الاقتصادي -تسبب اشتعال سعر كيلو الطماطم، إلى ارتفاع سعر طبق الكشري، الذي يعد الأكلة المفضلة لعدد كبير من الفقراء ومحدودي الدخل في العاصمة المصرية القاهرة وجميع المحافظات، وتراوحت أسعار طبق الكشري ما بين 5 جنيهات إلى 15 جنيهاً (الدولار = 7.83 جنيهات)، كما ارتفعت أسعار طواجن المعكرونة باللحمة، حسب أصحاب المطاعم والمواطنين لـ"العربي الجديد".
وأدى ارتفاع سعر كيلو الطماطم، الذي وصل إلى 15 جنيها في بعض المحافظات، إلى إلغاء الأطباق صغيرة الحجم التي كانت تباع بثلاثة جنيهات، وتسود حالة من الغضب بين المواطنين في الشارع المصري بسبب ارتفاع الأسعار الذي طاول الأكلات الشعبية.
والكشري معروف في مصر بأنه طبق الغلابة والفقراء نظراً لأن سعره في متناولهم، ولكن تغيرت تلك الفكرة خلال الأسابيع الأخيرة مع ارتفاع أسعار مكوناته من عدس وأرز ومعكرونة، ليرتفع سعر طبق الكشري إلى ستة جنيهات بزيادة قدرها 100%.
وتتنوع أماكن تناول الكشري في محافظات مصر، حيث توجد عربات اليد في بعض المناطق الشعبية، والمحلات الصغيرة والكبيرة في معظم الأحياء، ويحرص أصحاب تلك المهنة على إضافة أشياء تميزه عن منافسيه، فهذا يضيف الليمون وثان يضيف ماء الورد، وثالث يضيف الحمص، وآخر العيش المحمص والحلو لجذب أكبر عدد من المواطنين.
وبعض محلات الكشري في القاهرة تعد مقصداً لكثير من رجال السياسة والإعلام وعدد من لاعبى الكرة والفنانين والشخصيات المعروفة خاصة محلات وسط القاهرة وهو ما دفع صاحب أحد المحلات إلى تخصيص طابق بأكمله ليصبح صالة لكبار الزوار.
وللكشري في مصر طريقتان للإعداد، الأولى عادية منتشرة في مصر كلها، والثانية في الإسكندرية والمناطق الساحلية وتسمى الكشري الأصفر أو "الكشري الإسكندراني" ونادرا ما تجد الكشري الأصفر في المحلات ويقتصر إعداده على عدد محدود من ربات البيوت، لأنه غير معروف على نطاق واسع، ويستخدم في صنعه العدس الأصفر والبيض المسلوق والأرز.
ويشكو أصحاب محلات الكشري من ارتفاع أسعار السلع المكملة له، مثل المعكرونة والأرز والعدس، وهو ما كان يعمل به الكثير دون رفع سعر الطبق، ولكن زاد من أعباء أصحاب تلك المحلات اشتعال أسعار كيلو الطماطم أو ما يسمونها بـ"المجنونة"، لأن أسعارها تشهد ارتفاعات مفاجئة.
وأكدت تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحكومي ارتفاع التضخم (معدل الأسعار) إلى أكثر من 13% خلال الشهر الماضي.
وقال عامل في أحد مطاعم الكشري، محمد سعد، لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع سعر كيلو الطماطم وراء اشتعال "طبق الكشري" بالإضافة إلى زيادة أسعار المعكرونة والأرز والبصل، وأوضح أن "طبق الكشري" لا غنى عنه للفقير والطالب والعامل.
وفي السياق، أكد صاحب محل كشري، خالد البيباني، لـ"العربي الجديد"، أن زيادة الأسعار تهدّد بإغلاق محلات الكشري التي لحقت بها خسائر كبيرة بسبب زيادة التكلفة وتراجع المبيعات.
فيما يرى العامل بمحل كشري شهير في القاهرة، محمد شهدي، أن الحكومة لم تقم بدورها في مواجهة ارتفاع الأسعار ورقابة الأسواق.
وأثار ارتفاع أسعار الكشري والأكلات الشعبية في مصر غضب المواطنين، وتقول ربة منزل أم دينا، لـ"العربي الجديد"، نحن الآن في حيرة كبيرة من هذا الارتفاع المتواصل الذي لم نشهده منذ فترة طويلة، حيث كانت الارتفاعات من قبل طفيفة وقد تعود للانخفاض في بعض السلع مثل الطماطم، ولكن خلال الفترة الأخيرة زادت الأعباء على الأسر التي أرهقت ميزانياتها.
وأضافت أن مكونات الوجبة العادية والبسيطة لا تخلو من الطماطم التى أخذت تقفز أسعارها دون رادع حكومي، والوجبة الأساسية في معظم المنازل "الكشري" ارتفعت أيضاً.
وقال العامل حمادة السيد، لـ"العربي الجديد"، إن كافة محلات الكشري في مصر "مكتظة" بالغلابة والفقراء لرخص أسعارها، وأضاف أن الإقبال تراجع في الآونة الأخيرة على المطاعم الشعبية.
وبلغت نسبة الفقر في مصر نحو 26%، تزيد إلى نحو 49% في جنوب البلاد، حسب تقرير حديث للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
نقلا عن العربي الجديد