وكالات-الاقتصادي-يستقبل الأطباء في أستراليا مؤخراً حالات لمراهقات مصابات بمرض عصبي غامض، وسط تحذير الخبراء من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الإفراط في استخدام موقع تيك توك، لكن سبب الزيادة السريعة في عدد الحالات حيّر الآباء والسلطات الطبية.
وتم تشخيص عدد متزايد من الفتيات الصغيرات "باضطرابات عصبية وظيفية" بما في ذلك "التشنجات اللاإرادية الصوتية وحركات الجسم غير الطبيعية التي لا ترتبط بمرض أساسي"، تُشبه إلى حد كبير متلازمة "توريت"، حسب ما ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
و"متلازمة توريت" عبارة عن خلل عصبي وراثي يظهر منذ الطفولة المبكرة، وتظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لا إرادية مثل ثني الأصابع وارتعاش العنق وحركات الفم، يرافقها متلازمات صوتية متكررة مثل الصراخ والسعال والنواح والضرب والركل.
وأفاد أطباء في أستراليا، أن المراهقات تعرضن لأعراض غير عادية بعد مشاهدة مقاطع فيديو لمؤثرين على منصة تيك توك، مصابين بمتلازمة توريت، وأن الفتيات المصابات بحالات نفسية أساسية كن أكثر عرضة لتطوير التشنجات اللاإرادية الوظيفية.
وأحد التفسيرات المحتملة لهذا المرض، التي ذكرها الأطباء، أن القلق والتوتر الناجمين عن فترات طويلة من العزلة المرتبطة بكورونا إلى جانب الإفراط في استخدام التطبيقات مثل تيك توك، كان حافزاً لتعزيز هذا الأمر لدى المراهقات.
واستضاف برنامج "60 دقيقة" على قناة CBS، فتاة أسترالية تُدعى "ميكايلا" (16 عاماً) قامت بصفع والدتها، خلال البرنامج، وتعد ميكايلا وشقيقتها من أوائل اللواتي عانين من تلك الحالة، حيث اعترفت الأم بأن الأطباء أصيبوا بصدمة وخوف من اضطراباتهما، إذ أن الأعراض التي تظهر مختلفة بعض الشيء عن المتلازمة، إذ كانت تؤدي الفتاة حركات عنيفة للغاية وتضرب نفسها وبدلاً من إحداث ضجيج بسيط، كانت تقول جملاً معقدة، وهو أمر غريب للغاية، لم يره الطبيب من قبل، حسب تصريحات الأم للبرنامج.
ووسط مئات الآلاف من حالات مماثلة للفتيات الأستراليات في جميع أنحاء العالم، يحذر خبراء الصحة من الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيس بوك وسناب شات وغيرها، فقد يكون لها آثار سلبية على الصحة العقلية للشباب، إضافة إلى أنها تجعل الشباب أكثر عرضة لاضطرابات النوم والاكتئاب وفقدان الذاكرة وضعف الأداء الأكاديمي.