الاقتصادي - وكالات - وسط أزقة مخيم الشاطئ، يجلس الفلسطيني مصطفى عبدو (75 عاماً) داخل ورشته المتواضعة، ليبدأ بتركيب غيارات القطع الالكترونية لصيانتها وترميمها، في مدينة غزة.

يقول عبدو في لقاء خاص، إنه تعلم صيانة الالكترونيات والأجهزة الكهربائية بمحض الصدفة بعد مراقبة صديقه، وامتهنها منذ 30 عاماً، ويستمر بهذه المهنة حتى اللحظة.

وأضاف أنه يصلح جميع الأجهزة الالكترونية، سواء المراوح أو أجهزة الكي والتلفاز وكل ما يتعلق بعالم الالكترونيات. ويرى عبدو أن متعته تتمثل في العمل لكونه يعطيه طاقة وحيوية والاختلاط مع المجتمع ورؤية الجيران بالمخيم.

وتابع أن عمله يساعد الفقراء على تصليح أجهزتهم الكهربائية، بدلاً من شراء أجهزة جديدة باهضه الثمن، فالتصليح لا يكلف أكثر من 15 شيكل.

وأشار عبدو إلى قدرته على تجديد الأجهزة الكهربائية من خلال تغيير القطع اللازمة لتعود كما كانت، بعيداً عن دفع التكاليف المادية المرتفعة.

وتطرق إلى أن المارة اعتادوا على رؤيته في هذا المكان الذي يعمل به منذ أكثر من 30 عاماً، واكتسب الشهرة حيث أصبح الزبائن يأتونه من مختلف المناطق وليس فقط المنطقة المذكورة.

وذكر عبدو أن سبب هذه الشهرة تكمن في خبرة العمل التي اكتسبها خلال السنوات السابقة، مشيراً إلى حرصه على تعليم أبنائه لذات المهنة.

واستدرك "تحتاج هذه المهنة المعرفة والدراية الكافية باللغة الإنجليزية، فجميع القطع الالكترونية يكتب عليها باللغة المذكورة فقط".

ومن وجهة نظر السبعيني "الانسان الذي لا يعمل ليس له كيان في المجتمع، لذلك يجب على الجميع السعي للعمل، وتحديداً بعد سن التقاعد ليبقى النشاط الجسدي مستمر، وتعود الفائدة للصحة والبدن".

ولفت عبدو إلى أنه يجد متعته وراحته النفسية في العمل والعطاء، لكونه يعطيه قيمة بالمجتمع ويشعره بقدرته على العطاء ومساعدة الفقراء.

ونبه إلى أنه يبدأ يومه في أخذ جولة صباحية بالمخيم على الدراجة الهوائية، لتبدأ بعدها ساعات العمل من الساعة العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً. ونوه إلى التحديات التي تواجهه في عمله، وأهمها الانقطاع المستمر والمتكرر للتيار الكهربائي، فيضطر لاستخدام الكهرباء البديلة وبالتالي زيادة التكلفة المادية التي تجعل نسبة الربح متواضعة.

ويحصل عبدو على قطع الغيار من بعض المحلات المختصة في بيعها بالأسواق المحلية بمدينة غزة. وختم عبدو حديثه بالتطرق إلى صعوبة مهنة تصليح الأجهزة الكهربائية والالكترونيات، بالرغم من أهمية وجودها، لذلك يجب المحافظة عليها وامتهانها بشكل صحيح وتطوير الخبرة بها.