غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى- انتشرت في غزة خلال السنوات القليلة الماضية محلات بيع الكنافة النابلسية وسط إقبال ملحوظ من الغزيين، ما زاد الاقبال على هذه المحلات.
الكنافة النابلسية انتشرت على يد مجموعة من الأسرى المحررين في صفقة شاليط والذين يحتفلون هذه الأيام بمرور اربع سنوات على تحررهم من سجون الاحتلال.
وبين اللحظات الحلوة للتحرر وحتى المذاق الشهي للكنافة النابلسية عاش الأسرى المحررون تجارب جميلة وهم يقدمون هذا الطبق الشهي لأهلهم الغزيين الذين أقبلوا على مطاعمهم بحب وشوق رغبة في دعم هؤلاء الأسرى من جهة وحبا في الطبق الذي طالما اشتهوا تذوقه بأيد نابلسية.
تعد الكنافة من أشهر أنواع الحلويات المنتشرة في فلسطين وتتعدد أنواعها إلا أنها تبقى الطبق المميز فيما بين الحلويات.
ويؤكد الأسير المحرر نادر أبو تركي من مدينة الخليل أن الكنافة تعد من أشهر أنواع الحلويات المنتشرة في فلسطين رغم تعدد أنواع الكنافة إلا أنها تبقى الطبق المميز فيما بين الحلويات.
وبعد ان جال بعينيه في ارجاء المحل قال والفرخ ارتسم على محياه محياه "تعد الكنافة النابلسية الأكثر شهرة من بين هذه الانواع المختلفة، وعليها اقبال كبير وتعد سيدة الكنافة، إلا أن صناعتها بجودة عالية كما في نابلس يحتاج إلى اتقان في إعداد الرشة وطريقتها خاصة وأنها تعد العنصر الأساسي في الكنافة النابلسية".
وتختلف تصنيع الرشة بشكل كبير بين الضفة وغزة لذلك احضر ابو تركي وأصدقاؤه الطريقة ومكونات الرشة من مدينة نابلس إلى جانب استخدام جبنة الأغنام تعد هي الأفضل للكنافة إلا أن اختلاف طبيعة الغزيين في تناول الأطعمة جعلتهم يخففون من حدة دسم الجبنة بخلطها بجبنة بقرية يتم إعدادها حسب الطريقة التي يطلوبنها من أجل الحفاظ على جودة الطعم المميز للكنافة.
ويرى أبو تركي أن ثلاثة عناصر يجب أن تتواجد في الكنافة النابلسية كي تخرج بنفس الجودة والطعم الأصلي المنتشر في مدينة نابلس، العنصر الأول الرشة، والثاني هو الجبنة الغنمية إلى جانب السمن البلدي المصنع في مدينة الخليل والذي يعد أجود أنواع السمن البلدي والوحيد الذي بإمكانه إضفاء الطعم المميز للكنافة الناعمة كما يطلق عليها في الضفة الغربية، فإذا اكتملت هذه العناصر الثلاثة فتجد أن الطعم والرائحة واللون ذات جودة عالية.
ويعرف الغزيون ثلاثة انواع من الكنافة تشمل النابلسية والعربية والإسطنبولية، ولكن الانتشار الأكبر هو للكنافة النابلسية التي يقبل عليها الغزيون أكثر بكثير من اقبال سكان الضفة عليها".
وقال "في بداية افتتاح المشروع كان الزبائن من مختلف محافظات قطاع غزة يبحثون عن الكنافة النابلسية المصنعة بأيدي شباب الضفة الغربية لثقتهم الكبيرة بقدرتنا على انتاجها بنفس الجودة".
ويشارك الاسير المحرر حمودة صلاح زميله أبو تركي في الكثير من الذكريات والمعاناة التي واجهاها في بداية افتتاح المشروع في غزة إلا انه يتذكر الرواية التاريخية لنشأة الكنافة النابلسية قائلا:" لها روايتان واحدة منها ضعيفة وهي أن أحد خلفاء بلاد الشام كان يعاني من كثرة الأكل فطلب أن يتم تصنيع طبق من الحلوى يجعله يكتفي فقام أحد الطهاة من مدينة نابلس بصناعة الكنافة النابلسية. فيما تقول الرواية الثانية أن أحد الطهاة من مدينة نابلس واسمه نايف ابتكر صناعة الكنافة فقام الناس بنسبها لاسم هذا الشخص وكان يطلق عليها في ذلك الوقت "كنايف" تيمناً بذلك الشخص.
وتعد محلات صناعة الكنافة من أكثر المشاريع تحقيقاً للربح مقارنة بالمأكولات، لكن النجاح يبقى دائما مرتبطا بالأوضاع الاقتصادية للمواطنين حيث كانت الحركة التجارية نشطة في قطاع غزة قبل اغلاق الانفاق.
يقبل الناس على بشكل كبير شراء الحلويات بشكل كبير الا ان هذا الاقبال تراجع بشكل واضح في الفترة الحالية رغم انتعاش الحركة في المناسبات والأعياد.
اختيار الاسم المناسب لمشاريع الحلويات وخاصة الكنافة له دور كبير في زيادة الإقبال على شرائها حيث لم يشهد مشروعا مشابها لصناعة الحلويات النابلسية اقبالا واضحا عليها لأن صاحبه افتتح محلا أطلق عليه اسما غربيا ما ساهم في عدم اقبال الغزيين عليه، فالغزيون يبحثون دوما على الاسماء الشرقية الأقرب لقلوبهم.