بذلت السلطات اللبنانية جهودا كبيرة اليوم الاثنين لحل أزمة أدت إلى عدم حصول أفراد الجيش اللبناني على رواتبهم في الوقت المحدد وفضحت حالة الشلل التي أصابت مؤسسات الدولة بسبب الخصومات السياسية.وتأخرت رواتب الجيش التي كان من المفروض ان يتم دفعها الأسبوع الماضي بسبب عدم التئام أي من مجلس الوزراء أو البرلمان لإقرار المراسيم اللازمة لتحويل الأموال. وتسببت التوترات السياسية المرتبطة بنزاع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط بشلل الهيئتين التشريعية والتنفيذية.
وقال وزير المال علي حسن خليل اليوم الاثنين إن المشكلة تم حلها هذا الشهر عبر تدابير استثنائية قانونية تتجاوز القنوات التشريعية العادية.وهذا يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية تكرار مثل هذه المشكلة اذا لم تلتئم الحكومة قريبا.وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي في مقابلة هاتفية مع رويترز "هذه سابقة لم تحصل حتى إبان الحرب (الأهلية) ولا مرة تأخرت الرواتب."
أضاف "العسكريون لم يقبضوا رواتبهم منذ 47 يوما. وبالأساس العسكري راتبه لا يكفيه. انا أؤكد أن هناك 80 بالمئة من العسكر لا يوجد في جيوبهم قرش واحد على الأقل."وخاطب الساسة اللبنانيين قائلا "اهتموا بلبنان واهتموا بالجيش الجيش هو الخلاص."ومجلس الوزراء برئاسة تمام سلام الذي يضم جميع الفصائل اللبنانية الرئيسية غير قادر على اتخاذ القرارات الأساسية بسبب التناحر السياسي بين أعضائه. وتفاقم الغضب الشعبي على الحكومة بعد فشل السياسيين في الاتفاق على حل لأزمة التخلص من النفايات التي تسببت في تكدس أكوام القمامة في شوارع العاصمة وبقية المدن.
ومع أن الحكومة لا تزال غير قادرة على حل أزمة جمع القمامة المتراكمة في شوارع بيروت والمناطق فإن عدم دفع رواتب الجيش في الوقت المحدد ضرب على وتر أكثر حساسية وبشكل خاص في لبنان الذي ينظر فيه إلى الجيش كضامن للسلم الأهلي منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و 1990.وقال خليل لرويترز "ان الإشكالية حول صرف الرواتب قد تم حلها اليوم ويجب على مجلس الوزراء أن يجتمع في أقرب فرصة للموافقة على نقل الاعتمادات المالية لكي نستطيع أن نغطي الأشهر المقبلة من دون أي إرباكات."وأعلن خليل بعد اجتماعه مع وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي للصحفيين "وصلنا إلى مخرج قانوني استثنائي يضع مشروع مرسوم التحويل من الاحتياط إلى بند الرواتب موضع التنفيذ.
ويتم اختيار أفراد الجيش اللبناني بقيادة مسيحي ماروني على أسس تراعي التوازن الطائفي في لبنان.ويلعب الجيش اللبناني دورا هاما في الأمن الداخلي وكذلك في تأمين الحدود التي يسهل اختراقها مع سوريا التي تمزقها حرب أهلية منذ أكثر من أربع سنوات. ويواظب الجيش على إصدار تقارير تعكس المواجهات مع جماعات مسلحة تحاول التسلل إلى لبنان من سوريا ولاسيما في شمال شرق البلاد
وكالات