الاقتصادي- «المسحراتى» هي مهنة الـ 30 يوما؛ وهو لقب يطلق على الشخص الذي يتولى مهمة إيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لتناول السحور؛ والمشهور عنه أنه يحمل طبلة أو مزمارا ويقوم بالعزف عليها لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل أذان الفجر.
كانت تختلف العبارات التي كانوا ينادون بها المسحراتية وأشهرها "يا نايم وحد الله يا نايم اذكر الله السحور يا عباد الله اصحى يا نايم وحد الدايم، قول نويت بكره إن حييت الشهر صايم، وفي الفجر قايم رمضان كريم".
ويقال أن أول مسحراتى في العهد الإسلامي، هو الصحابي الجليل بلال بن رباح؛ فإن بلال كان يجوب الطرقات ليلا لإيقاظ الناس للسحور؛ كما طلب منه "النبي صلى الله عليه وسلم"، وكان أول مؤذّن في الإسلام ومعه ابن أم مكتوم؛ يقومان بمهمة إيقاظ الناس للسحور.
المسحراتي في فلسطين
يقول "أبو عدنان" ٧٤ عاما، من مدينة البيرة، إن المسحراتي قديما كان له وجود حقيقي في جميع الشوارع والحارات، وكانوا السكان يعتمدوا عليه بشكل أساسي ليستيقظوا إلى السحور، حيث كان يتم اختيار شخص من كل حارة لتوكيله هذه المهمة.
مضيفا أن المسحراتي كان يجمع أطفال الحارة خاصة في بداية شهر رمضان، ويصطحبهم معه في جولته، "كانت هاي من الاشيا الحلوة التي تخلي لصغار يستنوا هالشهر على أحر من الجمر".
أما اليوم فيقول أبو عدنان إن المسحراتي لم تعد مهنة بحد ذاتها، فمن يقوم بها اليوم يعمل من تلقاء نفسه لمحاولة الحفاظ على هذه العادة "أكيد الناس مش بحاجة اليوم لشخص يصحيهم، كل واحد عنده منبه، بس هاي عادة جميلة لازم نحافظ عليها لنشعر بجمال هالشهر"
أما في القدس فيقول "أحمد" ٢٩ عاما، إن عادة المسحراتي ما تزال موجودة حتى يومنا، بل ويزداد انتشارها في الحارات عاما بعد عام.
"الوضع عنا غير، احنا منحاول نستغل أي عادة لحتى نثبت وجودنا هون، هاي عاداتنا وتقاليدنا الي رح انضل متمسكين فيها".