غزة/ الاقتصادي/ إسلام أبو الهوى: يروي الشاب حسام جبر (26 عاما) من مخيم البريج تجربته في العمل عن بعد خارج قطاع غزة مستخدما التسويق الإلكتروني للحصول على فرصة عمل جيدة، كانت البداية نحو تأسيس حياته المستقبلية.
أنهى جبر دراسته الجامعية تخصص "تصميم وجرافيك"، وكان يأمل بنيل فرصة عمل بعد سنوات من الاجتهاد، إلا أنه صُدم بواقع العاطلين عن العمل وعدم توفر الفرص في قطاع غزة. كان ذلك محبطا بالنسبة له، لكنه قرر البحث عن فرصة غير تقليدية.
التحق بتدريب في "التسويق الرقمي"، حتى يتمكن من العمل في المجال الذي تخصص وأبدع فيه.
يقول جبر لـ "الاقتصادي"، إنه حصل على العديد من الفرص بعد نجاحه في إظهار أعماله ومهاراته في مجال التصميم والجرافيك عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي استطاع اجتياز "حدود الزمان والمكان" والوصول إلى العديد من الموردين بفترة زمنية قصيرة.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدل البطالة في في صفوف الشباب في قطاع غزة وصلت وصلت إلى 60% معظمهم من خريجي الجامعات وسط محدودية قدرة التشغيل لدى القطاعين العام والخاص.
وتشير وزارة العمل في غزة إلى أن قرابة 300 ألف شخص مسجلون على نظام سوق العمل الفلسطيني يبحثون عن فرص دائمة أو مؤقتة للعمل، منهم 54% خريجو جامعات و43% عمال و3% مهنيون.
"تذكار".. قصة نجاح أخرى
جبر لم يكن الوحيد بالطبع الذي يلجأ إلى الإنترنت للحصول على عمل ودخل، فالشقيقان ديما وحمدي شعاعة لهما قصة أخرى. قاما بتأسيس مشروع صغير للرسم، ومن ثم بيع المشغولات اليدوية. تطور المشروع وتمكنا من فتح سوق في الضفة الغربية وعشرات الدول الخارجية.
تقول ديما شعاعة لـ " الاقتصادي": "لم يكن طريقنا حافلا بالورود وعملنا ليل نهار حتى صعنا اسم (تذكار) بفضل استثمار التسويق الجيد حتى أصبح لنا مكان في السوق".
على مدار سنوات اتخذ الشقيقان مقرات كثيرة لعرض منتجاتهم وسط تحديات منها، طلب أصحاب الأماكن نسبة من الربح الأمر الذي دفعهم إلى " الأونلاين"، باعتباره أقل تكلفة وتوفيرا للوقت من طرق التسويق التقليدية، إلى جانب الانتشار الأوسع. لذلك التسويق الرقمي أصبح لا غنى عنه لبيع المنتجات والوصول للعملاء في أي مكان، أضافت ديما.
فكرة قد تخلق فرصة غير متوقعة
يصف الشاب محمد مقداس (25 عاما) من مدينة غزة حاله بعد أن تخرج من تخصص القانون، أنه كان لأيام طويلة يغفو وهو يحلم بالحصول على وظيفة متخوفا من التحاقه بصفوف المتعطلين عن العمل، حتى جاءت صدفة كانت السبب في عمله في تنسيق الهدايا عبر صفحة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي.
اهتم مقداس في تقديم خدمة "جيدة" لبناء سمعة بأسعار تناسب الأوضاع في قطاع غزة، وأنه استثمر منصات التواصل الاجتماعي لانتشاره ومعرفة العملاء به من خلال تقديم منتجاته بطريقة جاذبة، مشيرا إلى أن غالبية عمليات البيع تتم "أون لاين" ويتم إيصال المنتج للعملاء عبر شركات التوصيل الأمر الذي يجعله مرتاحا من جهد المفاصلة في الأسعار.
ويرى مقداس أن المشاريع الصغيرة للشباب والشابات تقلل من معدلات البطالة إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير لكنها تحتاج إلى عملية تسويق جيدة وتقديم خدمة جيدة، وذلك لضمان إقبال كبير من العملاء خاصة في ظل المنافسة الشديدة .
وتوجه بنصيحة لكل من لديه فكرة مشروع ببعدم التأخر والمماطلة وتجاوز المعيقات، لكن الأهم يجب أن "يكون مؤمنا بفكرة مشروعه، لأن الكثير من المشاريع تفشل بسبب عدم إيمان أصحابها بها".
التسويق الرقمي.. لا غنى عنه
يؤكد سلطان ناصر الخبير في الإعلام الاجتماعي والتسويق الرقمي، على أهمية التسويق الإلكتروني، خاصة التسويق الرقمي، حيث بات من أهم المجالات المميزة التي تتيح العديد من الفرص خاصة في ظل التطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي.
وبين أن التسويق الرقمي يحظى برواج كبيرا في قطاع غزة بين العملاء في البحث على ما يريدون أو بين من يقدمون الخدمات بكافة أنواعها لتسويق منتجاتهم وأفكارهم عبر كل المنصات.
وأوضح ناصر في حديث لـ" الاقتصادي" أن التسويق الرقمي يوفر فرصة متكافئة للجميع سواء الأفراد أو المشاريع الصغيرة للتواجد من خلال استثمار الحد الأدنى من الموارد الأمر الذي يجعل من إمكانية تحقيقهم مكاسب مادية بشكل أكبر.
وتابع: "مئات المتاجر والحرف الصغيرة اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي مقرات ووفرت الكثير من التكاليف عبر منصاتها إلى جانب تحقيقها أرباحا جيدة بوقت وجهد أقل".