هل تغير السلوك الاستهلاكي للفلسطينيين في ظل الهبّة الجماهيرية؟
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 31 تشرين الأول 2015

هل تغير السلوك الاستهلاكي للفلسطينيين في ظل الهبّة الجماهيرية؟

نابلس-الاقتصادي-وفاء الحج علي-  وضع التاجر أبو بكر المفتاح في قفل باب متجره الذي يقع في وسط مدينة نابلس، واستعد لإنهاء يوم آخر من العمل، أو اللاعمل... ثم مضى قائلاً: "يصحو الفلسطيني يوميًا على وقع خبر موت وكآبة، وباتت صباحاتنا تبدأ بأغان وطنية على الراديو، تليها نشرة إخبارية تفيد بوجود شهيد هنا، وأسير هناك، وجريح ينزف في إحدى شوارع الوطن، وتجّار يلتقون قادات من جيش الاحتلال لدراسة كيفية استغلال الأزمة الحالية لصالح الحركة التجارية..."

 

ألعاب أبو بكر كسدت

ويتابع أبو بكر، الذي يقتني متجرًا للألعاب: "لم أبع الكثير من بضاعتي اليوم، والحال مشابه منذ بدء الأحداث، فيبدو أن الشارع مصاب، منذ بداية الهبة الجماهيرية، بحالة من الحداد النفسي الناجم عن الأوضاع الأليمة التي تقبع فيه مدننا وقرانا ومخيماتنا في هذا الوقت، لذا يكتفي الناس بشراء الحاجيات من الغذاء والملابس"، مبينًا أن تجارته طالما تأثرت بالأوضاع الأمنية السائدة على البلد.

 

للوطن حق وللمعدة أيضًا

لكن يبدو أن الهبّة لم تمرّ على الحاج أبي عادل، الذي يقتني متجرًا لبيع اللحوم والأسماك المجمدة في المدينة، فعشرات الناس يتوافدون إليه وما أن ينهوا صفقاتهم معه، إلا ويذهبون محملّين بأكياس كبيرة. ويوضح أبو عادل أن "تجارته لم تتأثر بعد بالأوضاع التي تمر بها فلسطين"، قائلاً إن "الناس وإن كانوا منشغلين بالثورة، إلا أنهم لا يستطيعون إهمال بيوتهم وأطفالهم وتركهم للتضور جوعًا باسم المقاومة، لذا فما زال استهلاك الأسر على الأغذية مستقرًا".

وعند سؤالنا عن كيف يتغير السلوك الاستهلاكي للأسر الفلسطينية في ظل الأوضاع الأمنية الدائرة، تقول إحدى زبائن المتجر، منى زيتاوي إنها لم تلحظ أي فرق في استهلاك أسرتها على الطعام أو حتى الملابس، مبينةً أنها وعائلتها عاشتا حالة من التقشف خلال الانتفاضة، لكن الأمر حتى الآن لم يتطلب منهما ذلك.

وتضيف: "لو علمنا بوجود اجتياح للمدينة، بالتأكيد سنسعى إلى تكثيف مشترياتنا خوفًا من ألا نتمكن من مغادرة بيوتنا لاحقًا، أما الآن فنحن نحافظ على نفس النمط الاستهلاكي المعتاد".

وتبيّن ختام، التي تعمل في إحدى محلات الملبوسات في رام الله، أن مجال بيع الملبوسات والأحذية هو موسمي، ويزداد الإقبال على هذه البضائع في الأعياد وخلال انتهاء المواسم وابتدائها، الأمر الذي حال دون حصول انخفاض جوهري على شراء الملابس والأحذية، وبخاصة مع تزامن الهبة وحملات التنزيلات التي تشهدها الملبوسات الصيفية، ووصول البضاعة الشتوية، الأمر الذي يزيد من إقبال الناس على الشراء.

 

هل تكون التجارة الشهيدة التالية في الهبّة؟

يوضح الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال م. توفيق نصّار أنه على المدى الآني، لن يطرأ أي تغير ملحوظ على النمط الاستهلاكي للأسرة الفلسطينية بسبب الهبّة الجماهيرية، وحتى وإن ظهر هناك عامل خوف في الشارع الفلسطيني مما قد تؤول إليه الأمور، إلا أن تأثر استهلاكهم به سيكون ضئيلاً.

رغم ذلك، فإن استمرار الوضع القائم على ما هو عليه سيشكل على المدى البعيد تدهورا جديا على الاقتصاد الفلسطيني، حسب ما يرى نصّار، فانعدام الاستقرار يؤثر حتمًا على الاقتصاد ودخل الأسرة، اللذين بدورهما ينعكسان وبشكل كبير على الاستهلاك.

ويذكر نصّار أنه وللآن هناك انسياب وانتظام في دخول البضائع باختلافها على المناطق الفلسطينية، لذا لم تشهد الأسعار ارتفاعات خيالية حتى الآن، وهذا الأمر يساعد على إبقاء الاستهلاك الأسري مستقرًا وثابتًا.

Loading...