يساهم تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الأمور المالية في سن مبكرة في تأسيس قاعدة مهمة للمستقبل، وبخاصة تثقيفهم حول مهارات الادخار والاستثمار، وبالتالي خلق بذرة لتعزيز روح ريادة الأعمال لديهم. وعلى سبيل المثال، يمكن للأهل تخصيص حصالة نقود للادخار وأخرى للإنفاق، على أن يتم وضع ما يجنيه الطفل مناصفة بين الحصالتين.

وبحسب هيرولد كاميرون، وهو رائد أعمال كان وراء واحدة من أبرز المشاريع الجديدة في العقد الأخير، بإنشائه موقع (1800gotjunk) الإلكتروني، يجب فتح حساب مصرفي للطفل، بحيث يزور الطفل البنك مع أهله كل 6 أشهر لإيداع ما ادخره في الحصالة، وإذا أمكن تحويل مدخراته من الحساب الى وسيط مالي كل عام بهدف الاستثمار.

ويقترح المختصون، منح الطفل مصروفا شهريا ثابتا، يمكنه من تعلم أهمية التفاوض في عمر مبكرة من خلال مثلا مطالبته بإلقاء نظرة حول المنزل لرؤية ما يحتاج الى تحسين ومن ثم العودة إليك للتفاوض على الأجر المناسب لهذا العمل. فكلما عمل أكثر كلما جنى أكثر.

ومن بين الصفات المهمة، تعليم الأطفال كيفية اكتشاف واقتناص الفرص وإيجاد الحلول. فعندما يواجهون مشكلة معينة حتى ولو كانت بسيطة، كعدم قدرتهم الوصول الى لعبة على الرف، على الأهل التفكير معهم لإيجاد حل بدلا من حل المشكلة عنهم. هذه العادة ستساعدهم للتركيز على الحل وليس المشكلة، وهي عادة قد تؤدي الى أفكار مربحة مستقبلا.

ومن المهم عدم تقييد الأفكار في إطار معين، إذ إن أفضل المنتجات تأتي أحيانا من أغرب الأفكار.

إضافة الى ذلك، يجب تثقيف الأولاد عن البيع والتسويق من خلال تشجيعهم على بدء مشاريع صغيرة خاصة بهم مثل بيع ألعابهم القديمة، أو بيع العصير أو سلع مصنوعة يدويا، شرط أن يقوموا بتسعير منتجاتها وبيعها للعملاء.

ولبناء المهارات التسويقية, يمكن للأهل تحفيز الأطفال على مراقبة الإعلانات المطبوعة في المجلات والتلفزيونات وعلى اللوحات على الطرقات وتحفيزهم على ابتكار طرق لتسويق منتجاتهم.

نقطة أخرى مهمة هي تعليم الأولاد كيفية التأقلم مع الفشل والمثابرة. فالمدارس عادة ما تعلمنا بأن الفشل هو سيء. في عالم رواد الأعمال قد يكون الفشل وراء النجاح المستقبلي إذا ادى الى درس إيجابي.

ولكل إنسان ناجح قدرة على التواصل بفعالية وعلى تقديم أفكاره لمجموعة. يمكن التشجيع على ذلك من خلال تحفيز الأولاد على الوقوف أمام الأهل لتمثيل قصة أو إلقاء كلمة في مناسبة معينة.

إضافة الى ذلك، يمكن تعليم الأطفال على الريادة من خلال قيادته لمجموعة من أصدقائه إن كان في لعبة رياضية أو مشاريع صغيرة على سبيل المثال.

وفيما قد تفكر أن الوقت لا يزال مبكرا, يجمع الخبراء على أنه لا يوجد عمر يعتبر صغيرا للبدء تدريجيا في صقل هذه المهارات.