تتسع رقعة إهدار الطعام فيما تزداد الكثافة السكانية حول العالم، إذ أن نسبة الإنتاج العالمي للغذاء الذي يُصَنّع دون أن يتم تسويقه تتراوح من 30% إلى 40% مع ما يقارب 1.3 مليار طن من الأطعمة التي يقدر ثمنها بأكثر من تريليون دولار أمريكي، لتلاقي جميعها أحد مصيرين اثنين لا ثالث لهما، إما الفقدان أو الهدر، وذلك تبعاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).
من هنا تأتي النتائج الصادمة للتقارير التي تكشف عن الآثار المفجعة لهذا الهدر الغذائي على بعض المناطق في العالم، فقد توصل تقرير صدر عن معهد المهندسين الميكانيكيين في 2014 إلى أن كلا من جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا والهند تعانيان من نقص في وسائل التخزين الصحيحة، ما يؤدي إلى تكبدها خسارة غذائية كبيرة في الفاكهة والخضار تصل نسبتها إلى 50%، فيما تهدر تنزانيا 25% من الحليب الذي يتم إنتاجه خلال موسم الأمطار نظراً لانعدام الظروف المناسبة لتخزينه.
وللحد من هذه المشكلة، طوّر معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” تقنية تُحسّن من الطريقة التي يمكن من خلالها تخزين الحليب في المجتمعات الهندية التي يتعثر عليها التخزين الصحيح نظراً لافتقار مناطقهم إلى الظروف المناسبة لهذا الغرض كتوفر الكهرباء والتبريد.
وقد قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “Promethean Power Systems” سورين غراما: ” تتطلب عملية تخزين منتجات الألبان توقيتاً محدداً، إذ عليك أن تجلب الحليب في الصباح الباكر وأول المساء، كما تحتاج في ذاك الوقت إلى توفر التبريد لئلا يفسد الحليب.”
وأوضح غراما وشريكه المؤسس “سام وايت” بأنهما قررا تخزين الطاقة الكهربائية التي تأتي في تلك المناطق بشكل متقطع باستخدام ما وصفه “بالبطارية الحرارية”، وأشارا إلى أنها ستعمل دون الحاجة إلى مولدات تعمل بالديزل وذات تكلفة مرتفعة.
وأضاف “غراما” بأنه سيتم تشغيل ضاغط التبريد في الوقت الذي يأتي فيه التيار الكهربائي، حيث سيعمل على تكوين الثلج تماماً كما يفعل ضاغط التبريد الموجود في الثلاجات المنزلية العادية، وحينما ينقطع التيار الكهربائي، لن يذوب الثلج بشكل فوري، بل سيحتفظ بالبرودة إلى بعض الوقت.”
وتضم منتجات شركة ” Promethean” مبرّداً سريعاً للحليب يندرج تحت فئة مبرّدات الحليب التقليدية كما يشكّل نظاماً للتخزين البارد، حيث يمكن لهذه التقنية تبريد الحليب ليصل إلى 4 درجات مئوية بشكل فوري، كما أن بإمكانه تبريد ما يصل إلى 1000 لتر من الحليب يومياً باستخدام الكهرباء لمدة تتراوح بين 4 و5 ساعات فقط.
وأضاف “غراما” أن الشركة قد أشرفت حتى اليوم على تركيب أكثر من 100 نظام للتبريد في المناطق الريفية في الهند، كما أن نظام التبريد الواحد يخدم 20 الى 30 مزارعاً ليكون باستطاعة كل مزارع كسب دخل منتظم وثابت، مع الإشارة إلى أن تكلفة هذه الأنظمة التي يتم تصنيعها في مدينة بونا الهندية تصل إلى ما يقارب 9000 دولار أمريكي.
وكالات