وكالات - الاقتصادي - إذا سبق لك القيادة على طريق سريع، فمن المحتمل أنك رأيت ذلك يحدث. تتباطأ حركة المرور فجأة، ثم تتوقف تمامًا لكن وبعد دقائق، تبدأ السيارة في التحرك مرة أخرى ببطء لتعود وتتحرك بأقصى سرعة لها.
لماذا تتشكل الازدحامات المرورية الوهمية؟
أغرب جزء من هذا الموضوع انه لا يوجد بناء أو حادث أو أي تفسير آخر محتمل لحركة المرور الغربية التي تتشكل فجأة. لماذا يحدث هذا؟ استخدمت مجموعات قليلة مختلفة من الباحثين الحسابات الرياضية والتجارب الواقعية لمحاولة الإجابة على هذا السؤال، وهي تعتقد أنه لديها الجواب.
إذا كان هناك عدد كافٍ من السيارات على طريق سريع، فإن أي اضطرابات طفيفة في تدفق حركة المرور يمكن أن تتسبب في حدوث زحمة، مثلاً: سيارة واحدة تفرمل قليلاً، فتفرمل السيارة خلفها قليلاً لتجنب الاصطدام بها فينتج بعد ذلك حركة مرور بطيئة.
يقول بنجامين سيبولد، عالم الرياضيات في جامعة تيمبل الذي عمل مع زملائه على فهم هذه الظاهرة: "تنشأ هذه الموجات المرورية من اضطرابات صغيرة في تدفق مروري موحد، مثل عثرة في الطريق، أو سائق يفرمل بعد لحظة من عدم الانتباه".
إذاً من المسؤول عن هذه الاختناقات المرورية؟
من المرجح أن تتشكل هذه الاختناقات عندما يقود الناس بأسرع ما يمكن، ثم في النهاية يضغطون على الفرامل عند الضرورة لتجنب الاصطدام بالسيارة التي أمامهم، مما يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل.
يقول سيبولد: "إذا لم يتوقع الناس كثافة مرورية أمامهم وكانوا يضغطون على دواسة الوقود، ومن ثم ضغطوا فجأة على الفرامل فيمكن أن تسبب هذه الحركة في ازدحام مروري".
هذا ويقول بيرتهولد هورن، عالم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي عمل على نفس الموضوع، "إن القيادة الجيدة تكون عندما تبقى السيارة في المنتصف أي بين السيارة التي في الأمام والسيارة التي في الخلف وهذا سيؤدي إلى تجنب الفرملة المفاجئة عندما يكون ذلك ممكنًا. ولكن إذا كان هناك عدد كافٍ من السيارات على الطريق، وحتى لو توقع الناس اقتراب حركة المرور بأفضل ما لديهم من قدرات، فسوف تتشكل اختناقات مرورية وهمية".
أما سيبولد فيشير إلى أنه "عادة ما نميل إلى الاعتقاد بأن سبب زحمة السيارات تنتج من سائق فردي لكن بعض الاختبارات تُظهر أنه حتى لو كان جميع السائقين يتبعون نفس القواعد بالضبط، ولم يرتكب أحد أي خطأ، فلا يزال من الممكن ظهور هذه الموجات من زحمة السير".
تظهر هذه الاختناقات، في جوهرها، عندما يكون لديك عدد كافٍ من البشر يقودون السيارات على طريق سريع. لذا فإن الطريقة الحقيقية الوحيدة للقضاء عليها ربما تتضمن تسليم العجلة للقيادة الذاتية.
أبرز الحلول
على المدى القصير، هناك بعض الأشياء التي يمكن للمهندسين القيام بها لتقليل الاختناقات المرورية. كلما كان الطريق أكثر استقامة وانسيابية، قل احتمال تشكل الاختناقات، لأنه يعني أن السائقين لن يفعلوا الكثير من الفرملة المفاجئة. تم بالفعل بناء معظم الطرق السريعة لتكون مستقيمة قدر الإمكان.
يعتقد سيبولد أن الحل الشامل سيأتي في شكل سيارات ذاتية القيادة، نظرًا لأنها ستكون قادرة على التحكم في سرعاتها بمزيد من الدقة واستخدام البيانات المتعلقة بحركة المرور على بعد أميال على الطريق ما يعني التباطؤ بشكل أكثر فاعلية من أي إنسان.
