تطورت الكاميرات الرقمية إلى حد كبير في الآونة الأخيرة وانتشرت عبر مختلف الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية لتصبح بمتناول كل يد، لكن هل يمكن أن يتحول الإنسان إلى كاميرا متنقلة؟
انطلاقاً من هذا التساؤل، قرر المصمم الياباني اريك سيو ابتكار كاميرا مميزة يمكن ارتداؤها مثل الخوذة على الرأس، بحيث يتحول الشخص إلى كاميرا. لكن سيو، الذي لاحظ أن الصور والتكنولوجيا الرقمية باعدت بين الناس بدلاً من أن تقرب بينهم؛ بحيث باتوا يتواصلون افتراضياً وتحديداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف، ارتأى أن يضيف خاصية فريدة إلى كاميرته، بحيث يشجع على التواصل الحسي والفعلي بين الناس.
في هذا الإطار، لا تعمل الكاميرا الجديدة "Touchy"، إلا عند لمس يد مرتديها، لتفتح العدسات الموجودة على العين أوتوماتيكياً، لكنها لا تبدأ بالتقاط الصور على الفور بل تحتاج إلى وقت. وبالتالي، هي لا تلتقط الصور إلا عند لمس يد مرتديها لمدة 10 ثوان، بعد هذه المدة القصيرة تظهر الصورة في الجزء الخلفي من الكاميرا.
يقول سيو إنه "على الرغم من غرابة فكرة هذه الكاميرا، فإنها صممت لحل مشكلة العزلة والوحدة وعدم الترابط الذي انتشر في جميع المجتمعات. بدلاً من أن تكون الكاميرا أداة أوتوماتيكية باردة، تصبح مؤنسنة إذ تضاف إليها اللمسة الإنسانية بشكل فعلي وليس مجازي فقط".
ويتابع: "حتى عندما نوثق أجمل لحظاتنا التي نعيشها عبر الكاميرات وننشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نحن لا نتواصل فعلياً بل افتراضياً، لذلك أردت من خلال هذه الكاميرا- الخوذة أن أعزز التواصل الحسي والجسدي بين الناس، بحيث لا يمكنهم التقاط الصور لمحيطهم من دون أن يكون هناك من يرافقهم، ليلمس يدهم أو يلتقطها".