متابعة الاقتصادي - العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لم يستثن شيئاً؛ البشر والحجر والشجر، كانوا أهدافاً للطيران الحربي. 

من يشاهد غزة الآن يعتقد للوهلة الأولى أن زلزالاً مدمراً قد وقع فيها. بيوت وأبراج قُصفت على رؤوس ساكنيها. أحياء كاملة لم تعد موجودة، وعائلات شطبت من السجل المدني. 

لا ماء ولا كهرباء أو وقود. وشبكة الاتصالات والإنترنت تضررت بشكل كبير، حتى بات التواصل مع سكان القطاع مهمة صعبة. 

لم تكن شبكات الاتصال بمعزل عن الدمار الهائل الذي أصاب البنية التحتية في قطاع غزة.

يشتكي السكان من انقطاع الخدمة كلياً في بعض المناطق، وتضررها بشكل جزئي في مناطق أخرى.

تقول شركة الاتصالات الفلسطينية إنها تكبدت خسائر وأضرارا فادحة ومتزايدة منذ اليوم الأول للقصف الإسرائيلي للقطاع أثرت على الشبكة والمشتركين.

وقالت الشركة في بيان وصل الاقتصادي نسخة عنه، إن عدة انقطاعات على المسارات الرئيسية لشبكة الألياف الضوئية التي تصل القطاع بالضفة والعالم الخارجي وقعت منذ اليوم الأول للحرب.

وأضافت، أن أي انقطاعات وأضرار مستقبلية على الشبكة سيؤدي لانقطاع الاتصال مع الضفة ما يعني أن خدمات الاتصالات والإنترنت ستتوقف بشكل كامل في غزة.

وتعرضت الشبكة لأضرار فادحة أدت إلى تعطل 35% من عناصر الشبكة الرئيسية كالأعمدة والكوابل وخطوط الألياف الضوئية التي تربط غزة داخلية.

وبحسب شركة الاتصالات، فقد تعطل حوالي 35% من المقاسم الطرفية لشبكة الهاتف الثالث والإنترنت المنزل ما أثر على ما يقارب 4 % من مشتركيها بجانب تأثر 30% من قاعدة مشتركي الخلوي بسبب تعطل 30% من مواقع وأبراج الشبكة الخلوية.

وعلى مستوى الأبنية، دمر مقر الإدارة العامة لشبكة الهاتف الثابت والإنترنت المنزلي الواقع في حي الرمال، بالإضافة إلى تدمير العديد من المباني والمنشآت التابعة للشركة بشكل جزئي في أماكن متفرقة من القطاع.

في ظل الدمار القائم، ورائحة الموت التي تفوح في كل مكان، وفي ظل التهديدات باجتياح بري، يبدو أن صوت المكلومين في غزة سيواجه مزيدا من التضييق وربما الانقطاع الكلي. انقطاع للصوت والصورة، هكذا يريد الاحتلال، لينفذ مزيداً من الجرائم في أكثر مناطق العالم ازدحاماً بالسكان.