وجهت شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى، “دلتا”، و”أميركان”، و”يونايتد”، منذ عدة أشهر اتهامات إلى الناقلات الخليجية، وعلى رأسها “طيران الإمارات”، بتلقي دعم مادي أخلّ بميزان المنافسة العادلة وأضر بها.
ودعت شركات الطيران الأميركية، حكومة بلادها لتعديل معاهدات للطيران مع الإمارات وقطر، لتشويهها النقل الجوي العالمي، بحصولها على دعم حكومي يبلغ نحو 42.3 مليار دولار منذ 2000.
وعادت “طيران الإمارات”، لتؤكد بالأمس، أن الناقلة الأميركية “دلتا” هي الوحيدة التي تشغل رحلات من دون توقف بين أطلانطا ودبي، ولا تواجه أية منافسة على هذا الخط.
ورفضت اتهامات شركة “دلتا” الأميركية، بأن المنافسة مع الناقلات الخليجية أجبرتها على اتخاذ قرار بوقف رحلاتها بين أطلانطا ودبي، اعتباراً من 11 فبراير (تشرين الثاني) 2015.
وأوضحت الناقلة، أن “دلتا” تتمتع فعلياً باحتكار تام على خط أطلانطا- دبي، ويمكنها أن تستفيد من حركة المسافرين عبر الولايات المتحدة من المدن المحظورة على الناقلات غير الأميركية، والتمتع بملاءة مقاعد عالية، وحصيلة جيدة على هذا الخط، مبينةً أن ذلك يعد في معايير أية ناقلة جوية، ظروفاً تشغيلية مربحة، وليس سبباً لوقف خدمة أطلانطا- دبي.
ولفتت أنها وقعت مؤخراً اتفاقية مع الناقلة الأميركية “ألاسكا إيرلاينز”، تتضمن المشاركة في الرموز، واستخدام الصالات الخاصة من قبل ركاب الناقلتين.
زادت الخيارات المتاحة أمام المستهلك الأميركي
وبينت “طيران الإمارات”، أنها زادت الخيارات المتاحة أمام المستهلك الأميركي، وسدت فجوة في السوق عبر نقل المسافرين إلى وجهات لا تخدمها ناقلاتهم الوطنية، وأسهمت بتعزيز الاقتصاد والتجارة والسياحة الأميركية.
وتنقل “طيران الإمارات”، مسافرين من أميركا إلى 56 وجهة، 18 محطة منها في إفريقيا، و25 محطة في دول حوض المحيط الهادئ الآسيوية، و13 محطة في الشرق الأوسط، وجميعها لا تخدمها أي من الناقلات الأميركية، من خلال توقف واحد في دبي.
وأضافت الشركة رحلة يومية ثانية إلى كل من بوسطن وسياتل في السوق الأميركية مع افتتاحها لوجهة أورلاندو الجديدة، وتشغل حالياً 86 رحلة كل أسبوع إلى 10 محطات في أميركا.
وتعد شركات الطيران الإماراتية، أكبر مشتر دولي للطائرات التجارية المصنعة في الولايات المتحدة، عبر تسليم وطلبيات لأكثر من 400 طائرة خلال 15 عاماً الماضية.
وأطلقت “طيران الإمارات” بطاقة موحدة للسفر عبر الأمريكتين (Americas Pass)، لجميع ركابها الراغبين استكشاف مدن أميركية خارج شبكة خطوطها في تلك المنطقة.
وتتيح بطاقة (Americas Pass) للعملاء، الاستفادة من الأسعار التنافسية في الناقلات الأميركية، والتي تبدأ من 99 دولار للسفر ضمن الأراضي الأميركية، كما توفر إمكانية اصطحاب أوزان مجانية على جميع الرحلات الداخلية وفقاً لسياسة “طيران الإمارات”، التي تسمح باصطحاب حقيبتين مجاناً عند السفر إلى الأمريكتين، إضافة إلى عدم اشتراط حد أدنى للإقامة.
ونقلت “طيران الإمارات” منذ 2004 أكثر من 9.4 ملايين مسافر على رحلاتها بين دبي والولايات المتحدة، وجلبت بذلك سياحاً يتمتعون بمستوى إنفاق مرتفع من الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.
تسديد 8 مليارات درهم لحكومة دبي
وفنّد تقرير أصدرته “طيران الإمارات” مؤخراً، المزاعم الأميركية، وتناول أشكال الدعم التي تلقتها الناقلة الوطنية من الحكومة، التي ترافقت مع بدء تشغيل الناقلة، التي لا تعتبر مخلة بأسس المنافسة.
وأكد التقرير أن “طيران الإمارات” تعمل باستقلالية تامة، وقامت بتوزيع أرباح تلقتها الحكومة على مدار الأعوام الماضية باعتبارها مالك الناقلة، وليس الحصول على دعم من الحكومة كما تزعم هذه الشركات.
وذكر التقرير، أن الناقلة الوطنية سددت لحكومة دبي حتى الآن، نحو 2.3 مليار دولار (8.46 مليار درهم)، تمثل حصة المالك في الناقلة على مدى 25 عاماً منذ بدء الشركة بتحقيق الأرباح.
وأوضح التقرير أن “طيران الإمارات” حصلت على 10 ملايين دولار من حكومة دبي خلال 1985 كرأس مال أولي للبدء في تشغيل الناقلة، و88 مليون دولار تم استثمارها بالبنية التحتية، كما شملت طائرتين (بوينغ 727)، ومبنى “كلية الإمارات للطيران”.
وتوزع الشركة جزءاً من أرباحها السنوية على الجهة المانحة لها، وهي “مؤسسة دبي للاستثمار” المملوكة للحكومة، كما تعمل في بيئة أجواء مفتوحة بدبي، حيث تتنافس مع 150 ناقلة أجنبية، كما أنها تمد خدماتها إلى أسواق ذات تنافسية عالية حول العالم، دون التمتع بأية حماية من المنافسة.
ورغم أن شركات الطيران الأجنبية كثيراً ما تستخدم مسألة ملكية الدولة لانتقاد “طيران الإمارات”، إلا أن قانون “الاتحاد الأوروبي” والبيانات الصادرة عن المفوضية الأوروبية، تنص بوضوح على أنه لا أفضلية بين الملكية العامة والخاصة، ما دامت الناقلة لا تتلقى الدعم المخل بأسس المنافسة أو أنها لا تتمتع بأفضلية بنص القانون.
ووجه الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ”طيران الإمارات” الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رسالة إلى شركات الطيران الأميركي التي اتهمت نظيرتها الإماراتية بأخذ ركابها، قائلاً: “حسنوا عروضكم وسوف تستعيدون حصتكم في السوق”.
الناقلات الخليجية تحفّز النمو المتسارع للسوق
ودعا رئيس “مجلس العمل الأمريكي الإماراتي”، داني سيبرايت، شركات الطيران الأميركية إلى الكف عن الشكوى، والشروع في منافسة شريفة، منوهاً بأن هناك فائضاً تجارياً يزيد على 19 مليار دولار على المحك، مطالباً المسؤولين في بلاده، وشركات الطيران والسفر والضيافة ومسافري الأعمال، وشركات الشحن إلى التصدي لأي مسعى للحد من التجارة الحرة، أو تقييد اتفاقية الأجواء المفتوحة مع الإمارات.
ويعود قطاع الطيران في الدولة وحده بالنفع على الولايات المتحدة من خلال ضخه 16 مليار دولار، ودعم أكثر من 100 ألف وظيفة، تولد قرابة 1.6 مليار دولار على شكل عوائد ضريبية، ما يؤكد أن الإمارات كانت أكبر وجهة تصديرية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط على مدى ستة أعوام ماضية.
وذكرت الناقلة الوطنية، أنه خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، تناولت ورقة مستقلة نشرها اقتصاديون وأكاديميون أميركيون، تأثير منافسة الناقلات الخليجية على أعداد مسافري الناقلات الأميركية، وأسعارها في أسواق الرحلات الدولية، ووجدوا أن دخول الناقلات الخليجية حفز نمواً متسارعاً للسوق على حجم الحركة بين أميركا والشرق الأوسط.
ونوهت الورقة، إلى أن دخول الناقلات الخليجية ربما أدى إلى مزيد من توازن المنافسة القائمة على حالة السوق، وفق المعايير العالمية، ما يعتبر مكسباً خالصاً للمجتمع، مؤكدةً أن سياسة الأجواء المفتوحة الأميركية حققت نجاحات كبيرة لشركات الطيران في الولايات المتحدة.
ورصد التقرير عدة حالات دعم مالي تلقتها مجموعة شركات أوروبية وآسيوية من حكوماتها، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات على مدى الأعوام القليلة الماضية.
زيادة أعداد المسافرين عبر شبكات الطيران الأميركية
وأكدت “الاتحاد للطيران”، أن أعداد المسافرين على متن رحلات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى، وشركائها في التحالفات العالمية من الولايات المتحدة إلى منطقة شبه القارة الهندية، زادت 18% أو ما يعادل 223 ألف مسافر إضافي، رغم خسارة تلك الشركات حصة سوقية تبلغ 4.4% على صعيد أعداد المسافرين من الدرجة السياحية لتلك المنطقة في الفترة بين 2009 إلى 2014.
واضافت “الاتحاد للطيران”، العام الماضي ما يصل إلى 182 ألف مسافر إلى شبكات شركات الطيران الأميركية، بما فيها شركة “أميركان آيرلاينز”،”دلتا آيرلاينز”،”يونايتد آيرلاين”، مع تقديرات بنمو هذه الأعداد 65%، بحيث تصل إلى 300 ألف مسافر تقريباً خلال 2015.
دعم اقتصاد أوروبا بنحو 6.8 مليار يورو
وذكر نائب الرئيس التنفيذي لشركة “طيران الإمارات” تيري انتينوري، أن عشر مدن أوروبية على الأقل طلبت رسمياً من الناقلة، النظر في فتح خطوط طيران باتجاه الولايات المتحدة من تأمين شركة الطيران الإماراتية، في إطار ما يعرف بـ”الحرية الخامسة”، أي تنظيم رحلات عبر محطات خاصة قبل الوصول إلى الوجهة النهائية.
وتعد “الحرية الخامسة” خيار نادر للغاية داخل “الاتحاد الأوروبي”، مع استثناء وحيد تقريباً يتمثل في خط الطيران دبي نيويورك عبر ميلانو، الذي تؤمنه “طيران الإمارات” منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2013.
وتساهم “طيران الإمارات” في دبي، بنحو 6.8 مليار يورو، أو ما يعادل 7.6 مليار دولار، في اقتصاد “الاتحاد الأوروبي”، وذلك في رد واضح على انتقادات شركات طيران منافسة، بأن الدعم الحكومي يمنح الناقلات الخليجية ميزة غير عادلة.
وتتضمن عمليات الشركة 220 وصلة طيران إلى وجهات أوروبية، دعمت 85 ألفاً و100 وظيفة في أنحاء “الاتحاد الأوروبي” خلال العام المالي 2013-2014.
وتعد أكبر مشغل لطائرات (إيرباص A380) السوبر جامبو، حيث ساهمت التسليمات في الفترة نفسها في دعم 41 ألف وظيفة جديدة، وأضافت 3.4 مليار يورو إلى الناتج المحلي الإجمالي.
وبدأت الناقلة أولى رحلاتها إلى أوروبا خلال 1987، ثم توسعت منذ ذلك الحين، حيث تقوم بتسيير 350 رحلة ركاب أسبوعياً إلى أوروبا.
أكثر ناقلة يوصي بها العملاء
اختارت 5418 وكالة سياحة، من 85 دولة، “طيران الإمارات” للعام الثاني على التوالي كـ”أكثر ناقلة يوصى بها للعملاء”، وذلك في استبيان أجرته شبكة توزيع خدمات الطيران “إي بي جي” لاستطلاع تقييم وكالات السياحة والسفر، حول أفضل شركة طيران بناءً على مجموعة محددة من المعايير.
وشمل الاستبيان 161 شركة طيران من مختلف أنحاء العالم، وبعد اختيارها كـ”أكثر ناقلة يوصى بها للعملاء”، تفوز الناقلة بلقب أفضل ناقلة لـ2015.
وحصدت “طيران الإمارات” 7 جوائز، ضمن حفل جوائز خيارات العملاء “أبيكس 2015″، الذي أقيم في مركز “أوريغون” للمؤتمرات، بولاية أوريغون الأميركية.
جينيفر أنيستون وجهاً إعلانياً لطيران الإمارات
وقع خيار “طيران الإمارات” على الممثلة الأميركية، نجمة مسلسل “Friends” جينيفر آنيستون، لتكون وجهاً إعلانياً للناقلة.
ويبدأ الإعلان بطاقم طائرة يسخرون من النجمة الأميركية، حين تظهر بـ”روب”، وتسأل عن مكان الحمام.
المفاجأة تكمن في نهاية الإعلان حين تستقيظ من النوم، ويتبيّن لها أنها كانت ترى “كابوساً”، وأنها كانت على متن طائرة أخرى، وليس “طيران الإمارات”.
وقال نائب رئيس أول “طيران الإمارات” لدائرة الاتصالات المشتركة والعلامة التجارية، بطرس بطرس: “بخلاف الإعلانات المألوفة لخطوط الطيران، اخترنا تناولاً فكاهياً لعرض المنتجات المدهشة التي نوفرها على متن طائراتنا”.
وأضاف “لم نجد أحداً أنسب للعب الدور من جينيفر آنيستون، وكتبنا سيناريو الإعلان ونحن نفكر فيها، لقد لمعت حرفيتها وموهبتها الكوميدية في موقع التصوير، ونحن سعيدون جداً بالنتيجة”.