وكالات - الاقتصادي - في ظل الزيادات المتلاحقة بأسعار وقود السيارات، اتجه البعض إلى زيوت التدفئة أو الزيوت الطعام كبديل رخيص للديزل والبنزين، لكن خبراء السيارات الألمان يحذرون من ذلك، فما هي الأسباب؟
مع اشتعال بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ارتفعت أسعار البنزين والديزل في العديد من دول العالم بصورة غير مسبوقة، ما دفع بعض سائقي السيارات إلى ملء خزانات السيارات بالزيوت النباتية أو زيوت التدفئة الأرخص.
وبالرغم من أن الدور الأساسي لمشتقات الوقود "ديزل - بنزين" هو خلق طاقة حرارية من خلال إشعاله لتشغيل محرك السيارة، الأمر الذي يراه البعض يمكن إحداثه من خلال حرق زيوت التدفئة أو النباتية.
لكن خبراء نادي السيارات الألماني العام "ADAC" حذروا من ذلك، مشيرين إلى أن هذه الزيوت ليست مناسبة كبدائل عن الوقود، فما هي الأسباب؟
الزيوت النباتية تضر بالمحرك!
بحسب موقع "ADAC"، فإن خبراءها يقولون إن "المشكلة الأكبر في استخدام الزيوت النباتية هي الاختلاف الواضح في لزوجتها مقارنة بالديزل"، مشيرين إلى أن "الزيوت النباتية تؤدي إلى صعوبات عند الإقلاع ولها تأثير سلبي على أداء المحرك وعمره"!
علاوة على ذلك، فإن خبراء "ADAC" يؤكدون أن محركات الديزل الحديثة ليست مصممة لتحمل الزيوت النباتية الأكثر لزوجة، ما يعني أن الاحتراق لن يكون مثاليًا.
ويحذر الخبراء من أن استخدام الزيت النباتي لا يخفض أداء المحرك فحسب، بل يتسبب في تضرره أيضًا على المدى المتوسط. فاستخدام الزيوت النباتية يمكن أن يؤدي إلى تشكل رواسب أو حصول انسدادات في فلاتر الوقود. كما يمكن أن يتسرب الزيت النباتي غير المحترق أيضًا ويتغلغل في زيت المحرك، ما قد يؤدي إلى تلف المحرك، وفق خبراء "ADAC".
وحتى في سيارات الديزل القديمة التي لا تتوفر فيها مستشعرات تتعرف على الفور على الاختلافات في سلوك التشغيل بالوقود الخاطئ، لا ينصح الخبراء باستخدام الزيوت النباتية كوقود لأن ذلك سيؤثر على عمر المحرك.
وبالإضافة إلى المشاكل التقنية التي قد تنتج عن استخدام الزيوت النباتية كوقود، هناك تداعيات قانونية أيضًا. ففي مطلع 2008 تم فرض ضريبة إضافية على الزيت النباتي المستخدم كوقود، وبمجرد استخدام الزيت النباتي كوقود، يجب على الشخص دفع الضريبة.
ويشير موقع "ADAC" إلى إمكانية جعل الزيوت النباتية صالحة للاستخدام كوقود، إما من خلال جعلها أقل لزوجة وأكثر قابلة للاشتعال (عملية كيميائية معقدة) أو من خلال إجراء عملية تعديل على المحرك والتي تتراوح تكاليفها بين 1500 و5000 يورو.
وبحسب موقع "ADAC"، يمنع القانون الألماني أيضا استخدام زيوت التدفئة كوقود بسبب مسائل ضريبية. لكن ومن الناحية التقنية والفنية أيضاً، يحذر خبراء "ADAC" من استخدام زيوت التدفئة عوضاً عن الوقود.
ويبرر الخبراء ذلك بعدم اكتمال الاحتراق في المحرك، عند استخدام زيوت التدفئة كوقود، وذلك بسبب التأخير المفرط في الاشتغال، ما يؤدي إلى انخفاض في أداء المحرك وإطلاق انبعاثات أعلى بسبب تلوث المحرك نتيجة الرواسب الثقيلة.