الاقتصادي- أوردت "مجلة إيكونوميست" البريطانية تقريرا من الضفة الغربية، قالت فيه إن المستوطنين هناك يسببون الفوضى، وإن أعمال العنف التي يرتكبونها والجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين قد زادت بشكل حاد منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنه وبسبب هذا العنف فإن الضفة تقترب من نقطة الغليان.
واستشهد في الضفة الغربية 165 شهيدا منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
أكثر فتكا بالفلسطينيين
وقالت المجلة إن العام الماضي كان الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة منذ 20 عاما، إذ أصبحت جماعات المستوطنين أكثر جرأة وكثف الجيش غاراته على البلدات والمدن الفلسطينية، ولكن منذ السابع من الشهر الماضي ساءت الأمور بشكل كبير، وبالمعدل الحالي، ستكون الأسابيع الأربعة التي أعقبت "طوفان الأقصى" أكثر فتكا بالفلسطينيين في الضفة من العام الماضي بأكمله.
وذكرت أن الحرب في غزة أثارت بعض الجماعات الأكثر عنفا من المستوطنين في الضفة. فالبعض ينتقم من هجوم حماس، وآخرون يستغلون انشغال الجيش في غزة والجبهة الشمالية مع لبنان. ونتيجة لذلك، يشعر الفلسطينيون في الضفة بأنهم أكثر عرضة للخطر من المعتاد.
ففي قرية قصرة الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس، قتل المستوطنون 4 فلسطينيين في 11 تشرين الأول المنصرم، واليوم التالي، خلال موكب جنازة للشهداء الأربعة استشهد اثنان آخران برصاص المستوطنين.
الجنود يتعاونون مع المستوطنين
وما تغير في الأسابيع القليلة الماضية، كما تقول إيكونوميست، إنه يبدو أن عناصر من الجيش والمستوطنين العازمين على العنف قد تعاونون، وإن الجنود الذين كانوا مكتوفي الأيدي من قبل، ولم يفعلوا أي شيء، الآن ينضمون إلى المستوطنين في هجماتهم.
وقالت المجلة إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أسعدت المستوطنين بتخصيصها مبالغ كبيرة لتشييد طرقهم، والتي يُمنع الفلسطينيون منها عموما. ونادرا ما يُعاقب المستوطنون على بدء العنف. فعلى سبيل المثال اجتاحوا في حزيران/يونيو الماضي قرية ترمسعيا، وأشعلوا النار في المنازل والسيارات. ورغم وصف ضابط إسرائيلي ذلك بـالإرهاب فإنه لم يتبع ذلك عواقب وخيمة.
ولفتت إيكونوميست إلى أن بعض المسؤولين الفلسطينيين والمراقبين الأجانب ظلوا يحذرون لسنوات من انتفاضة ثالثة، ويخشون الآن أنها قد أوشكت على الاندلاع.
خطة لطرد الفلسطينيين من الضفة
ويقول بعض النشطاء الفلسطينيين إن الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة المستوطنين، تريد إخلاء الضفة من الفلسطينيين، ويشيرون إلى أن العديد من الفلسطينيين يرون هذا العنف جزءا من خطة لطردهم نهاية المطاف من الضفة تماما.