وكالات -قال المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، “أليكس فيشمان”، إن “هذا القرار الذي اتخذته حكومة نتنياهو بفرض حظر التجوال في الأحياء العربية في القدس علاوة على كونه مُعدًا للاستهلاك المحلي، ومحاولة لطمأنة الإسرائيليين، الذين باتوا في حالة هلع وذعر، فإنه أيضا يُفسر على أنه فشل أيديولوجي كبير لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ولجميع القوى اليمينية في الدولة، إذ أنه يقر ضمنيا وعمليا بأن القدس، عاصمة الشعب اليهودي، ليست موحدة بل مقسمة”، بحد زعمه.
وأضاف “فيشمان” أن القرار الحكومي هو بمثابة فضيحة كبرى للمجلس الوزاري الأمني-السياسي المصغر، لأنه يعقد الاجتماعات الطارئة، ويتخذ القرارات، التي لا تتمكّن من وقف موجة الإرهاب التي تعصف بإسرائيل من شمالها حتى جنوبها، مرورًا بمركزها”، بحسب تعبيره.
وأوضح “فيشمان” أن “استمرار العمليات ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين، ضيق الخيارات أمام قيادتهم التي استنفدت عددًا من الوسائل الإجرائية والأمنية، وبرزت مفاعيل تصاعد هذه العمليات على الإسرائيليين الذين باتوا يشعرون بفقدان أمنهم الشخصي، وعلى رأس الهرم السياسي الذي اضطر إلى مقاربة القضية من زاوية أنها استمرار للصراع الدائر على أرض فلسطين منذ نحو مائة عام، محاولا تبرئة سياساته الحكومية، على مستوى الاستيطان ومساعيه لفرض وقائع تتصل بالمسجد الأقصى، فضلا عن المجازر التي ارتكبها في غزة وسائر فلسطين”.
وقال “تبرز أهمية التصعيد الذي شهدته القدس والضفة الغربية أمس، بسلسلة من العمليات المتتالية، أنه يأتي بعد نحو أسبوعين من بدء هذا المسار، الأمر الذي عنى بالنسبة إلى القيادة والجمهور هنا، أن الغضب الفلسطيني لا يزال وسيبقى يعبر عن نفسه بما توافر له من وسائل”.
وأشار إلى أن “أهم ما انطوى عليه استمرار تصاعد العمليات الفلسطينية أنه أسقط الرهان على الإجراءات الردعية التي سارعت إليها حكومة نتنياهو، ولهجة التحدي التي طبعت كلمة رئيسها بنيامين نتنياهو، أمام الكنيست خاصة عندما أكد ضرورة هزيمة الإرهاب، وأن أعداء إسرائيل لم يتعلموا أن الإرهاب لن يخضعنا”.
وختم “فيشمان بالقول: إنه “ومنذ اللحظات الأولى لانطلاق هذا المسار العملياتي، اكتفى نتنياهو بالحديث عن الإجراءات الأمنية والردعية والعقابية، في محاولة للقول إنه أمام أعمال إرهابية تأتي امتدادا لما يشهده الشرق الأوسط، ولا علاقة له، بطريقة أو بأخرى، بالسياسات الإسرائيلية، ومجمل المشروع الصهيوني في المنطقة”.