وكالات - الاقتصادي - غرد "فيسبوك" على "توتير" معتذرا من عملائه، واعدا بتصليح العطل، بعدما تعذر ولوجهم إلى منصات "فيسبوك" (Facebook) و"ماسنجر" (Messenger) و"إنستغرام" (Instagram) و"واتساب" (WhatsApp).
وتصدر وسم واتساب وتوقف فيسبوك الترند على "توتير" (Twitter) الذي لقبه بعض المستخدمين بـ"أبو الفقراء" في إشارة إلى منصات شركة فيسبوك. وأصبح توتير المنصة التي احتوت إخفاق فيسبوك بمشاركات طريفة للمستخدمين بمنشورات وفيديوهات متعددة.
وكثرت أيضا الفيديوهات والتحليلات التي تحدثت عن الأعطال الفنية وأنواعها وعن موعد عودة هذه المنصات لعملها الطبيعي بعد قلق عبّر عنه الناس في منصات أخرى يتعلق ما بعملهم أو بأسلوب حياتهم الذي بات معتمدا على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
ما قبل وسائل التواصل وما بعدها
لكن مهلا، لو عدنا إلى فترة التسعينيات، سنجد أن الهواتف الخلوية محدودة الانتشار، وكذلك الإنترنت. أما وسائل التواصل فكانت مجرد فكرة يحاول اختصاصيون أن يجعلوها حيز التنفيذ. وكانت الحياة تسير بشكل عادي وكذلك الأعمال والعلاقات الاجتماعية.
ومما لا شك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي أضافت مهنا جديدة تعود بالفائدة العلمية والاقتصادية على جيل كامل، وكانت خير وسائل تسويق لأفكار ومعدات وأغراض، وشكلت طرقا أسهل لتواصل العائلات والأصدقاء في داخل البلاد ومع المغتربين منهم.
وعلى الضفة الأخرى جعلت الناس أسرى هواتفهم، وخلقت إدمانا لدى الكثير من الكبار والصغار، إذ في الأعماق الكثير من السلبيات والإيجابيات لوسائل التواصل تحتاج ربما إلى مجلدات. والمهم أن توقف منصات فيسبوك أوقف العالم مذهولا لساعات، فكيف تصرف الناس؟
ليلة توقف فيسبوك
اعتبر البعض توقف العملاق الأزرق وتطبيقاته الأخرى فرصة للتفكر بمدى سيطرة وسائل التواصل ودخولها في تفاصيل الحياة، في حين أصيب آخرون بخيبة، بينما شعر غيرهم بالتوتر بسبب اعتماد أعمالهم عليها، وهناك جزء كبير من الناس وجدوا تعويضا سريعا بلجوئهم إلى وسائل تواصل مختلفة مثل توتير و"تك توك" (TikTok) و"سيغنال" (Signal) و"تليغرام" (Telegram) وغيرها.
تقول ندى عبد الله "لم يكن لدي حساب على توتير. لكن أول أمس أنشأت حسابا وراقبت التعليقات على توقف منصات فيسبوك، وكانت مضحكة للغاية". وتشير إلى كونها "زبونا دائما لدى فيسبوك وأخواته"
لكن ليلة توقفه نامت ندى بهدوء، من دون أرق، ما جعلها تطرح على ذاتها أسئلة كثيرة حول تعلقها بهذه المنصة والتطبيقات التي تسلب نومها. وتقول إنها ربما ستخفف من استخدامها إلا أثناء الضرورة، كما في تواصلها مع أخيها المغترب، وبالطبع في العمل.
أما جوسلين الحاج فخشيت أن تكون قد فقدت الكثير من جهات الاتصال بأصدقاء لم يعد لديها أرقام هواتفهم، لأنها تتواصل معهم عبر ماسنجر وإنستغرام. تقول "بالفعل فكرت أنني يجب أن أعود للقلم والورقة لتدوين أرقام الناس الذين أريد أن أتواصل معهم. فلقد شعرت أنني فقدتهم دفعة واحدة. لا يمكن ائتمان وسائل التواصل، فاليوم فيسبوك وغدا ربما غوغل".
ما الذي حدث بالفعل؟
مدير النظم الإلكترونية جيف كريم من جهته قال للجزيرة نت إن توقف خدمات فيسبوك والمنصات التابعة له انقطعت لمدة 5 ساعات و54 دقيقة. وبالنسبة له تأثر عمله كثيرا لأنه كان في خضم حملة تسويقية، فتوقفت الدعاية ما جعل الاشتراكات التي كان يجمعها تتعطل، فخسر حوالي 600 اشتراك في مشروعه.
ووصلت المخاوف أول أمس الاثنين -بحسب جيف- إلى أن فيسبوك قد ألغي. ولكن وجود منصات أخرى مثل توتير وتلغرام سيّرت العمل قليلا ولكن بمحدودية كبيرة، لأن فيسبوك عمليا يسيطر على الكثير من الأعمال.
وأشار إلى أن عددا كبيرا من الناس أحالوا استخدامهم إلى توتير لدرجة أن "السيرفيرات" (الخوادم) لدى توتير لم تعد تحتمل لكثافة تنزيل التطبيق. ومن يعمل على ماسنجر وجد البديل لدى تليغرام. ويظن جيف لو أن الأزمة طالت أكثر فربما كان من الممكن أن ينهار كلّ من توتير وتليغرام أمام تدفق الناس.
وأضاف، لكن ما إن عاد فيسبوك حتى بينت الرسوم البيانية أن المستخدمين عادوا بشكل مضاعف. ويعتقد جيف أنه رغم الخسارة المادية لفيسبوك؛ فإنه لم يخسر ثقة الناس لأنهم عادوا بقوة.
الجزيرة