كتب سمير حليلة: يتساءل البعض (وهم كثر)، حول أين يضعوا استثماراتهم الصغيرة في ظل عالم ممتلئ بالتقلبات ، فهل هو في شراء الذهب ام شراء الدولار والعملات الاخرى او العملات الرقمية ، وهل هو في الاستثمار في شراء الأراضي والعقار ؟! ام الاستثمار في الودائع لدى البنوك بفائدة قد تتراوح حول ٣-٤٪ سنويا اذا كانت المبالغ كبيرة. ، وبفوائد صفرية اذا كانت في حسابات توفير صغيرة. ؟!..
وهنا لا أود ان اقدم نصيحة مباشرة للمستثمر حيث القرار الاستثماري خاص و مهم ويتنوع حسب حاجة المرء للاموال ؛ خلال مدة قصيرة او طويلة ، وهل يستطيع تحويلها للنقد بفترة قياسية سريعة ، وما حجم المبالغ المستثمرة بالطبع وغيرها من العوامل.
ما أود الاشارة له واستعراضه ولفت النظر اليه في هذه المقدمة ، هو سوق الأسهم في الشركات الفلسطينيةالمدرجة في بورصة فلسطين ، وبغض النظر عن الحروب والانتفاضات والحواجز والعوائق الاحتلالية ، وبغض النظر ايضا عن أداء الاقتصاد الفلسطيني خلال السنوات الخمس الماضية ٢٠١٧-٢٠٢٢ والذي كان يتسم بالركود والتباطؤ بل والتراجع الكبير خلال فترة الكورونا الاخيرة.
لقد وزعت الشركات الفلسطينية المدرجة وعددها ٤٨ شركة أرباحا صافية على مساهميها وهم بعشرات اللالاف خلال الفترة ١٧-٢٢ ما مجموعة ١٣٠٠ مليون دولار على شكل ارباح نقدية وأسهم . وفي نفس الوقت وخلال نفس الفترة ارتفع سعر الأسهم المدرجة في السوق ( market cap) من ٣،٥ مليار دولار الى ٥ مليار دولار اي ان معدل ارتفاع سعر السهم خلال نفس الفترة كان حوالي ٤٥٪ بمعدل وسطي ٩٪ .
ماذا يعني هذا ..؟ ان معدل النمو في الارباح لهذه الشركات والعائد على الاستثمار لها هو مرتفع بكل المقاييس ، ويجب ان يكون مكانا لاهتمام المستثمرين الصغار والكبار وملجأ آمنا للمستثمرين السلبيين الذين لا يريدون او لا يستطيعون متابعة ما يجري في الأسواق العالمية يوميا .
وقد يقول مستثمر ذكي ، ان ذلك صحيح كمعدل لكل الشركات ولأداء السوق ككل ، ولكن هناك شركات تخسر ، وأقول له نعم هذا صحيح ، ولكن لقد حققت ٩١٪ من الشركات المدرجة ارباحا في العام ٢٠٢٢ ، وثلثي الشركات المدرجة مستمرة في تحقيق ارباحها منذ اكثر من عشر سنوات متتالية .
وقد يسأل البعض اي هي الشركات التي توزع ارباحا نقدية كل عام واي من هذه الاسهم عليها تداول كاف ليستطيع المستثمر بيع اسهمه بسرعه عند الحاجة ؟! وهل وضع هذه الشركة او تلك مستقر عبر السنوات ..!؟ ومتى يقوم بالشراء ؟ قبل الاعلان عن توزيع الارباح او بشكل مستقر سنويا ..؟! وغيرها الكثير من الاسئلة التي يمكن ان يجيب عليها موظفوا شركات الوساطة المالية المرخصة والمنتشرة في كل المدن الفلسطينية وهم الذين يساعدون المستثمر في اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح.
باختصار ، هناك فرص ذهبية في أسهم الشركات الكبرى لتحقيق ارباح مستقرة وممتازه ولا تحتاج لمبالغ استثمارية كبيرة بل يمكن ان تكون مثل حساب التوفير الشهري في البنوك ولكن بعائد وارباح عالية .
ان دعوتي هذه للمستثمرين الصغار والكبار ان يدرسوا خياراتهم بدقة ، فأسعار فوائد البنوك عالية ، ويجب على كل استثمار لديهم ان يحصل على عائد سنوي اجمالي لا يقل عن ١٠٪ ، بل يجب ان يكون اكثر من ذلك ، وهناك عشرات الشركات التي توزع بشكل دوري ارباح نقدية تتراوح بين ٦-٨٪ سنويا اضافة لارتفاع سعر السهم الذي يضيف للعائد الاجمالي للاستثمار.
هل هناك ما يمكن ان يقال بعد ذلك ..؟! نعم هناك الكثير والدعوة مفتوحة للنقاش حول هذه الحقائق والتوجهات ، ولتكن نافذتنا الاستثمارية مجالا للتداول حول الخيارات الافضل لمصلحة المواطن الفلسطيني.