في غزة.. "يركبون" البحر هربا من الحصار
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.23(%)   AIG: 0.19(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.34(0.00%)   AZIZA: 2.40(2.56%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.71(2.37%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.25(0.79%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.75(2.78%)   JPH: 3.63(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65(1.85%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(1.32%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(2.35%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 23 تشرين الأول 2015

في غزة.. "يركبون" البحر هربا من الحصار

غزة-الاقتصادي-اسلام أبو الهوى- في ساعات الصباح الباكر ينظر الشاب طه بكر من منزله القريب من البحر إلى الأمواج المتلاطمة أمامه ويقرر بعدها إن كان سيذهب لممارسة رياضته في ركوب الأمواج" الركمجة" ام البقاء في المنزل.

هذه الرغبة تتملكه في الأشهر التي يكون فيها البحر هائجا وتندفع امواجه العالية بقوة نحو الشاطئ ما يوفر له فرصة مناسبة لركوب الأمواج.

هواية منذ 14 عاما

ورغم ان بكر 26 عاما يدرس الصحافة في جامعة فلسطين في مدينة غزة الا انه يحافظ على هذه الهواية منذ 14 عاما، مستوحيا هذه الهواية كما يقول من مسلسل "خفر السواحل" إذ كان بطله يركب الأمواج.

وقال بهدوء واضح:" كنت في الثامنة من عمري عندما شاهدت هذا المسلسل وقررت أن أقلد البطل، واتذكر في ذلك الوقت أنني حملت باب الخزانة وذهبت إلى احد النجارين طالبا منه أن يصنع لي لوح تزلج،  لكنني عندما نزلت إلى البحر خذلني اللوح وغصت معه في البحر لثقل وزنه، ومع ذلك لم يتملكني اليأس وحاولت مرة أخرى لكن في هذه المرة استخدمت باب ثلاجة قديم وكان الأداء في المرة الثانية أكثر نجاحا.

ركوب الأمواج

وتعتبر الركمجة رياضة مائية مثيرة يقوم الشخص خلالها ركوب الامواج باستخدام الالواح لذلك يسميها الناس احيانا رياضة ركوب الامواج، وفيها يقوم ممارس هذه الرياضة بالوقوف على لوح ثم ينزلق على طول قمة الموجة وتتطلب هذه الرياضة رشاقة وسرعة مناسبة وحفاظ على التوازن.

ومرت السنوات الواحدة تلو الأخرى وبكر يمارس هوايته مع أصدقائه بإمكانياته المتواضعة حتى صادفه صحفي أجنبي كان يزور غزة لإعداد تقارير صحافية عن الوضع فيه فاستهواه منظر بكر، فوقف يراقبه وهو يمارس هذه الرياضة، وما إن انتهى حتى دنا منه ودار بينهما حديث ذو شجون عن هذه الرياضة ومتعة ممارستها ليكتشف بكر أن محدثه الصحفي كان يمارس الرياضة قبل أن ينشغل بعمله الجديد وانتهى اللقاء بوعد من الصحفي الأجنبي أن يساعده.

وعد يتحقق

وقال  بكر :" اعتقدت في ذلك الوقت انها مجرد وعود لم تجد طريقها للتنفيذ حتى جاءني اتصال بعد اسبوع للحضور إلى الفندق الذي ينزل فيه الصحفي وهناك وجدت طردا باسمي، سارعت إلى فتحه وسط اندهاش واضح لأجد بداخله لوح تزلج وبدلتين للغوص احداهما صيفية والثانية شتوية ومن شدة فرحتي لبست احداهما بنفس المكان بالمقلوب وعدت فرحا إلى البحر وكأني املك الدنيا بما فيها.

30 شخصا يمارسون هذه الرياضة

يمارس رياضة التزلج في غزة حتى الآن نحو 30 شخصا كلهم تعلموا بمجهودات فردية ولم يتلقوا أي مساعدات تُذكر حتى جاء شخص اجنبي يدعي "ماتيو اولسس" الذي جمع لهم التبرعات واشتري 15 لوح تزلج إلا ان ظروف الحصار منعتهم من دخول غزة لمدة 6 سنوات ووصلت الألواح غير صالحة للاستخدام.

وتمارس هذه الرياضة عادة خلال اشهر آذار، وتشرين الأول، وتشرين الثاني، وكانون الأول حيث ترتفع الأمواج بشكل كبير ما يوفر فرصة لممارسة هذه الرياضة بشكل ناجح.

ويعتبر لوح سايمون المصنوع من مادة بلاستكية قوية خفيفة الوزن الأكثر استخداما بين ممارسي هذه الرياضة. ويتراوح طول هذا اللوح حوالي مترين وعرضه نصف متر وسمكه 7.5 سم، اما وزنه يتراوح ما بين 4-9 كيلو غرام.

معيقات وحصار

ويواجه بكر الذي أصبح قادرا على تدريب الأطفال الصغار على هذه الرياضة عدة معيقات أهمها عدم توفر الامكانيات اللازمة للتدريب بسبب توفر لوح تزلج واحد فقط إلا ان ذلك لم يمنعه في أن يحلم في المشاركة في بطولات خارجية لرفع اسم فلسطين في المحافل الدولية.

ينتظر راكبو الأمواج في غزة فصل الشتاء للممارسة هوايتهم حيث ترتفع الأمواج لتصل أربعة أمتار لكنهم يحلمون في أن ترتفع الأمواج أكثر فأكثر مثلما يحدث في البلاد التي تقع على المحيطات.

وبدلا أن يختبئ بكر في منزله خلال المنخفضات الجوية العميقة مثل منخفض زينة الذي ضرب البلاد العام الماضي يسرع إلى الشاطئ حاملا زلاجته ليقذف نفسه في البحر مستمتعا بالأمواج العالية خاصة في ساعات الصباح الباكر.

ويمارس بكر هوايته على بعد 200 متر من الساحل إلا انه يواجه الكثير من الصعوبات خاصة ضخ مياه الصرف الصحي في البحر وعدم توفر الامكانيات اللازمة لممارسة هذه الرياضة بشكل سليم بعيدا عن المخاطر.

وتغيرت نظرة المواطنين في غزة تجاه هذه الرياضة بشكل إيجابي عنها في السنوات السابقة، وبعد ان كانوا ينظرون إليها باستخفاف صارت الرياضة تشدهم ويسعون إلى تعلمها.

 

 

 

Loading...