحرب على قطاع غزة في بدايتها، ولم تكن الأمور واضحة بخصوص مسار الأحداث على الجبهة الشمالية مع لبنان.

لكن الشيكل عاود الصعود صباح الخميس أمام الشيكل، وسجل 3.79 شيكل، وذلك في أعقاب إعلان مؤشر أسعار المستهلكين الإسرائيلي للشهر الماضي والذي ارتفع بنسبة 0.5% وفق ما نقلته صحيفة جلوبس الإسرائيلية.

يتوقع المحللون أن ينخفض ​​التضخم من مستواه الحالي البالغ 3.8٪ إلى 3.5٪.

كما تم تعزيز الشيكل أيضًا من خلال مسح اقتصادي أجرته وكالة التصنيف "ستاندرد آند بورز" في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي يتوقع عودة الاقتصاد الإسرائيلي إلى نمو قوي بنسبة 5٪ في عام 2025، بعد نمو بنسبة 1.5٪ هذا العام و0.5٪ العام المقبل، بشرط عدم تصعيد الحرب. .