رام الله –الاقتصادي –وفاء صالح- أن تتأخر على دوامك نصف ساعة يوميا على الأقل بات أمرا طبيعيا بعد الأزمة المرورية الخانقة التي تشهدها مدينة رام الله في الآونة الأخيرة، فمهما حاولت الخروج مبكرا لتصل في الوقت المحدد إلا أن عائق أزمة السير يواجهك باستمرار.
"الاقتصادي " أجرى جولة وسط مدينة رام الله لمعرفة رأي الناس في الأزمة المرورية الحاصلة.
أسامة جرار (45 عاما) من رام الله، أكد أن أسباب الأزمة تتنوع ما بين عدم التزام السائقين بالقوانين من ناحية، وانعدام الذوق في السياقة من ناحية أخرى، مشيرا إلى أن سائقي اللوحة الصفراء هم الأكثر فوضى في البلد.
خزاما حنون، (23 عاما) ، تعاني كل صباح من الأزمة المرورية فتتأخر على دوامها بشكل يومي، قالت خلال مقابلة مع الاقتصادي، "باعتقادي ضعف التعاون بين الجهات المسؤولة وانعدام الأخلاقيات لدى البعض هو السبب في الأزمة، فكثيرا ما يكون هناك إغلاق لشارع رئيس من أجل إحداث عمليات إصلاح وترميم في الفترة الصباحية، وهي فترة خروج الموظفين والطلبة إلى جامعاتهم وعملهم، ما يؤدي إلى إحداث أزمة خانقة تؤخر الجميع".
وفي وقت يلقي فيه المواطنون اللوم على بعض السائقين وتجاوزهم لقواعد السير المعروفة، يذهب السائقون الى أسباب أبعد من ذلك للأزمة المرورية تتعلق بالبنية التحتية للمدينة وتواجد مجمعات السيارات في قلب الأسواق التجارية.
السائق على خط سنجل_ رام الله، نعمان فقهاء، أوضح أن اصطفاف السيارات بشكل زوجي على جانبي الطرق والأرصفة يفاقم من الأزمة، فيما اعتبر وجود مجمعات السيارات داخل المدينة سببا رئيسيا فيها، وأضاف"الشرطة أيضا لا تعمل بشكل مثالي من أجل الحد من الأزمة المرورية".
وقال السائق على خط قلنديا – القدس، فتحي دهون، إن سيارات أصحاب المحال التجارية ووجود البسطات هي أحد الأسباب الهامة لخلق أزمة مرورية نحن بغنى عنها.
من جهته حسم الناطق الاعلامي باسم الشرطة الفلسطينية ، لؤي ازريقات الأمر، قائلا: إن الأزمة المرورية التي شهدتها مدينة رام الله تحديدا في الفترة الأخيرة، سببها إخلاء بعض مداخل المدينة، ما تسبب باضطرار جميع السائقين القادمين من المدينة وأليها، من ست محافظات أخرى، سلوك طريق واحدة.
وأضاف: هذا الاخلاء أدى إلى إحداث أزمة مرورية خانقة، حاولت الشرطة تخفيفها من خلال وضع دورياتها على مداخل المدينة، لتنظيم السير وتسهيل الحركة، لكن الأمر يحتاج إلى تعاون من السائقين والتزام بقوانين المرور.
وأوضح أن الشرطة الفلسطينية، تعمل جاهدة، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية والبلديات ووزارة الاشغال من أجل ايجاد طرق بديلة وتحويل لبعض الطرقات، والذي من شأنه أن يجد حلا للمشكلة، إضافة إلى مناشدة المواطنين عبر وسائل الاعلام لتجنب طرق معينة وسلك طرق أخرى للتخفيف من حدة الأزمة.
ولعل أخطر ما في الأمر هو إعاقة الأزمة المرورية لعمل الاسعاف وطواقم الدفاع المدني في ظل المواجهات المستمرة والحاجة الماسة لوصولها في الوقت المحدد حيث التأخر في استجابة النداءات قد تؤدي إلى خسارة أرواح بشرية كان بالامكان انقاذها.
وذكر مدير العلاقات العامة والاعلام في الدفاع المدني، نائل العزة، أن أزمات المرور التي تعيشها مدن الضفة الغربية تعرقل عمل طواقم الدفاع المدني والاسعاف وحتى المركبات الأمنية، حيث إن الدفاع المدني الفلسطيني يحاول باستمرار تقليص سرعة الاستجابة للمواطنين، إلا ان الأزمة المرورية تحول دون ذلك.
وأكد العزة أن الدفاع المدني استطاع تقليص الفترة الزمنية لاستجابة النداءات من 18 دقيقة إلى 14 دقيقة في العام 2014، حيث يحاول ضمن خطته الاستراتيجية تقليصها إلى أقل من 12 دقيقة، ولكن تفاقم الأزمة في الآونة الأخيرة يعرقل عمل طواقم الدفاع ويعرض حياة المدنيين للخطر.
بدورها، عقدت بلدية رام الله في الثامن عشر من الشهر الماضي، لقاءً جمعت فيه كافة الاطراف المعنية، في سبيل وضع حلول مشتركة ومناقشة التعديلات الأخيرة على الطرق، التي قامت بها البلدية، حيث وحضر اللقاء رئيس بلدية رام الله المهندس موسى حديد، ونائب محافظ محافظة رام الله والبيره حمدان البرغوثي، ووكيل وزارة النقل والمواصلات عمار ياسين، ومدير عام شرطة المرور في المحافظات الشمالية أبو زنيد أبو زنيد، ومدير عام البلدية أحمد أبو لبن، وبحضور أعضاء المجلس البلدي، وممثلون عن المجتمع المحلي والمواطنين.
من جهته، أشار رئيس بلدية رام الله، موسى حديد، إلى أن الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها المدينة وزيادة عدد السيارات، لعب دورا كبيرا في تفاقم الأزمة المرورية في السنوات الأخيرة، وهو ما يستدعي إيجاد حل جذري لها، لذلك كان لا بد من إجراء دراسة مرورية، نفذت البلدية على أثرها بعض، والتي تتوقع البلدية أن يكون لها أثرا كبير في التخفيف من الأزمة في الفترة القادمة.