روابي - الاقتصادي - أطلق الاتحاد الفلسطيني للشطرنج مبادرة "تعليم الشطرنج لطلبة المدارس (أون لاين)"، والتي تهدف إلى تعليم هذه الرياضة الفكرية لطلبة المدارس في مختلف محافظات الوطن، وتعزيز ثقافة استغلال وقت الفراغ في أنشطة تربوية هادفة، تزامناً مع الحجر المنزلي الذي فرضته أزمة فيروس كورونا على محافظات الوطن كافة.
وتستهدف المبادرة طلبة المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وفق مستويات تدريب مختلفة حسب الفئات العمرية للطلبة، كما سيتم اختبار جميع الطلبة لتحديد مستواهم، بحيث ستشتمل عملية التدريب على مستويين اثنين، هما المستوى المبتدئ والمتوسط. ومن المقرر أن يتم اختتام البرنامج التدريبي بتنظيم بطولة فلسطين للشطرنج الإلكتروني والتي ستتضمنها منافسة بين جميع لاعبي ولاعبات المجموعات، يتوج في نهايتها بطل أو بطلة على مستوى فلسطين.
ودعا الاتحاد الفلسطيني للشطرنج جميع طلبة المدارس في فلسطين للانضمام إلى هذه المبادرة المجانية، عبر رابط إلكتروني نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، حيث ستجمعهم منصة إلكترونية افتراضياً مع مدربهم وزملائهم في جو تعليمي وترفيهي في الوقت نفسه.
وقال بشار المصري، رئيس الاتحاد الفلسطيني للشطرنج، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) عند إعلانه عن المبادرة: "لأن أطفالنا هم بناة المستقبل ولأن الشطرنج هي رياضة العقل ومدرسة للحياة، نعلن في الاتحاد الفلسطيني للشطرنج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم عن إطلاق المبادرة المجانية "تعليم الشطرنج لطلبة المدارس (أون لاين)". موضحاً "المبادرة تهدف لخلق جيل فلسطيني ينافس بقوة في المحافل الدولية وهي متاحة لجميع الطلاب في كل محافظات الوطن. الحصص ستكون نظرية وعملية وبمستويات مختلفة تحت قيادة مجموعة مميزة من المدربين الخبراء على المستوى الدولي".
وأضاف رئيس الاتحاد في منشوره "الشطرنج تعلم الصبر التفكير الاستراتيجي والتخطيط، وتساعد في تقوية وتنشيط القدرات الذهنية للأطفال، وتحفز على المنافسة بروح رياضية عن طريق المشاركة في بطولة ستجمع كل المشاركين في المبادرة لتتويج بطل أو بطلة على مستوى فلسطين...".
ومن جهته أعرب وزير التربية والتعليم الدكتور مروان عورتاني، عن سعادته بما وصفه بالتفكير الإبداعي الكامن في هذه المبادرة والتي يعمل الاتحاد من خلالها على استغلال المحنة بما يخدم المرحلة، للخروج من هذه الأوقات بأكبر قدر ممكن من الطلبة المميّزين واللاعبين الجدد في هذه الرياضة الذهنية المهمّة، والتي ستساعد الطلبة على الاستفادة من وقت فراغهم الناجم عن فترة الحجر المنزلي. وأضاف: "من المثير في هذه المبادرة أنها لم تستهدف الطلبة فقط بل تركت مجالاً لأهاليهم كي يشاركوهم متعة التعلّم، بالإضافة إلى أساتذة التربية الرياضية ليكملوا مسيرة تعليم الطلبة في المدارس للعبة الشطرنج، وأعتقد بأن أياماً واعدة تنتظر هذه الرياضة بعد مضي الأزمة".
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب: "أهنّئ الاتحاد الفلسطيني للشطرنج بإطلاقهم هذه المبادرة الفلسطينية الخلّاقة التي تسعى إلى تعليم وتدريب الشطرنج لجميع طلبة المدارس في فلسطين "أون لاين" في هذه الفترة الصعبة، حيث تمثّل الفكرة بإبداعها نموذجاً حيّاً على إرادة الإنسان الفلسطيني ورغبته في الحياة والعطاء والإبداع مهما مرّ بظروف صعبة، ومن المؤكد أن يكون لها الدور الإيجابي في صقل مواهب عديدة لأطفال شعبنا المليء بالإبداع".
وأشاد رئيس الاتحاد العربي للشطرنج سعادة الشيخ سعود بن عبد العزيز المعلا، بمبادرة الاتحاد الفلسطيني للشطرنج والتي تهدف إلى نشر لعبة الشطرنج على نطاق واسع بين طلبة المدارس، خصوصا في الظروف الحالية التي يمر بها العالم، وبما ستعمل عليه من جذب عدد كبير من اللاعبين الجدد من كافة المدن الفلسطينية وتدريبهم عن بعد واستكمال الخطة التي بدأ فيها الاتحاد الفلسطيني للشطرنج بإقامته بطولات عن بعد للاعبين الأساسيين. وقال: "أتمنى التوفيق والنجاح للاتحاد الفلسطيني في مساعيه النبيلة بنشر اللعبة بين أبنائنا اللاعبين واللاعبات في وطننا الغالي فلسطين".
ومن الجدير بالذكر، أن الدورة التدريبية في المبادرة ستشمل على 16 لقاء بمعدل 60 دقيقة للقاء الواحد، وسيجري التدريب بإشراف مجموعة متميزة من الخبراء الفلسطينيين الحائزين على شهادات تدريب من اتحاد الشطرنج الدولي ولديهم خبرة سابقة في تدريب ناشئين رفعوا اسم فلسطين عالمياً، حيث سيتم توزيع المشاركين على مجموعات، لضمان أكبر قدر من التفاعل بين المدرب والطلبة.
يشار إلى أن الاتحاد الفلسطيني للشطرنج من أقدم الاتحادات الفلسطينية حيث تأسس عام 1932، وهو عضو في الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي، وعضو اللجنة الأولمبية الفلسطينية، ويعد من Hنشط الاتحادات على المستوى المحلي والقاري وحصل في عام 2015 على أوسكار أفضل اتحاد آسيوي لنشاطاته المتميزة وجهوده في تطوير لعبة الشطرنج.