رفعت المملكة العربية السعودية حظراً ظلت تفرضه على لحوم الأبقار الفرنسية 15 عاماً، لتفتح بذلك إحدى الأسواق التي كانت قد أغلقت في وجه باريس بسبب اكتشاف حالات مرض جنون الأبقار في الماضي، ولتعطي دعماً محتملاً لصناعة اللحوم الفرنسية التي تضررت بسبب هبوط الأسعار والحظر الروسي.
وتم الإعلان عن إعادة فتح السوق السعودية أمام لحوم الأبقار الفرنسية خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الثلاثاء، في الوقت الذي يركز فيه المسؤولون الفرنسيون على الصادرات لمعالجة تراجع قطاع اللحوم، الذي أدى إلى احتجاجات غاضبة من المزارعين هذا العام.
وفرنسا أكبر اقتصاد زراعي في الاتحاد الأوروبي، كما أنها أكبر منتج للماشية لكن صادراتها من لحوم الأبقار تقتصر تقريباً على دول الاتحاد البالغ عددها 28 دولة.
واكتشفت فرنسا وجود حالات إصابة بمرض جنون الأبقار في قطعانها منذ ثمانينيات القرن الماضي، إبان انتشار للمرض في أوروبا كانت نقطة بدايته في بريطانيا.
وحصلت فرنسا في وقت سابق هذا العام على تصنيف "مخاطر لا تذكر" لمرض جنون الأبقار من المنظمة العالمية لصحة الحيوان؛ ممّا يدل على أن آخر حيوان مصاب ولد قبل أكثر من 11 عاماً، ومنذ ذلك الحين ضمنت فتح تجارة لحوم الأبقار مع سنغافورة وفيتنام وجنوب أفريقيا.
وسمحت المملكة العربية السعودية بلحوم الأبقار التي يقل عمرها عن 30 شهراً، بعد موافقتها من حيث المبدأ العام الماضي على لحوم الأبقار من الاتحاد الأوروبي، وقالت وزارة الزراعة الفرنسية: إن "باريس تسعى للحصول على موافقة لإدخال ماشية أكبر سناً من ذلك بعد المزيد من المباحثات".
وأكملت فرنسا الأسبوع الماضي عملية استخراج شهادات صلاحية تمهيداً لزيارة فالس، وجرى تقديم لحوم أبقار فرنسية على مائدة المشاركين في إحدى فعاليات الأعمال التي حضرها رئيس الوزراء في الرياض.
وتقدر وزارة الزراعة الأمريكية كمية لحوم الأبقار والعجول التي استوردتها المملكة العربية السعودية من الخارج العام الماضي بنحو 160 ألف طن؛ ممّا يجعل المملكة أحد أكبر الدول المستوردة للحوم في العالم.
وتبلغ قيمة واردات المملكة العربية السعودية من لحوم الأبقار نحو 500 مليون دولار في العام، بحسب وزارة الزراعة الفرنسية، حيث قال مارك فيونتيون، مدير التصدير بشركة أس.في.أيه، جين روز، وهي واحدة من 30 شركة فرنسية مصرح لها الآن بتصدير لحوم الأبقار للمملكة، لـ"رويترز: إن "الشركة تأمل بتصدير ثلاثة آلاف طن سنوياً للسعودية".
إلا أن فرنسا ستواجه منافسة في السوق السعودية من كبار المصدرين مثل الهند وأستراليا، كما أنها ما تزال تجري محادثات للسماح لها بدخول أسواق الصين والولايات المتحدة أكبر سوقين لواردات لحوم الأبقار في العالم.