لطالما اعتلى المستثمرون الخليجيون قائمة موردي رؤوس الأموال في الأسواق العقارية عالمياً، والأوروبية خصوصاً.
ويعزو خبراء السبب وراء هذا الإقبال الخليجي على الاستثمار، هو كمية الأموال التي تبحث عن فسحة استثمار محلية، والتي تصطدم بالنقص في عدد العقارات المعروضة لمطورين موثوقين، ما جعل تمييز الفرص المحلية صعباً جداً. ويبدو هذا الأمر بوضوح في السعودية، حيث قزّمت رؤوس الأموال المعروضة للاستثمار من حجم السوق المحلي.
وقال رئيس مجموعة "كابيتال إنترناشيونال" التابعة لشركة "جون لانغ لاسال" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فادي موصللي، لرويترز: "لطالما جذبت بريطانيا حصة الأسد من الاستثمارات الخليجية عقارياً في الخارج، وحتى في خضم الأزمة المالية، فقد ذهبت 95% من الأموال الخليجية المستثمرة إلى المملكة المتحدة".
لكن، وبحسب موصللي تراجعت هذه الحصة وأصبحت أكثر اعتدالاً في يومنا الحالي، لتحتل بين 30 و40% من السوق، في حين تبلغ حصة فرنسا بين 10 و15% من الأموال المستثمرة خارجاً، والحال ذاته بالنسبة لألمانيا. وتأتي بعدهما الولايات المتحدة ويحتل السوق العقاري الآسيوي 10%".
ومع تعافي السوق العقاري البريطاني وعودته إلى أسعار ما قبل أزمة عام 2008، أصبح المستثمرون يسعون وراء أسواق أخرى لتجنب غلاء العقارات البريطانية، وتعتبر ألمانيا النجم الصاعد، خصوصاً مع تذبذب أسعار اليورو مقابل الدولار، ما أعطى المشتري الخليجي قوة شرائية أعلى.
وأوضح موصللي أن هناك عوامل أخرى تزيد من جاذبية ألمانيا، مثل تنوع السوق، إذ يوجد في ألمانيا سبع مدن على الأقل تتيح فرص الاستثمار العقاري المتنوع، مضيفاً "أن التحدي الأكبر يكمن في العائق اللغوي والثقافي، بالإضافة إلى القوانين العقارية الأقل ترحيباً بالمستثمر الأجنبي مقارنة ببريطانيا".