أدرجت شركة المراعي أسهمها في البورصة السعودية تداول قبل نحو 10 سنوات، حيث شهدت السوق خلال الـ10 سنوات الانهيار الكبير الذي أطاح بمؤشر السوق من مستويات 14000 نقطة إلى ما هو عليه اليوم خسارة بنحو 48%.
ورغم أنه من المعروف أن الشركات الغذائية تعتبر ضمن القطاعات الدفاعية التي لا تتأثر بالدورة الاقتصادية. لكن سهم المراعي ارتفع منذ ادراجه وحتى اليوم بنسبة 280%، رغم كل الهبوط الذي حصل في السوق! حتى أصبحت القيمة السوقية للشركة اليوم تتخطى 50 مليار ريال.
المراعي توسعت، نمت عصويا، جغرافيا، ونوعت منتجاتها عبر استثمارات رأسمالية بلغت 21.7 مليار ريال خلال10 سنوات، حتى أصبحت اليوم تستحوذ على حصة سوقية تفوق 40% من سوق منتجات الألبان والعصائر في الخليج.
وقد نوع هذا التوسع من منتجات الشركة. ففي 2005 كانت تشكل منتجات الألبان أكثر من 90% من مبيعاتها، أصبحت اليوم تمثل 66% فقط من المبيعات.
هذا التنوع في المنتجات حصل بفعل سلسلة من الاستحواذات عبر السنوات الـ10 الماضية. ففي 2007، استحوذت على المخابز الغربية لتدخل قطاع المخبوزات، وفي 2009 اشترت هادكو ودخلت قطاع الدواجن، وفي نفس السنة اجرت شراكات مع بيبسيكو لتتوسع في مجال العصائر في منطقة الشرق الأوسط خارج الخليج، ومع ميد جونسون لتدخل مجال حليب الرضع.
أما في 2011 بدأت سياسة التوسع العامودي لتضمن وتسيطر على مصادر احتياجاتها من العلف. فاستحوذت على فوندومونته الارجنتينية، وفي 2013 أسست المزارعون المتحدون التي استحوذت على Continental Farmers Group شركات تملك مزارع العلف في الولايات المتحدة، وبالتالي اعتمدت استراتيجية لاستيراد كافة احتياجاتها من العلف من خارج السعودية، للمحافظة على موارد المياه في المملكة.
وقد احتاج هذا التوسع رفعا لرأسمال الشركة 6 مرات في 10 سنوات، من 750 مليون ريال عند ادراجها في 2005، إلى 6 مليارات ريال اليوم. وهي مستمرة بالاستثمار، فقد اقرت مؤخرا خطة خمسية لاستثمار 21 مليار ريال في السنوات الخمس المقبلة.
في 2009 رجحت الـFT أن تأتي كوكا كولا أو ستاربكس المستقبل من الشرق، فاختارت 5 شركات غذائية من الأسواق الناشئة مرشحة لأن تصبح من العلامات التجارية العالمية الأكثر شهرة. المراعي كانت واحدة منها.