رام الله- الاقتصادي-وفاء الحج علي- تتوجه رام الله يومًا بعد يوم نحو نمط المدينة المعاصرة والذكية، التي تحاول أن تتعدى كل العقبات التي يفرضها الاحتلال وغيره، فتمكنت مؤخرًا بلدية رام الله بالتعاون مع شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" وشركة حضارة، من توفير إنترنت لا سلكي (WI-FI) مجاني لسكان رام الله وزائرها.
شوارع متصلة بالإنترنت
توضح مديرة دائرة نظم المعلومات الجغرافية وتكنولوجيا المعلومات في بلدية رام الله د. صفاء الكركي دويك أن الشوارع الرئيسية في المدينة باتت تقدم خدمة الإنترنت المجاني، وهي (الشوارع الممتدة في مناطق فندق جراند بارك، والمجلس التشريعي، والبلدية، ودوار ياسر عرفات، والمقاطعة، ودوار المنارة، وشارع ركب، وصولاً إلى جورج حبش في الطيرة، وكل الطرق الموزعة بينهم).
وتبيّن أن آلية الحصول على الإنترنت تتم من خلال، الاتصال بالهاتف الأرضي على الاستعلامات (199)، وطلب كلمة السر واسم المستخدم الخاص بالهاتف، وبذلك يصبح من الممكن التمتع بخدمات الإنترنت المجاني مجانًا.
ولم تكتف بلدية رام الله بتزويد الشوارع الرئيسية بالإنترنت المجاني، بل مكنت الزائرين من التمتع باتصال مجاني كل مرافق البلدية، والبالغ عددها 14، ومنها: مجمع رام الله الترويحي، والمحكمة العثمانية، وقصر رام الله الثقافي، ومكتبة رام الله العامة، والمستودعات والكراجات، وحديقة البروة، ومتحف محمود درويش، ومركز خدمات الجمهور الموحد، والبلدة القديمة، وغيرها من المرافق العامة.
رام الله الرائدة في المجال
وتبين دويك أن تجربة مدينة رام الله في هذا المجال هي الأولى من نوعها، فهي تجربة تفتقرها حتى الدول الشرق أوسطية، التي تعتمد على تقنيات الـ3G وال4Gـ، التي حرمنا منها، مضيفة أن هدف هذا المشروع هو التعويض عن منع الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من التمتع بهذه التقنيات، مبينة أن بلدية رام الله منفتحة في تجربتها، وهي على استعداد لتقديم المعلومات لأي بلدية تنوي السير في خطاها.
لكن رام الله تمكنت من صنع شيء من لا شيء، والاعتماد على ذاتها في ظل الحرمان الذي نعاني منه، وبعد ثمانية شهور من إعلانها نيتها إطلاق مشروع "الإنترنت المجاني"، حذت مدينة عمّان حذوتها، في شارع الوكالات في المدينة.
واعتمدت الجهات المسؤولة في تمديد شبكات الإنترنت المجانية على خدمة "فايبر"، التي تمتاز بأمانها وسرعتها.
مبالغ طائلة استثمرت في المشروع
وتبين دويك أن بلدية رام الله قررت تزويد شوارها بإنترنت مجاني، لأهمية التكنولوجيا والاتصالات في أيامنا، مبينة أنه بالرغم من التكلفة الباهظة جدًا للمشروع، إلا ان البلدية وشركة الاتصالات الفلسطينية وحضارة لم يدخروا جهدًا في تحقيق المشروع.
وتوضح أن التكلفة الباهظة هي بسبب المساحات الطويلة جدًا التي تم العمل عليها، وانعدام تجربة سابقة، لذا كان على القائمين على المشروع أن ينفذوا العمل من ألفه حتى يائه، أي اضطروا لبلورة المشروع بعناصره الداخلية والخروج بالفكرة وتنفيذها حتى ترى النور.
ولم يكن العمل سهلاً، فقد اضطرت الجهات القائمة على المشروع لمكافحة إجراءات الاحتلال التي ماطلت استلام العدة، وأخرتها على الميناء، فاستغرق التنفيذ العملي من تخطيط وحفر وتمديد أسلاك وتوصيل قرابة عام، وعام آخر من المماطلة والتأخيرات الإسرائيلية.
كيف ستتغير رام الله بعد الإنترنت المجاني؟
تؤكد دويك أن الاستثمار المربح في أيامنا يعتمد على التكنولوجيا، موضحة أن توفر إنترنت مجاني في معظم أماكن المدينة سيعزز تطوير خدمات وتطبيقات حديثة تخدم السوق والسياحة وقطاع الخدمات وغيرها.
كما سيسهل ذلك الوصول إلى المرافق العامة والدوائر الحكومية والمحلات التجارية وغيرها.