الاقتصادي: فلسطين الحالية التي لا يزيد طولها من الشمال للجنوب عن 300 كيلومتر ومن الغرب للشرق عن 100 كيلومتر تتباين فيها أسعار زيت الزيتون من 7-22 دولار للكيلو غرام الواحد بين شمال وجنوب، فما أسباب هذا الفرق الكبير في السعر؟

خبير الزيتون الفلسطيني فارس الجابي يوضح الأسباب:

1) هناك معتقدات دينية تدعي أن لمنطقه معينة قدسية أكثر من غيرها، وهذا غير صحيح لأن أرض فلسطين كلها أرض مباركة، داستها أرجل العديد من الأنبياء وباركتها السماء.

2) هناك من يدعي أن جودة الزيت في الجنوب أفضل من زيت الشمال وهذا أيضا غير صحيح لأن أصناف الزيتون في فلسطين كلها ثلاثة أصناف رئيسة، موجودة في كل المناطق وزيتها ذو جودة عالية.

3) هناك من يدعي أيضا باختلاف التربة، وهذا أيضا خطأ لأن نفس التربة موجودة في كل المناطق.

4)هناك من يدعي أن المناخ مختلف بين منطقة وأخرى وهذا خطأ فمناخ الشمال والجنوب واحد وليس كما هو الفرق بين الغرب والشرق حيث يتغير المناخ بشكل واضح على الرغم من قصر المسافة بين الساحل والأغوار.

5) هناك من يعتقد أن الزيت عالي الكثافة أو ما يسمونه الثقيل أكثر فائدة من الزيت الأقل كثافة أو الخفيف، وهذا خطأ جسيم أيضا فالزيت الخفيف هو الأكثر فائدة . إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا كبرى منتجي الزيتون في العالم وكل أوروبا والدول العربية مثل تونس وسوريا والتي توجد فيها آلاف الأصناف من الزيتون لا يوجد فيها هذا التباين الكبير في الأسعار مع العلم أن هناك فارقا بسيطا بين صنف زيت وآخر حسب تركيبته الكيماوية من الأحماض الدهنية وما يسمى مضادات الأكسدة التي يعود لها الفضل بالفوائد العلاجية للزيت.

إن السبب الرئيسي في التباين في السعر هو معتقدات خاطئة مبنية على ذكريات الماضي عندما اعتاد المستهلكون على زيت الزيتون الذي تم تشميس ثماره لأسابيع على ظهر الأسطحة ليفسد بعدها ويتم عصره وإنتاج زيت عالي الحموضة مثلما تغنت الناس سابقا وحتى اليوم بالزيت الناتج من زيتون تم سلقه بالماء الساخن أو شويه على النار (البدودة) ثم جرشه بالحجر وعصره واستخلاص الزيت منه والذي كانت تصل درجة حموضته وتأكسده لدرجه أعلى بكثير من المواصفة العالمية بسبب تعرضه للحرارة العالية.