وكالات - الاقتصادي- بدأ العد التنازلي لاستقبال عيد الفطر المبارك الذي يأتي عقب صيام شهر كامل تغيّرت فيه مواعيد وطبيعة الوجبات بشكل جذري، إذ يكون الجهاز الهضمي للصائم في نهاية شهر رمضان قد اعتاد على نمط غذائي يتميّز بعدم استقبال الطعام والسوائل على مدار شهر كامل وبمعدل لا يقل عن 14 ساعة يوميًا بين الشروق والغروب. ويشكل العيد فترة انتقالية هامة لاسترجاع السلوك الغذائي الطبيعي والعودة تدريجيًّا إلى النمط الحياتي العادي الذي كان سائداً قبل الصيام.
وبسبب التغييرات المفاجئة في مواعيد وطبيعة الوجبات بين نهاية صوم رمضان وبداية العيد، ترتفع احتمالات الإصابة باضطرابات حادة في الجهاز الهضمي مثل الغازات والانتفاخ وعسر الهضم والإسهال أو الإمساك وحموضة في المعدة وتلبك معوي، والتي يمكن تفاديها عن طريق اتباع النصائح الغذائيّة الثلاث التالية خلال أيام العيد :
الخضروات: تناول الخضروات النيئة والمسلوقة والمطبوخة والمشوية وابتعد عن المقلية منها.
الفواكه: استمتع بجميع أنواعها الطازجة أو المجففة بمعدّل ثلاث حصص يومية، و تجنّب العصير.
الحبوب: فضّل الحبوب غير المقشورة مثل الخبز المحضّر من طحين قمح كامل والبرغل والفريكة على الخبز والأرز الأبيض.
منتجات الحليب: كلما انخفض الدسم في منتجات الحليب، كلما سهل هضمه. استهلك حليب 1% دسم، لبن حتى 1.5% دسم ولبنة وأجبان بيضاء وصفراء حتى 5% دسم. ويشار إلى أن اللبن الذي يحتوي على الجرائيم الحية الحميدة يوفر للأمعاء كميات كبيرة من هذه البكتيريا التي تخمّر الغذاء وتساعد في عملية الهضم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك هذه الجراثيم الحميدة عن طريق اللبن أو الأقراص يساعد كثيرا في التخلّص من الغازات والانتفاخات والإمساك التي تصيب الكثيرين بعد انتهاء صوم رمضان مباشرة بسبب التغيير المفاجىء في مواعيد ونوعيات الغذاء.
البيض: امتنع عن المقلي منه وفضّل المسلوق أو المشوي.
اللحوم والدواجن والأسماك: اختار اللحمة الحمراء الخالية من اللية أو الدجاج والحبش بدون جلدة والسمك. حضّرها بأساليب طهي صحّية مثل الشي والسلق والطبيخ.
الدهون: لأن استهلاك الدهون يؤدي إلى إرباك للجهاز الهضمي، امتنع عن الزبدة والسمنة النباتية والحيوانية والمارجرين و"الشمينت". أضف كمية قليلة من زيت الزيتون في كل وجبة رئيسية ولا تبالغ في استهلاكه لأن كل ملعقة كبيرة منه تعادل 90 سعر حراري! وبسبب الفوائد الصحيّة المختلفة للمكسرات، ينصح باستهلاك معدّل ملعقتين كبيرتين منها يوميا.
الحلويات: تحتوي حلويات العيد التقليدية على كمية عالية من الدهون، مما يشكل هضمها يشكل على الجهاز الهضمي. أختار حلويات صحّية مثل الشوكولاتة 70% كاكاو، بوظة قليلة الدسم، الفواكه المجففة، السحلب أو المهلبية أو الأرز بحليب، سلطة الفواكه، أو حلويات بيتية محضّرة بطرق صحّية.
اعتذر أثناء الزيارات عن تناول حلويات العيد الدسمة التي تشك أنها ستجهد جهازك الهضمي أو تناولها بكميات قليلة جدا أو اطلب أخذها معك لتأكلها في أيام لاحقة. كن جاهزا لمقاومة الحلويات الدسمة تحت ضغوط الضيافة والإلحاح والكرم إذا كانت تحمل ضررا لجهازك الهضمي.
السوائل: اهتم بشرب الماء وابتعد عن العصير والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة. تَجَنُّبْ تناول كمّيات كبيرة من السوائل مع الوجبات حيث يفضل استهلاكها بكمّيات صغيرة و بنمط متكرر. ويشار أن الزنجبيل المغلي هو أفضل مشروب ساخن للتخلّص من سوء الهضم والانتفاخ والغازات.
الهدف من تقسيم الوجبات هو إراحة الجهاز الهضمي من التعامل مع وجبات كبيرة تسبب انتفاخ وغازات وسوء هضم. من المهم مضغ الطعام جيدا وتناوله ببطء، حيث أن هذه الممارسات تسهّل من عملية الهضم وتزيد من فرص الاستمتاع بالمذاق. ولتجنب الشعور بالتخمة، ينصح بالتوقف عن تناول الطعام فور الشعور بدرجة الشبع المريح وعدم الاستمرار في الأكل إلى حد التخمة.
اهتم بتقسيم وجباتك الغذائية بعد صوم رمضان بشكل منتظم، وابدأ غذائك يوم العيد بوجبة فطور صغيرة تحتوي على مصدر بروتيني مثل بيضة مسلوقة أو جبنة قليلة الدسم، كمية عالية من الخضروات، خبز مصنوع من حبوب كاملة، زعتر وملعقة أو ملعقتين صغيرتين من زيت الزيتون، ومشروب ساخن مثل الشاي. اهتم باختيار كميات معتدلة من الطعام المطهو في وجبة الغذاء مبتدئا بالشوربة والسلطة وابتعد عن الأغذية المقلية أو تلك المحضّرة بكمية عالية من الزيت.
أما وجبة العشاء، فتناول فيها وجبة متوازنة مشابهة لوجبة الفطور مع إمكانية إضافة الشوربة وكوب من اللبن. تناول معدّل ثلاث حصص يومية فواكه وكوب إضافي من اللبن في الوجبات الخفيفة.
تشكل أغذية العيد الشعبية التي تعرض على البسطات كالحلويات والشوكولاتة والسكاكر والأسماك والعصائر والمشروبات الجاهزة وحشوات الحلويات الجوز والتمر أخطر مصدر للتسمم الغذائي نتيجة تعرضها المباشر لأشعة الشمس و الهواء الملوث بالغبار وعوادم السيارات أو بسبب انتهاء مدة صلاحيتها. انتبه أن بعض هذه الأغذية تكون رديئة النوعية أو ملوثة أو فاسدة نتيجة عرضها بطرق غير صحّية، فتجنّب شرائها تحت أي ظرف كان لأنها تشكل خطرا على صحتك وصحة أطفالك خلال فترة العيد.
إضافة إلى ذلك، امتنع من شراء الوجبات الجاهزة والسريعة من مصادر غير موثوقة أو معروفة لأنها هي أيضا قد تكون ملوثة بالجراثيم فسبب لك التسمم الغذائي. ومن جانب آخر، أحرص على ناول الوجبات البيتية مباشرة بعد تحضيرها ولا تتركها خارج البراد أكثر من ساعتين لأن هذا يجعلها عرضة للتلوث والفساد.