وكالات - الاقتصادي - اثبتت دراسة جديدة وجود ارتباط بيولوجي فعلي بين اللحوم الحمراء، وسرطان القولون من خلال تحديد خصائص الأضرار اللاحقة بالحمض النووي، وكيفية تحوّر الخلايا جراء استهلاك اللحوم، وتفتح الدراسة بحسب الباحثين الطريق أمام الكشف المبكر عن المرض وتطوير علاجات جديدة له.
هل من رابط فعلي بين تناول اللحوم الحمراء والإصابة بسرطان القولون؟، دراسة جديدة نُشرت في مجلة "كانسر ديسكوفري"العلمية حاولت الإجابة على هذا التساؤل، من خلال تحديد خصائص الأضرار اللاحقة بالحمض النووي، جرّاء اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء.
ليؤكد الباحثون في المحصلة أن للحوم رابط بيولوجي في تحور الخلايا ونشوء مواد مسرطنة، فاتحين الطريق أمام الكشف المبكر عن المرض وتطوير علاجات جديدة له.
وأكد أخصائي الأورام في معهد"دانا فاربر" للسرطان ماريوس جياناكيس:"لا تعني نتيجة هذه الدراسة وجوب الامتناع كلياً عن تناول اللحوم الحمراء بل المطلوب الاعتدال واتباع نظام غذائي متوازن".
وعمل ماريوس وزملاؤه علي ترتيب تسلسل الحمض النووي لتسعمئة مريض بسرطان القولون اختيروا من بين مجموعة من 280 ألف شخص، شاركوا في دراسات علي مدى سنوات.
وأظهرت التحاليل المخبرية، عن تحوّر معيّن لم يسبق أن رُصد لكنه يعود إلي نوع من التحوّر في الحمض النووي يسمي الألكلة.
وعلى الرغم من أن كل الخلايا التي تحتوي علي هذا التحوّر لا تصبح سرطانية حكماً لكن تبيّن للباحثين أن هذا التحوّر مرتبط إلي حدّ كبير باستهلاك اللحوم الحمراء سواء المصنّعة منها أو غير المصنّعة قبل ظهور المرض.
واعتبر أخصائي الأورام في معهد "دانا فاربر" للسرطان ماريوس جياناكيس:"ثمة حتماً آلية تجعل اللحوم الحمراء مادة مسرطِنة، إن تناولها يفرز مركّبات كيميائية، يمكن أن تسبب الألكلة وهذه المركّبات ناجمة عن الحديد الموجود بكثرة في اللحوم الحمراء أو من النترات الموجودة غالباً في اللحوم المصنعة".
وأظهرت الدراسة أن مستويات عالية من الألكلة تتواجد في أورام المرضي الذين يتناولون في المتوسط أكثر من 150 غراماً من اللحوم الحمراء يومياً، مبينة انهم عرضة بنسبة 47 في المئة أكثر من الآخرين لخطر الوفاة.
وتوقع الباحثون أن يساعد هذا الاكتشاف الأطباء على تحديد المرضى الأكثر استعداداً وراثياً للألكلة، والأكثر عرضة منهم لخطر الإصابة بسرطان القولون أواكتشاف المرض في وقت مبكر جداً.
وكذلك يؤكد الباحثون أن فهم كيفية تطور سرطان القولون يمهد الطريق أيضاً لابتكار علاجات توقف هذا التطور سعياً إلي الحؤول دون الإصابة بالمرض .