الاقتصادي - مونديال أكثر أمنا وأمانا، هذا هو هدف قطر الذي سعت إلى تحقيقه منذ فوزها باستضافة كأس العالم لكرة القدم قبل 12 عاما، وذلك بتوفير بيئة آمنة وقوات أمنية مستعدة للتعامل مع أي طوارئ قد تحدث خلال المونديال.
وتشكل البطولات الرياضية الكبرى - التي يرافقها حضور جماهيري غفير- تحديات أمنية كبيرة، مما دفع اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى إيجاد تناغم واسع بين كافة القوى الأمنية في البلاد، عن طريق إجراء تمرين "وطن" الذي تم تنفيذه قبل أسابيع بمشاركة جميع الجهات العسكرية والمدنية المعنية وقوات من بعض الدول.
واتضح خلال التمرين أقصى درجات الجاهزية لجميع الجهات المشاركة به، بعد أن تمت مراجعة الخطط وآليات التنفيذ وفقا للسيناريوهات الموضوعة، ومع إشارة البدء قامت جميع الجهات بتنفيذ مهامها على أتم وجه، وذلك من خلال تفعيل غرف العمليات على مستوى الجهات المشاركة كافة (الأمن العام، وأمن البطولة، والجهات المدنية).
وتم خلال التمرين الانتقال إلى غرف العمليات البديلة، كما تم تفعيل خطة الانتشار، وتطبيق مجموعة من السيناريوهات على أرض الواقع، التي تحاكي مجموعة من الخطط والفرضيات التي تتطلب تفعيل خطط الطوارئ لمواجهة الأحداث المختلفة التنظيمية والأمنية.
تبادل الخبرات
واستهدف "تمرين وطن" تجسيد وتعزيز التعاون الوثيق وتبادل الخبرات والتجارب مع القوات المشاركة في التمرين من الدول المختلفة، بما يضمن تعزيز التعاون المشترك لتطبيق أفضل الممارسات الأمنية في تنظيم بطولة كأس العالم الأكثر أمنا.
ويرى المقدم نواف ماجد العلي، نائب قائد عمليات أمن بطولة كأس العالم 2022، أن مركز عمليات أمن البطولة يجسد التكامل في الأدوار والمسؤوليات والمهام بين الجهات المدنية والعسكرية في البطولة، مشيرا إلى أن المركز متصل بـ150 ألف كاميرا تعرض جميع ما في الميدان، لتسهيل اتخاذ قرار من قبل القيادة بالبطولة.
وأضاف العلي -في تصريح للجزيرة- أن بطولة كأس العالم قطر ستكون استثنائية في كل شيء، وستلاحظ الجماهير القادمة إلى قطر ذلك فور وصولها إلى الدوحة، مشددا على أن قوات الأمن ستعمل على مدار الساعة من أجل ضمان أمن وسلامة الجماهير وتقديم نسخة مميزة وآمنة من المونديال.
وفي مسرح الافتتاح بملعب البيت، بدت الأمور في جاهزية تامة لاستقبال جماهير المونديال غدا الأحد في المباراة الافتتاحية للبطولة بين قطر والإكوادور، التي ستسبقها فعاليات الافتتاح وسط حضور 60 ألف مشجع.
كامل التأهب
من جهته، يقول قائد منشأة ملعب البيت الرائد محمد سعيد الخيارين -في تصريح للجزيرة- إنه تم اختبار كافة الخطط لعدة سنوات، وتم إجراء العديد من التعديلات عليها، واليوم ملعب جاهز لاستقبال الجماهير وجميع الوفود القادمة من جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن جميع الخبرات والاستعدادات القطرية على كامل التأهب لاستضافة نسخة مميزة من المونديال تنعم بالأمن بكافة جوانبه.
وتعمل السلطات القطرية أيضا لاستشراف المخاطر والتهديدات اليومية خلال المونديال، وذلك من خلال تخصيص وحدة لاستشراف المخاطر والتهديدات، تعمل يوميا على تقييم التهديدات والمخاطر المحتملة والرهان على الوقاية واحتواء أي طارئ أمني خلال البطولة التي ستشهد زيارة أكثر من مليون شخص إلى الدوحة.
فريق التفاوض
ويقول قائد فريق التفاوض في لجنة عمليات أمن البطولة الرائد عبدالله سلطان الغانم -في تصريح للجزيرة- إن فريقه يمتلك مهارات تفاوضية عالية تساعد الفريق في الأحداث التي تتطلب مشاركته فيها، موضحا أن الفريق تدرب على العديد من السيناريوهات المتنوعة.
وأضاف الغانم أن المشاركة في "تمرين وطن" كانت من أهم التدريبات التي أثبتت مدى جاهزية الفريق للتعامل مع أي طارئ، بعد نجاحه في كافة الاختبارات التي تضمنها التمرين، حيث أثبت أعضاء الفريق قدرتهم في التعامل مع السيناريوهات المختلفة والمعقدة.
الجزيرة