وكالات- الاقتصادي: وجد الأطباء الأوروبيون والأمريكيون أن قلة النوم المزمنة تقلل من قوة المناعة ومن عدد الأجسام المضادة المنتجة وتضعف الاستجابة للقاحات ضد الأنفلونزا والتهاب الكبد في جسم المريض.
وقد نُشر البحث العلمي بهذا الشأن في مجلة Current Biology. أفادت بذلك الخدمة الصحفية لجامعة شيكاغو الأمريكية.
ونقلت الخدمة الصحفية عن، كارينا شبيجل، الباحثة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية قولها: "أكّد تحليلنا أن الحرمان من النوم يؤثر سلبا على الاستجابة المناعية للتطعيمات ضد أمراض مختلفة جدا، مثل الأنفلونزا والتهاب الكبد، والتي تؤثر مسبباتها على أعضاء مختلفة وتنتشر بطرق مختلفة. وهذا يشير إلى أن الحرمان من النوم يؤثر سلبا على التطعيمات ضد جميع الأمراض الفيروسية، بما في ذلك COVID-19 ".
منذ ظهور وباء الفيروس التاجي العالمي وتطوير اللقاحات الأولى ضد COVID-19 اهتم الأطباء من جميع أنحاء العالم بكيفية تأثير عوامل الحياة المختلفة، بما في ذلك وجود العادات السيئة والأمراض المزمنة والسن، على فاعلية تطعيم السكان. وأظهرت الدراسات الأولى التي أجراها العلماء عام 2021 أن زيادة الوزن والتدخين يضعفان أداء لقاحات الحمض النووي الريبي ضد عدوى فيروس "كورونا".
واهتمت، شبيجل وزملاؤها بكيفية تأثير مدة وقلة النوم على فاعلية تلك العادات. ويؤدي نقص النوم المزمن إلى تطور السمنة، إلى جانب أمراض وأعطال أخرى في عمل جسم الإنسان، مما يؤثر سلبا على عمل جهاز المناعة وقدرته على مقاومة الالتهابات. وقاد كل ذلك بالباحثين إلى الاعتقاد بأن الحرمان من النوم يمكن أن يتعارض مع فاعلية العديد من اللقاحات.
واسترشادا بهذه الفكرة، قام الباحثون بتحليل جميع المنشورات العلمية حول تأثير العوامل الجانبية على فاعلية اللقاحات. وقامت، شبيجل وزملاؤها بتحليل نتائج ما يقرب من 20 دراسة في موضوع اللقاحات ضد سلالات مختلفة من الإنفلونزا، بالإضافة إلى اللقاحات ضد التهاب الكبد A و B.
ووجد الباحثون أن 7 من الدراسات التي راجعوها تحتوي على معلومات كافية لتقييم تأثير الحرمان من النوم على فاعلية اللقاح. وأظهر الجمع بين هذه البيانات ومقارنتها أن قلة النوم المزمنة، أقل من 6 ساعات من النوم في الليل، قللت من متوسط نسبة تركيز الأجسام المضادة في جسم المتطوعين الملقحين عند استخدام جميع اللقاحات المدروسة ضد الأنفلونزا والتهاب الكبد.
ونتيجة لذلك، انخفض متوسط عمر الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح بنحو شهرين، مما أثر سلبا على مستوى الحماية التي توفرها اللقاحات ضد الأنفلونزا والتهاب الكبد. وبحسب الباحثين، كان ذلك أمرا مميزا بالنسبة للرجال، الذين أثرت عليهم قلة النوم تأثيرا أقوى بمقدار الضعف مقارنة بالنساء، ولم تُعرف بعد أسباب ذلك.
بينما يشير الباحثون إلى أن ذلك يرجع إلى اختلافات في تركيز الهرمونات الجنسية في جسم الرجل والمرأة. وتأمل شبيجل وزملاؤها بأن تساعد التجارب والدراسات اللاحقة لعمل الجهاز المناعي ضمن عدد كبير من المتطوعين من كلا الجنسين، في الكشف عن سبب وجود مثل هذه الفروق بين الجنسيْن في طبيعة تأثير نقص النوم على فاعلية اللقاحات.