وكالات - الاقتصادي - أثار حصول الممثل المصري محمد رمضان على شهادة الدكتوراه الفخرية، قبل أيام، جدلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما وأن الكثيرين قد تساءلوا عن سبب منح هذه الشهادة، وما تحمله من قيمة أكاديمية.
وفي حين أعلن المركز الثقافي الألماني -الجهة المانحة للدكتوراه الفخرية للممثل المصري- سحبه تلك الشهادة، أصدرت السفارة الألمانية بالقاهرة بيانا نفت فيه علاقة ألمانيا بالجهة المانحة.
مشاهير حصلوا على الدكتوراه الفخرية
مَنْح الفنانين شهادات تقديرية نظير جهودهم الثقافية والفنية ودورهم في خدمة المجتمع أمر متعارف عليه محليا وعالميا؛ فقد حصل الفنان يحيى الفخراني على الدكتوراه الفخرية من جامعة "كيب بريتون" عام 2017، وحصلت الفنانة الراحلة فاتن حمامة على الدكتوراه الفخرية مرتين من الجامعة الأميركية بالقاهرة، والجامعة الأميركية ببيروت.
وعالميا، حصلت الممثلة الأميركية ميريل ستريب على 4 شهادات دكتوراه فخرية، 3 منها من أرقى الجامعات في البلاد: "هارفارد" و"ييل" و"برينستون"، كما تم تكريم النجم بن أفليك الحائز على جائزة الأوسكار مرتين بدرجة دكتوراه في الفنون الجميلة في حفل جامعة براون عام 2013 في أعقاب النجاح الهائل لفيلمه "أرغو" (Argo) الذي قام ببطولته وإخراجه. وحصل المخرج ستيفن سبيلبرغ على الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد 2016
وتاريخيا، حصل العديد من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة على درجات فخرية من جامعة هارفارد مثل جورج واشنطن وجون آدامز وتوماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين.
ويحمل القس ثيودور هسبيرغ الرقم القياسي لمعظم الدرجات الفخرية، إذ تم منحه 150 درجة فخرية خلال حياته.
كما منحت كلية جامعة "هامبتون" في نيويورك درجة الدكتوراه الفخرية غير المألوفة لشخصية العرائس "الضفدع كيرمت" (Kermit the Frog) عام 1986.
ولأن مصطلح الدكتوراه الفخرية يتم تداوله في عدة مناسبات، كان من الضروري توضيح ماذا تعني تلك الشهادة وقيمتها الأكاديمية والمهنية.
ما الدكتوراه الفخرية؟
الدرجات الفخرية هي جوائز أكاديمية تمنحها الجامعات العريقة للأفراد تقديرا لإسهاماتهم الاستثنائية في المجتمع أو إنجازهم مدى الحياة في مجالهم.
لا يتعين على الحاصلين على الدرجات الفخرية تلبية أي من المتطلبات الأكاديمية النموذجية للحصول على درجة الدكتوراه، مثل اجتياز الامتحانات أو تقديم أطروحة علمية.
يمكن منح الدرجات الفخرية للأشخاص من جميع مناحي الحياة، فعلى سبيل المثال، منحت جامعة هارفارد أكثر من 2300 درجة فخرية منذ إنشائها عام 1692. ومنذ عام 1892، منحت جامعة "تمبل" أكثر من 900 درجة فخرية.
وكما يوحي العنوان، تُمنح الدرجات الفخرية لتكريم الفرد، وليس لها أي علاقة بالدرجات الأكاديمية، أو إضافة في المراجع العلمية، كما لا توجد امتيازات أكاديمية أو مهنية مرتبطة بالدرجات الفخرية.
ولا يمكن أن يطلق الآخرون على الأفراد الحاصلين على الدكتوراه الفخرية لقب "دكتور"، ولا ينبغي استخدامه في الاتصالات الكتابية، بما في ذلك بطاقات العمل.
بينما يمكن للحاصلين على الدكتوراه الفخرية الإشارة إلى هذا التكريم في سيرتهم الذاتية، ولكن تحت عنوان شهادات التقدير وليس الخبرات التعليمية.
ما أنواع الدكتوراه الفخرية؟
تحدد كل جامعة أنواع الدرجات الفخرية التي تمنحها، لكنها غالبًا تكون دكتوراه فخرية. فيما يلي قائمة ببعض درجات الدكتوراه الفخرية الأكثر شيوعا:
دكتوراه في الآداب (DA)
دكتوراه في التربية والتعليم (.D.Ed)
دكتوراه في الفنون الجميلة (.D.F.A)
دكتوراه في الآداب الإنسانية أو دكتوراه في الآداب (LHD أو أحيانًا درجة D.H.L)
دكتوراه في الخدمة العامة (.D.P.S)
دكتوراه في العلوم (DS)
كيف يتم اختيار الحاصلين على الدرجة الفخرية؟
تشارك لجان من الأساتذة بالجامعات التي تمنح درجات فخرية في عملية تحديد المُكرمين، الذين قدموا إسهامات كبيرة في المجتمع أو في مجال معين.
لكل جامعة معاييرها الخاصة في التقييم، وقد يكون للجان الاختيار قواعد بشأن ما إذا كان يمكن للمرشحين أن يكونوا مساهمين بالتبرعات للجامعة، أم قدموا خدمات عامة للمجتمع.
بينما لا تقبل بعض الجامعات منح درجات فخرية. على سبيل المثال، لا يقدم "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT) وجامعة "ستانفورد" وجامعة "فيرجينيا" شهادات فخرية.
تاريخ الدكتوراه الفخرية
يُشار إلى الدكتوراه الفخرية بالحرفين ".h.c"، وهما اختصار لمصطلح "honis reasona" اللاتيني الذي يعني "من أجل الشرف". وهذا يعني أن الدرجة تُمنح على أنها شرف وليس بعد إكمال متطلبات أكاديمية معينة. وغالبًا لا يكون لمن تم تكريمهم بهذا اللقب أي صلة سابقة بالمؤسسة المانحة للجوائز.
بدأت الجامعات الأوروبية في منح الدرجات العلمية "من أجل الشرف" (الفخرية) في القرن الخامس عشر، وتم منح الدرجة الأولى من هذا القبيل في جامعة "أكسفورد" عام 1478 أو 1479 إلى ليونيل وودفيل أسقف سالزبوري في إنجلترا، وصهره إدوارد الرابع.
وكانت الدرجة الفخرية تمنح الزمالة الأكاديمية، مما يتيح للمتلقي الامتيازات الكاملة في الجامعة، وهي امتيازات كانت أكثر شمولاً من الآن.
منحت جامعة هارفارد آلاف الدرجات الفخرية؛ ففي عام 1753، مُنح بنجامين فرانكلين درجة الماجستير في الآداب، والتي تعتبر عموما أول درجة فخرية حقيقية تمنحها جامعة هارفارد.
وكانت هيلين كيلر أول امرأة تتلقى الدكتوراه الفخرية من هارفارد عام 1955.
ورغم أنه لا يحق لحاملي الدكتوراه الفخرية إضافة لقب دكتور قبل أسمائهم، فإن بنجامين فرانكلين -الذي حصل أيضا على الدكتوراه الفخرية من جامعة "سانت أندروز" عام 1759 وجامعة أكسفورد عام 1762 لإنجازاته العلمية- أطلق على نفسه لقب "دكتور فرانكلين".