الاقتصادي: بثينة سفاريني- يوجد 16 مصنعًا منتجًا في مدينة أريحا الصناعية الزراعية على مساحة 140 ألف متر مربع من أصل إجمالي 615 دونمًا (مساحة مدينة أريحا الصناعية الزراعية)، وذلك ضمن المرحلة الأولى.
وتصل مساحة المرحلة الثانية إلى 475 ألف متر مربع، والثالثة 500 ألف متر مربع.
يرجع عمر المدينة إلى العام 2012، وأقيمت على أرض حكومية بتطوير وإدارة من القطاع الخاص، حيث أبرم في أوائل العام المذكور عقد امتياز منحت بموجبه شركة أريحا الصناعية الزراعية لتطوير المناطق الصناعية عقدًا لتطوير وإدارة وصيانة مدينة أريحا الصناعية الزراعية، وهذه الشركة عبارة عن ائتلاف مكون من "صندوق الاستثمار، وبديكو، والسنابل".
قال أحمد الحج حسن الرئيس التنفيذي لهيئة تشجيع الاستثمار والمدن الصناعية، خلال جولة للصحفيين في المدينة، أن توفير البنية التحتية في المدينة هو ليس فقط للتسهيل على المُصنع وإنما أيضًا للحفاظ على البيئة، موضحًا أن البنية التحتية لا تعني فقط المياه والكهرباء والشوارع، وإنما أيضًا محطة لمعالجة المياه ومحطات الطاقة الشمسية وخزانات مياه، وهذا ما هو متوفر في المدينة.
وأضاف الحج حسن في مقابلة مع "الاقتصادي" أن تكلفة الكهرباء لبعض الصناعات يمكن أن تصل إلى 40% من تكلفة المنتج النهائي، وبالتالي توفير الكهرباء بسعر منخفض ميزة إضافية تشجيعية للمستثمر.
وبالنسبة لتنوع المصانع الـ16 في المدينة، قال الرئيس التنفيذي لهيئة تشجيع الاستثمار إنه يوجد صناعات غذائية، وبلاستيكية، وزراعية، ودوائية، مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية في المدينة هو نقص الأيدي العاملة، حيث سيتوفر شواغر قد تصل إلى 100 شاغر مع افتتاح المصانع الجديدة.
وبالنسبة لسعي المدينة لربطها بالأردن ومن ثم للعالم العربي (طريق حصري يربط المدينة الصناعية بجسر الملك حسين لنقل البضائع)، قال الحج حسن إن الأمر لم يتم لغاية اللحظة بسبب عدم وجود موافقة إسرائيلية بهذا الخصوص، مضيفًا أن الموضوع مطروح منذ سنوات طويلة وتم عقد اجتماعات حول الموضوع.
البنية التحتية لمدينة أريحا الصناعية الزراعية
قالت المهندسة آلاء أبو بكر مدير عمليات مدينة أريحا الصناعية الزراعية من طرف هيئة تشجيع الاستثمار أن حاجة المستثمرين في المدينة من المياه مغطاة بالكامل، ولا يوجد نقص فيها.
وأضافت لـ"الاقتصادي" أنه عندما افتتحت المدينة في 2012 كان يوجد مصدر مياه واحد بسعة 30 كوبًا/ الساعة من بلدية أريحا، لكن ومع نقص هذه الكمية لا سيما في فصل الصيف، تم التوجه إلى توفير مصادر أخرى للمياه.
وأكملت أبو بكر أنه تم إنشاء خط من نقطة "مكوروت" (شركة المياه الإسرائيلية) للمدينة يوفر 10 أكواب/ الساعة، إلى جانب إنشاء البئر العميق، الذي يوفر أيضًا 70 كوبا/ الساعة، مشيرةً إلى أن هذه المصادر الثلاثة للمياه تغطي حاجة المدينة الصناعية الزراعية.
وأضافت أن المدينة وفرت 300 فرصة عمل مباشرة، عدا عن فرص العمل غير المباشرة، لافتةً إلى حاجة المدينة للمزيد من الأيدى العاملة.
وفي السياق، قال محمود رضوان مهندس الكهرباء في هيئة تشجيع الاستثمار والمدن الصناعية، أن أول محطة للطاقة الشمسية في المدينة تم إنشاؤها في 2014 بقدرة 300 كيلو واط/ الساعة، مضيفًا أنها كانت الأولى على مستوى فلسطين من ناحية القدرة الكهربائية، وكان الهدف منها هو تغطية الكهرباء للخدمات العامة.
وأضاف أن المحطة الأولى كلفت أكثر من مليون دولار وذلك لأن التكنولوجيا كانت جديدة، مشيرًا إلى أنه في العام 2019 تم التفكير بإنشاء محطة ثانية خاصة بالمستثمرين والمصانع المنتجة بهدف خفض مدخلات الإنتاج.
ولفت رضوان إلى أنه تم تشغيل المحطة الثانية في 2021، بقدرة 2.1 ميغا واط، بتكلفة وصلت إلى مليوني دولار.
وأشار إلى أن الطاقة الشمسية الثانية تغطي حاليًا حوالي 70% من الكهرباء للمصانع المنتجة في المدينة الصناعية، ما دفع بعضهم إلى التفكير بتوسيع مجال العمل وإنشاء خط إنتاج جديد.
تجارب مستثمرين في مدينة أريحا الصناعية الزراعية
تحدث الاقتصادي مع المدير العام لـQ Fine Food عماد القواسمي، المتواجد في مدينة أريحا الصناعية الزراعية منذ 6 سنوات.
وأشار القواسمي خلال حديثه إلى توفر البنية التحتية في المدينة واستفادة المستثمرين من الطاقة الشمسية، لافتًا إلى انخفاض تكاليف الكهرباء عليه بنحو 40% منذ استخدامه للطاقة الشمسية العام الماضي.
فيما قال بشار الصالحي مدير مصنع بيت الدمشقي للطحينة والحلاوة إنه انتقل من بلدة حوارة بنابلس إلى مدينة أريحا الصناعية الزراعية منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأضاف في حديث لـ"الاقتصادي" أنه اتخذ هذه الخطوة بسبب المضايقات الإسرائيلية لعمال المصنع وتأخرهم عن العمل بسبب الحواجز فضلًا عن اقتحام المصنع، لافتًا إلى البنية التحتية الجاهزة في مدينة أريحا واستفادته منها.