وكالات - الاقتصادي - هل يزعجك صوت كشط الأظافر على سبورة أو تمرير شوكة على صحن زجاج؟ مؤكد أن مجرد قراءتك لهذه الكلمات تسبب بشعورك بالقشعريرة! هذا الأمر يدفعنا للتساؤل حول سبب تصرف أجسامنا بهذا الشكل عند سماع أصوات معينة؟!
أنت لست وحدك! فهذه الأصوات وغيرها مكروهة عالميًا، وهناك تفسير بيولوجي خلف ذلك.
في عام 2012، أجرى العلماء دراسة حيث طلبوا من الناس ترتيب قائمة من الأصوات وفقًا لمدى إزعاجها.
تضمنت الأصوات التي وصلت إلى القمة سكينًا على الزجاج، ومساميرًا على السبورة، وشوكة على الزجاج، وصرخات صاخبة.
كل هذه الأصوات لها تشابه أساسي، طبقة الصوت العالية! يقال إن عدد المرات التي يحدث فيها شيء ما هو تردده. وبالمثل، فإن عدد الاهتزازات التي تسببها الموجة الصوتية هو ترددها. وتتوافق المزيد من الاهتزازات مع صوت عالي النبرة.
يمكن للبشر سماع الأصوات في نطاق التردد بين 20 هرتز و 20000 هرتز. ترددات الأصوات المذكورة أعلاه تتراوح بين 2000 هرتز و 5000 هرتز. ويبدو أن آذاننا هي الأكثر حساسية لهذا النطاق من تردد الصوت.
بينما استمع الأشخاص المشاركون في الدراسة إلى هذه الأصوات، قام العلماء بقياس النشاط في الوقت الحقيقي في أدمغتهم من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI).
يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي نشاطًا في الدماغ عن طريق قياس التغيرات في تدفق الدم في الدماغ.
يستخدم جزء نشط من الدماغ المزيد من الأكسجين، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى تلك المنطقة المحددة.
لاحظ العلماء أن الأصوات مثل كشط الأظافر على السبورة وكشط السكين على الزجاج تسبب نشاطًا عاليًا في منطقتين من الدماغ – القشرة السمعية واللوزة.
وكما تعلمنا سابقًا، فإن القشرة السمعية هي جزء من الدماغ يساعدنا على فهم الأصوات التي نسمعها كل يوم.
اللوزة هي بنية صغيرة تشبه الجيب تُعرف باسم “المركز العاطفي” للدماغ. وتعمل اللوزة استجابةً لفعل الكر والفر، وهو أمر ضروري للبقاء على قيد الحياة.
من بين جميع الأصوات المذكورة، فإن الصراخ هو الصوت الوحيد الذي يتم إنتاجه كرد فعل “طبيعي” لموقف ما.
فالبشر مبرمجون للرد على الصراخ كما لو كان الأمر يتعلق بحياة أو موت، لأنه في الماضي كان يحدث في كثير من الأحيان!
فقد كانت نداءات الاستغاثة أو نداءات المساعدة الصادرة عن أسلافنا البدائيين مشابهة لصوت الصراخ.
الصراخ، مثل أي صوت آخر، يتكون من ترددات متعددة. في دراسة أخرى، عزل العلماء الترددات المختلفة للضوضاء الشديدة (أي الصرخة) وطلبوا من الأفراد تصنيفها وفقًا للانزعاج الذي تسببوا فيه.
والمثير للدهشة أنه لم تكن أعلى نغمات الصراخ هي الأكثر إيلامًا عند الاستماع إليها، بل كانت نغمات التردد المتوسطة.
وقد كان تردد صوت مخالب الأظافر على السبورة مطابقًا تمامًا للترددات المتوسطة للصراخ. ومن ثم، تكهن العلماء بأن أصوات كشط الأظافر على السبورة أو كشط الشوكة على لوح كان يطلق نفس أجراس الإنذار في رؤوسنا كصرخة، على الرغم من أن إشاراتنا البصرية تخبرنا أنه لا يوجد شيء يهدد من حولنا.
أصوات مزعجة
بشكلٍ عام، يُمكننا القول أن القشعريرة التي تُصيبنا عند سماع الأصوات المذكورة وغيرها ممن تشترك بنفس النطاق الترددي هو جزء من طبيعة الدماغ لتحذيرنا من الخطر، وهي الطريقة التي حافظت عليها أجسامنا منذ الإنسان الحجري القديم للاستجابة للخطر والاتسعداد له.