وكالات-الاقتصادي- لا يدرك الأطفال من تلقاء أنفسهم قيمة وأهمية المال، وبدلا من منعهم من التصرف في أموالهم، يمكنك تعليم طفلك أن يدير أمواله ويدخر منها، ويضع أهدافا كبيرة بالنسبة له ويسعى لتحقيقها، وكيف يتنازل عن بعض رغباته غير الضرورية للوصول لغاية أكبر.
وهذه بعض الخطوات والنصائح التي قد تساعدك في ذلك:
من أين يأتي المال؟
تتمثل الخطوة الأولى في الحديث عن المال والادخار مع الأطفال في شرح معنى المال وأهميته ومن أين يأتي. وتقول الخبيرة المالية راشيل كروز لشبكة "إن بي سي" (NBC) إنه "من المهم تعليم أطفالك من أين يأتي المال، فهو لا يأتي من محفظة الأب والأم، ولكن يجب أن نعمل لنحصل على الأجر، وإن لم نفعل ذلك، لا نحصل على الأموال".
العطاء والادخار والإنفاق
بعد شرح من يأتي المال، تنصح كروز بشرح 3 مبادئ أساسية: العطاء والادخار والإنفاق، ففي كل مرة يتقاضى فيها طفلك المال، ذكره أن يعطي منه جزءا لمن يحتاج المساعدة، وينفق جزءا، ويدخر جزءا.
وقد يساعد في ذلك إعطاء الطفل 3 "برطمانات" زجاجية للعطاء والادخار والإنفاق، وتقسيم المال بينهم كل مرة يحصل فيها على المال، مع ترك حرية الاختيار له لتحديد قيمة كل جزء من الثلاثة.
وأضافت كرون "العطاء يعلم أطفالك الشعور بتأثير مساعدة الآخرين في سن مبكرة، وهي قيمة لا تقدر بثمن".
الرغبات والاحتياجات
ذكر موقع "إنفيستوبيديا"(Investopedia) الأميركي أن شرح الادخار للأطفال يتطلب مناقشة بعض المفاهيم المهمة مثل الميزانية والأهداف المالية، والتمييز بين الرغبات والاحتياجات.
وتشمل الاحتياجات أساسيات الحياة مثل الطعام والبيت والملابس الأساسية والرعاية الصحية والتعليم، أما الإضافات الأخرى يمكن اعتبارها رغبات مثل الحلوى والملابس الزائدة وشراء دراجة، وغيرها.
وبالتفريق بين الاحتياجات والرغبات يتمكن الطفل من فهم معنى الأولويات وكيفية تحديدها، وأن الاحتياجات هي ما يجب إنفاق المال عليها، مع ترك بعض المال للضروريات المستقبلية.
أهداف المدخرات
لا يدرك الطفل قيمة الادخار، وعندما يُطلب منه الامتناع عن شراء ما يرغب به والاحتفاظ بالمال دون توضيح العائد من ذلك، قد يبدو له أنه أمر لا طائل منه، ولذلك يمكنك تشجيعه بوضع أهداف قصيرة المدى للادخار، تحفزه على الاحتفاظ بماله لشراء شيء أكبر يرغب في الحصول عليه، مثل دراجة حديثة أو لعبة كبيرة.
ومع وضع هدف الادخار، ساعدهم في تقسيم هذا الهدف إلى مراحل للوصول إليه والمدة الزمنية التي يحتاجونها. على سبيل المثال، إذا كان الهدف شراء لعبة بمبلغ يفوق مصروفهم، يمكن تحديد نسبة من المصروف لادخارها كل أسبوع، وتحديد الوقت المطلوب لجمع المبلغ كاملا وشراء اللعبة.
وعيد الفطر والأضحى فرصتان لا يمكن تعوضيهما، فيمكن استغلال العيدية للوصول لهذه الأهداف أسرع، أو حتى تحقيق أكثر من هدف.
نخطئ لنتعلم
جزء من السماح للأطفال بإدارة أموالهم هو توقع اقترافهم لبعض الأخطاء، وقد يشعر بعض الآباء برغبة ملحة في التدخل طوال الوقت ومنع الأطفال من الوقوع في الخطأ، ولكن من الأفضل تركهم يخطئون للتعلم أفضل وخوض التجربة كاملة.
قدوة حسنة
ينسخ الأطفال أفعال والديهم، فإذا كنت تريد أن تطور مهارات الإنفاق والادخار لدى طفلك، كن أنت نموذجا للسلوكيات التي تريد أن يتبناها، فهو بحاجة إلى رؤيتك تقوم بخيارات الإنفاق والادخار بذكاء.
ويمكنك إطلاع أطفالك على بعض التفاصيل عن كيفية إدارتك لأموالك، وأهدافك العائلية أو الشخصية من الادخار، وما تريد تحقيقه وتضحي من أجله بالتنازل عن الرفاهيات.
ويمكنك إشراكهم في بعض الأهداف الكبيرة التي تخطط لها، مثل السفر مع العائلة، ومناقشة التفاصيل معهم، وما يجب توفيره شهريا من أجل قضاء إجازة ممتعة، وهي فرصة لتعليم أطفالك أنه حتى الأشياء الممتعة لها تكلفة ويجب توفيرها.
وبإرساء الأسس المطلوبة للتعامل مع المال وإدراك قيمته وكيفية الادخار، تساعد بذلك طفلك على بناء عادات صحية في سن مبكرة، وتعلمه الانضباط وتأخير إشباع رغباته وتحديد الأهداف والتخطيط لها والتضحية للوصول لها. ومستقبلا، تجعله أقل عرضة للوقوع ضحية الضغوط المالية عندما يصبح بالغا، وتجنبه الوقوع في أخطاء فادحة تكلفه الكثير من المال وقت احتياجه له.
يتشوق الأطفال للاحتفال بالعيد وارتداء الملابس الجديدة ورؤية العائلة والأصدقاء، كما أنها فرصة ذهبية لهم لجمع العيدية والتفاخر بين بعضهم البعض بما جمع، وما سيشتري لنفسه، وهي فرصة ذهبية أيضا للأهل لتعليم أطفالهم عن قيمة المال وكيفية إدارته، وتحديد الأولويات وأهمية وطرق الادخار.
فلا يدرك الأطفال من تلقاء أنفسهم قيمة وأهمية المال، وبدلا من منعهم من التصرف في أموالهم، يمكنك تعليم طفلك أن يدير أمواله ويدخر منها، ويضع أهدافا كبيرة بالنسبة له ويسعى لتحقيقها، وكيف يتنازل عن بعض رغباته غير الضرورية للوصول لغاية أكبر. وهذه بعض الخطوات والنصائح التي قد تساعدك في ذلك: