الاقتصادي: بثينة سفاريني- ما زالت تداعيات أزمة فيروس كورونا (بدأت عالميًا أواخر 2019) تلقي بظلالها على أسعار المواد الغذائية في العالم حتى تلحقها الحرب الروسية الأوكرانية (بدأت في شباط 2022)، لتسجل الفترة ما بعد العام 2019  (تحديدا 2021 و2022 والنصف الأولى من العام الجاري) ارتفاعًا تراكميًا على مؤشر غلاء المعيشة ليسجل حوالي 8%.

وقالت أسيل زيدان مديرة دائرة الأسعار والأرقام القياسية في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن هناك ارتفاعات حادة في مؤشر غلاء المعيشة (الذي يرصد التغير في أهم السلع الأساسية)، وذلك في الفترة التي تبعت أزمة فيروس كورونا من العام 2021 ولغاية اليوم.

وأوضحت أن المؤشر سجل في العام 2021 1.24%، وارتفع إلى 3.74% في العام الماضي، و3.82% في النصف الأول 2023، مشيرة إلى حاجة الأسرة الآن إلى 28% من راتبها لشراء المواد الغذائية (أي من كل 1000 شيكل، يذهب 280 شيكلًا للمواد الغذائية). 

وأضافت زيدان في حديث مع "الاقتصادي" أن الأسعار كانت ما قبل أزمة فيروس كورونا مستقرة نوعًا ما، حيث سجل العام 2019 انخفاضًا طفيفًا في مؤشر غلاء المعيشة بنسبة 0.73%.

وكانت سلعة الطحين (50 كيلو) تباع في الأسواق المحلية ما قبل أزمة الفيروس (أي في العام 2019) بحوالي 117 شيكلًا لتباع الآن تدريجيًا بـ144 شيكلا، ما أثر على سعر الخبز وارتفاعه من حوالي 3.5 شيكل في 2019 إلى حوالي 5 شواكل للكيلو في الأوقات الحالية. 

كما ارتفع سعر الزيت، حيث كان يباع الـ5 لتر في الأسواق قبل كورونا بـنحو 36 شيكلًا، والآن بنحو 50 شيكلًا، وكذلك الأمر على السكر، حيث يباع حاليًا في الأسواق بـ36 شيكلًا (كمية الـ10 كيلو) مقارنةً بنحو 22 شيكلًا ما قبل كورونا.

وإذا ما تم مقارنة الارتفاعات على أسعار المواد الغذائية بالنسب المئوية (من 2019 - النصف الأول 2023)، فهناك ارتفاع قرابة 47% على زيت الذرة، ونحو 15.32% على الطحين، و19.05% على الخبز، و25.96% على السكر، و15.06% على الأرز، وفق مديرة دائرة الأسعار والأرقام القياسية في جهاز الإحصاء.

وأشارت إلى أن ارتفاع مؤشر غلاء المعيشة لم يظهر خلال كورونا بسبب الدعم الحكومي لا سيما  لبعض السلع الزراعية وكذلك على الطحين والسكر والزيت، إلى جانب الدعم الذي قدم من الحكومة للأسر التي تضررت بسبب أزمة الفيروس خاصة عمال المياومة والمؤسسات الصغيرة والعمل الخاص، مشيرة إلى توقف الدعم بداية 2021 (أي بعد قرابة العام على بدء أزمة الفيروس في العالم) بسبب ارتفاع تكاليف الشحن عالميًا، موضحةً أن تكلفة استيراد "الكونتينر" كانت بـ1000 دولار والآن ارتفعت إلى حوالي 7000 دولار.