الاقتصادي: بثينة سفاريني- يستعد نحو 6600 شخص في الضفة الغربية وقطاع غزة لأداء مناسك الحج بعد قبولهم لهذا الموسم، وقد سجلت تكاليف الحج للعام الجاري ارتفاعًا عند 3246 دينارًا أردنيًا مقارنةً مع 2778 دينارًا في العام السابق 2022. 

واشتكى بعض المواطنين من عدم وضوح الإجراءات المتعلقة بإتمام السفر إلى السعودية لأداء مناسك الحج، لا سيما فيما يتعلق بالتطعيمات المطلوبة وارتفاع تكاليفها. 

وقال عمر الزبن إنه بعد أن سلم جوازه لأحد مكاتب الحج والعمرة في رام الله سألهم عن الإجراءات المطلوبة، مضيفًا أن المكتب طلب منه فقط شهاد تطعيم كورونا، وهذا ما علمه أيضًا من وزارة الأوقاف، على عكس وزارة الصحة التي طلبت أيضًا "طعم السحايا". 

وأضاف عمر في حديث لموقع "الاقتصادي" أنه دفع لفحص السحايا 150 شيكلًا وسلم شهادة التطعيم لمكتب الحج الذي يتعامل معه، لافتًا إلى ارتفاع طعم السحايا بنحو 90 شيكلًا، حيث كان العام الماضي 60 شيكلًا. 

ومن وقت قبول عمر الزبن لأداء مناسك الحج، دفع رسوم حج 3246 دينارًا أردنيًا (أي حوالي 17 ألف شيكل بسعر صرف اليوم)، إلى جانب 150 شيكلًا رسوم تطعيم السحايا، و10 شيكل لإصدار شهادة فحص كورونا، إضافة لحوالي 235 شيكلا لإصدار جواز فلسطيني بدلًا من الأردني من أجل حصوله على التأشيرة، وفق الحديث معه، مضيفًا أنه "ينظر للحاج على أنه بئر مصاري". 

وبخصوص إصداره جوازا فلسطينيا بدلًا من الأردني، قال الزبن لـ"الاقتصادي" إنه  اضطر لإصدار جواز فلسطيني لأنه منع من استخدام الأردني كون البعثة فلسطينية، وبعد حديثه مع وزارة الأوقاف -بأن يصدر جواز فلسطيني لمدة سنة من أجل السفر لأداء مناسك الحج وبعدها يسلمه لمدينة الحجاج أثناء رحلة العودة للضفة الغربية- توجه لمديرية الداخلية في الماصيون برام الله والتي تفاجأت، وفق الزبن، بحديث وزارة الأوقاف، وأصدرت استثنائيًا جوازات فلسطينية للحجاج حاملي الجواز الأردني الدائم لمدة سنة واحدة بدلًا من خمس سنوات، ولكن برسوم جواز فلسطيني عادي (أي يتجدد كل 5 سنوات)، بحسب ما قال عمر الزبن. 

في السياق ذاته، تواصل "الاقتصادي" مع مالك حامد مدير المبيعات في شركة "الفرقان" للحج والعمرة في مدينة رام الله، والذي قال إنه مطلوب من الحجاج أخذ طعمين، الأول ضد فيروس كورونا (على الأقل طعمين)، وثانيًا طعم السحايا (الحمى الشوكية)، مضيفًا أن التعميم يصدر عن المملكة العربية السعودية وبعدها لوزارة الصحة الفلسطينية ثم وزارة الأوقاف وأخيرًا يعمم الأمر على مكاتب الحج والعمرة في الأراضي الفلسطينية. 

وأوضح أن الشكاوى تتعلق بارتفاع سعر تطعيم السحايا تدريجيًا من 30 شيكلًا ثم 60 وأخيرًا إلى 150 شيكلًا، لافتًا إلى أنه اعتمر في بداية العام 2023 ودفع لطعم السحايا 60 شيكلًا. 

من جانبه، قال وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب لـ الاقتصادي إنه يجب على الحاج من أجل حصوله على تأشيرة لجوازه، بأن يكون حاصلًا على طعمين ضد فيروس كورونا، وثانيًا طعم ضد مرض السحايا. 

وردًا على شكاوى بعض المواطنين بخصوص عدم وضوح الإجراءات أو التطعيمات المطلوبة، أوضح أبو الرب أنه يمكن التهاون في حصول الحاج على طعم السحايا وليس طعم كورونا، حيث يمكن للحاج أن يتطعم ضد السحايا على حدود السعودية إن لم يكن حاصلًا عليه. 

وأشار خلال الحديث معه إلى رسوم الحج لهذا العام، والتي تشمل أجرة النقل من مكان سكن الحاج إلى مدينة الحجاج بما فيها رسوم ضريبة المغادرة عبر معبر الكرامة 167 شيكلًا، ثانيًا أجرة الحافلات من مدينة الحجاج إلى الأراضي السعودية (ولهذا العام حافلات VIP)، ثالثًا أجرة السرير في فنادق المدينة المنورة مع وجبة إفطار، رابعًا أجرة السرير في فنادق مكة المكرمة مع وجبة إفطار، خامسًا تشمل الرسوم التي تتقاضها المؤسسات الطوافة والخدمات داخل المملكة العربية السعودية، وتشمل أيضًا رسوم بدل خدمات مكاتب الحج والعمرة الفلسطينية، وتشمل رسوم بدل خدمات وزارة الأوقاف للشؤون الدينية الفلسطينية. 

في السياق ذاته، أكد د. ضياء حجيجة مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة أنه يوجد تعميم واضح من الوزارة بضرورة حصول الحجاج لهذا العام على طعمين، الأول ضد السحايا والثاني ضد كوفيد -19 (في حالة لم يكن الحاج قد حصل عليه)، مضيفًا أن الوزارة تتواصل دائمًا مع وزارة الأوقاف لمعرفة أعداد الحجاج في الضفة والقطاع من أجل تأمين الطعومات اللازمة والمطلوبة من قبل وزارة الصحة السعودية وكذلك المطلوبة وفق مبدأ الصحة العامة التي تهم المواطن. 

وأضاف في حديث مع "الاقتصادي" أن الوزارة اشترت لموسم الحج الحالي 10000 جرعة تطعيم ضد مرض السحايا.

وعلم "الاقتصادي" من مدير الطب الوقائي في الوزارة أن الطعم المستخدم ضد السحايا حاليًا فعال جدًا ويحمي المواطنين من الإصابة بالمرض لمدة 10 سنوات، لافتًا إلى أن هذا النوع من طعم السحايا يستخدم للحجاج الفلسطينيين للمرة الثانية على التوالي. 

وأضاف خلال الحديث معه أن شهادة التطعيم للحاج (وهي عبارة عن بطاقة بالطعومات المطلوبة للحج، وقد تتغير من موسم لموسم) ارتفعت من 60 شيكلًا في موسم الحج الماضي إلى 150 شيكلًا للموسم الحالي، مشيرًا إلى أن وضع التسعيرة يعود إلى لجنة مختصة في وزارة الصحة. 

ولفت إلى أنه في السنوات السابقة كان هناك في السوق المحلي طعومات ضد السحايا أقل تكلفة وتعطي حماية من سنتين إلى ثلاث سنوات، لكن المستخدم حاليًا يعطي حماية لـ10 سنوات.

وبين د. ضياء حجيجة أن طعومات السحايا لا تعطى للمعتمرين عمومًا وإنما للحجاج، بهدف توفير الكميات المتاحة، لهم.