رام الله- الاقتصادي- عرضت الحاضة الفلسطينية "بكتي" في معرض اكسبوتيك 2015 مجموعة من المشاريع الناجحة التي تحولت إلى شركات صغيرة وريادية في مجال التكنولوجيا، والتي أسهمت "بكتي في تطويرها والترويح لها، حيث نجح أصحاب هذه المشاريع في تقديم أفكار ريادية وجديدة، تقدم نموذجا ناجحا للشركات الصغيرة الناشئة في مجال التكنولوجيا.
وعرضت هذه المشاريع في فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجي "اكسبوتك 2015"، والذي يقام على مدار أربعة أيام بمبادرة من اتحاد شركات أنظمة المعلومات "بيتا"، وبرعاية رئيسية من مجموعة الاتصالات الفسطينية.
"لحدك ما حدى أدك" تسوق من العالم بطريقة سهل
وكان من أبرز تلك المشاريع مشروع "لحدك ما حدا أدك" للشاب زهدي بالي، الذي يقدم مشروعه في منتجا ذكيا يمكن المستهلكين من التسوق من مختلف الأسواق العالمية بطريقة سلسة وسهلة دون الوقوع فريسة لاستغلال التجار والمستوردين.
وعن بداية فكرته للمشروع يقول زهدي بالعامية: "بدأت الفكرة بعد المعاناة التي قضيتها في البحث عن منتج ذكي لابني ذوي ثلاثة أعوام، بعد أن شاهدتها على احدى المواقع الأمريكية بسعر 35 دولار أمريكي، فبدأت فورا البحث عن منتج شبيه في الأسواق الفلسطينية، إلا أنه وبعد ثلاثة أيام من بحث المتواصل تمكنت من إيجاد بائع، وبعد قضاء نحو الساعة من شرح ما هو المنتج، قام بأخذ رقمي وبعد أسبوع قام بالرجوع لي وإعطاءي سعر المنتج 1000 شيقل، وعند سؤاله عن مصدر المنتج قال لي بكل فخر انه صيني، ومستورد عن طريق تاجر إسرائيلي".
وأضاف لم يكن يعلن ذلك التاجر أنني مقدسي وبإمكاني جلب المنتج بنفسي من الأسواق الإسرائيلية لكني مقاطع لها، لذلك فكرت طريقة لتغلب على ابزاز التجار.
وأضاف أنه بعد المعاناة قررت ادمج ما قمت بدراسته، وخبرتي من الدراسة ودمج الحاجة الماسة لإيجاد آلية تمكن المستهلك الفلسطيني من التمتع بعملية الشراء من الخارج، وبعد العديد من المحاولات وتجربتها شخصيا لأكثر من عام استطعت أن انجح في دمج آلية تمكنني من شراء ما أريد من إي موقع أمريكي أو بريطاني دون الحاجة الوقوع تحت ابتزاز التجار".
وتابع قائلا: "أنه من خلال بكتي سيقوم بتطبيق تلك الآلية عن طريق مشروع Bring it Palestine، ليصبح المستهلك الفلسطيني قادرا على التسوق من الخارج، من خلال إي موقع إلكتروني وبنفس العروض بثلاث خطوات فقط، ابحث عن منتجك، اختار طريقة الدفع (يمكن دفع دون فيزا) واستلم منجك خلال 10 أيام ، بكل بساطة bring it Palestine لحدك وما حدا ادك".
مصنع روتم لألعاب الفراء
والمشروع الثاني الذي يعرض في معرض إكسبوتيك لهذا العام هو واحد من المشاريع العاملة والقائمة منذ مدة طويلة، ولكن ظروف الاحتلال وإجراءاته أدت إلى إغلاقه وإعادة افتتاحه في 2011 .
والمشروع للريادية هيلانة أبو شريفة من مدينة طولكرم التي قالت إن مصنع روتم يعمل على إنتاج كافة الألعاب المصنوعة من القماش والفراء، وبعض من مستلزمات غرف الاطفال، وهو المصنع الوحيد من نوعه في فلسطين فهو ينتج كل ما يحتاجه السوق من مستلزمات الاطفال .
وأضافت أن المصنع يقدم مجموعة من المنتجات أبرزها: مصنع العاب فرو محشوه وجميع اشكالها وبعض من مستلزمات غرف الاطفال، ودبب بجميع اشكالها (سبونج بوب ، بو، توتيتي ، ميكي ماوس، السنافر، دب الكسول، دبب رسوم المتحركة وشخصياتها المختلفة ، وجميع اشكال الدبب المحشوة بكل الاحجام والالوان وغيرها، كما يقدم المصنع بعضا من مستلزمات غرف الاطفال (تيبل لامب بأنواعها واحجامها المختلفة، علاقات ، كراسي ، سلة نفايات، مراة، اسرة اطفال صغيرة.
أما عن التحديات التي واجهت المصنع فقالت صاحبته: كانت أبرز التحديات هي الاوضاع السياسية والاقتصاديه ورأس المال الذي بدء به مشروعنا من الصفر، وأيضا كثرة المستوردين ومنافستهم بالسوق.
وقال إنه بالتعاون مع الحاضنة الفلسطنية "بكتي" وبعد جهد كبير ودراسات وتحليلات وتخطيطات للمشروع، كان أبرز ما توصلنا له أنه يجب علينا أن نصنع لعبة أو كاركتر جديد يمثل الهوية الفلسطنية، غير موجود بالسوق ولا يستورد من الخارج، ليتم أولا تسويقها بالداخل الفلسطيني وبعدها خارج فلسطين، والآن يعمل المصنع على تطوير لعبه خاصة به تعنى بالطابع الفلسطيني، تحكي قصة شعبنا بمصداقية لنوفرها بالسوق المحلي بداية ويتم تصديرها الى الخارج فيما بعد، ضمن مواصفات عالمية صحية آمنة على الاطفال .
وبين ان المشروع يهدف إلى إشباع حاجة السوق المحلي من المنتجات المطلوبة، وانتاج سلع جديدة يطلبها السوق، والانتقال الى خط التصدير خارج دولة فلسطين، وتشغيل أكبر قدر ممكن من الأيدي العاملة .
مشروع "بولد جادجتس" لإكسسوارات الهواتف الذكية
المشروع الآخر المقدم من الحاضنة الفلسطينية بكتي في معرض إكسبو هو مشروع "بولد جادجيتس" للريادية لما منصور الفلسطينية الأصل تحديدا من مدينة قلقيلية والمقيمة في إسبانيا، وانتقلت للعمل في استوانيا للعمل على تطوير مشروعها، لإكسسوارات الأجهزة الذكية، هي شركة فلسطينية ناشئة تقوم بتصنيع إكسسوارات حديثة للهواتف الذكية لتسهل استخدامها في الحياة العملية.
أول منتج قدمته بولد للسوق هو بولد نوت، وهي علاقة مفاتيح مميزة تحمل بطارية اضافية للهواتف الذكية، ولها كيبل يقوم بشحن الهاتف بسرعة مضاعفة.
وقام فريق بولد جادجيتس باطلاق أول منتج للاسواق في شهر ايار 2015 على موقع انديجوجوأ وحصد ما يزيد عن 100 ألف دولار من الأرباح، وتمكن أن يحصد مبيعات على نطاق عالمي.
وبولد جادحيتس هو من أوائل مشاريع الهاردوير في فلسطين، مما شكل عائقا كبيرا لتطوير المشروعظ، ون فللسطين تفتقر إلى خدمات التصنيع والانتاج لمنتجات الهاردوير، مما اضطر الفريق إلى السفر لأوروبا ليطور المنتج الأولي ويبدأ في بيع وتصنيع المنتج.
واعلن القائمون على مشروع بولد جادجيتس أنهم سيستمرون بتصنيع منتجات تقنية حديثة عاما بعد عام، ويحاولون الآن الوصول لأكبر عدد من الموزعين والمحال الكبرى في أوروبا وأميركا لتحقيق هوية بصرية مميزة لبولد.
مشروع سجل الحمل
من المشاريع الريادية على مستوى الوطن والتي نجحت بالتعاون مع الحاضنة الفلسطينية بكتي وهو للريادي حسني أبو سمرة، هو مشروع سجل الحمل وهو عبارة عن تطبيق طبي وصحي على الهواتف الذكية واللوحية خاص بالسيدات الحوامل (الازواج الشابة)، ونظام الكتروني لتسجيل الحوامل ومتابعتهن خاص باطباء النسائية والتوليد.
حيث تقدم شركة موبي ستاين (MobiStine) تطبيقا تفاعليا ثنائي اللغة (عربي- انجليزي) جاهزا للاستعمال يمكن تحميله مجانا عن طريق الأب ستور، حال البدء بفتح التطبيق لاول مرة، يقوم التطبيق بانشاء السجل الطبي الالكتروني للمستخدم (الحوامل)، وذلك بالاجابة على مجموعة من الاسئلة.
وتم تصميم التطبيق من الناحية الطبية تحت إشراف كامل من أطباء يعملون في مستشفيات جامعة هارفرد الأمريكية، (حيث تم ذلك خلال فوز شركة موبي ستاين بمسابقة ماس تشالنج الدولية في بوسطن الامريكية)، وتم برمجتة وتطويره في فلسطين وبايد فلسطينية بحتة. يقدم التطبيق كل ما تحتاج اليه الحوامل من معلومات صحية وطبية لتجنب أعراض الحمل غير المرغوبة ليساعدها على حمل سهل وولادة آمنة.
ويحتوي التطبيق مجموعة من الأدوات ليمكنه من مراقبة صحة الحامل وصحة جنينها ويعطيها تنبيها لزيارة الطبيب في حالات الخطر أو الشك، كما يحتوي على مجموعة من التنبيهات والتذكيرات بموعد الفحوصات الدورية، وزيارة الطبيب وتناول الدواء وغيرها، ويمكنها من الحصول على نتائج فحصوصاتها الطبية من خلال هاتفها الذكي.
أما الجزء الثاني من المشروع هو نظام الكتروني لتسجيل الحوامل، فهو نظام يتم استعماله عن طريق الحاسوب أو الهواتف الذكية مجانا، حيث يمكن الطبيب من التسجيل والبدء فورا باستخدامه، ويتيح النظام للطبيب إنشاء سجل طبي الكتروني للحوامل واضافة كل مشاهدات الطبيب، بالإضافة لتسجيل مختلف الفحوصات الطبية والموجات فوق الصوتية (الالترا ساوند).
والنظام محمي بـ SSL وجميع المعلومات يتم تشفيرها لضمان السرية والخصوصية، ويتيح النظام للطبيب إمكانية مراقبة صحة الحامل وصحة الجنين (بدون أدوات خارجية)، وذلك عن طريق دمج التطبيق مع النظام الالكتروني.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت الشركة في بداية العمل، فتمثلت بعدم توفر التشريعات الخاصة بالشركات الناشئة، ومعاملة الشركات الناشئة الصغيرة تماما مثل الشركات الكبيرة والتي تملك كل الامكانيات، وقلة الخبرات الموجودة آنذاك (مبرمجين محترفين)، صعوبة الوصول للاسواق الخارجية، بالاضافة الى عدم وجود التمويل باستثاء المنحة التي حصلنا عليها من بكتي.
يؤكد القائمون على الشركة أن إدارة الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "بيكتي"، عملت على دعم المشروع وإنجاحه، حيث كانت المؤسسة الوحيدة التي تدعم الشركات والمشاربع الناشئة، ووفرت للقائمين على الشركة العديد من الدورات المختصة للشركات الناشئة، كما قدمت لنا بكتي منحة بقيمة خمسة آلاف دولار، لمساعدتنا في إطلاق المشروع.
وتخطط شركة موبي ستاين وبعد طرح منتج "سجل الحمل" على اجهزة الايفون، لتطويره على أجهزة الاندرويد وبقية الاجهزة. كما وتخطط لتكون العنوان الاول في المعلومات الصحية والطبية الموثوقة الخاصة بالحوامل وتسخير التكنولوجيا لخدمة هذا القطاع الهام. وستعمل على اضافة خدمات جديدة ستمكنها من تقديم استشارات طبية من اطباء فلسطينين وعرب واجانب لتقديم "الاستشارة الثانية" وذلك من اجل صحة افضل للعائلة.
ويتميز تطبيق سجل الحمل إضافة لكونه من أبرز المحتويات العربية على الشبكة العنكوبتية في هذا المجاب بأنه أول تطبيق للحمل في العالم يتم فيه ربط السيدة الحامل مع طبيبها وتزويدها بسجل الكتروني يتم ادارته من خلال الطبيب والتحكم به من خلال السيدة الحامل، بمعنى ان الحامل تستطيع ان تنقل سجلها الطبي الى طبيب اخر في حالة الاستشارة الثانية او في حالة سفرها لمدينة او دولة اخرى، وبذلك يبقى ملفها الطبي معها ومع طبيبها المعالج. كذلك فهو اول نظام الكتروني في العالم مخصص 100% لاطباء النسائية والتوليد على الشبكة العنكبوتية.
المستشار القانوني الالكتروني "ياسمين"
وهو مشروع يقدم خدمات استشارية ألكترونية للرياديين المقدسيين داوود الوعري، وسنابل ذويب، وفدوى الوعري.
ويقول أصحاب المشروع: "مهما تطور العمل الاستثماري لأي مستثمر لن يشعر أصحاب الأعمال بالاستقرار إلا بمستشار قانوني يوفر لهم الإرشاد والدعم فكانت الفكرة بتقديم خدمات قانونية توصف بخدمات الجيل الجديد".
ويوفر المشروع الخدمات الاستشارية القانونية (عن بُعد) ليقدم لطالبي الخدمة الرئدة الرأي القانوني، تدقيق العقود، صياغة المراسلات، تقييم الموقف القانوني بشكل الكتروني عبر الصفحة الالكترونية المحمية للمشروع www.bal.ps، لتضيف الميزان القانوني في دائرة الخدمات الالكترونية في فلسطين.
وجاءت مبادرة المشروع من المحامية فدوى الذويب الوعري وفريقها الشبابي وبالتعاون واحتضان من الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات ( بكتي ) بتأسيس"ياسمين" بوابة الخدمات القانونية الكترونية.
وأطلقت ياسمين كخدمة الكترونية قانونية في معرض اكسبوتك فلسطين 2014 ، لتقدم لطالبي الخدمة من أصحاب الأعمال و المؤسسات الخاصة و العامة اسم مستخدم وكلمة مرور سرية ؛ تمكنهم من الدخول إلى النظام الالكتروني الآمن لإرسال استشاراتهم ووثائقهم إلى الصفحة الالكترونية، ليتم دراستها من قبل فريق المشروع القانوني وإرسال الرأي المناسب بناء على الأبحاث والدراسات القانونية ذات الصلة والسوابق القضائية ذات العلاقة خلال يوم عمل واحد وبشكل امن و مشفر.
وبعد مرور سنة على إطلاق خدمة ياسمين القانونية كرّم ومنح رئيس دولة فلسطين محمود المحامية فدوى الذويب والمستشار القانوني داود فؤاد الوعري المدير العام منسقة مشروع الياسمين سنابل موسى ميدالية الإبداع والتميّز الرئاسية، وذلك بناءً على قرار من مجلس الأعلى للإبداع والتميّز فكان الاحتضان والرعاية الرسمية للمشروع الذي ظهر كوردة الياسمين في البلدة القديمة في القد، ليتحول إلى خدمة قانونية الكترونية ريادية فلسطينية و بجودة عالمية وبرعاية مقدرة من راعي الإبداع و التميّز فخامة السيد الرئيس محمود عباس " أبو مازن " رئيس دولة فلسطين .
وعن الخطط المستقبلية أكدت الوعري أنها تعمل و بالشراكة مع أصدقاء المشروع للعمل على تطوير الصفحة الالكترونية www.bal.ps والبحث عن أسواق جديدة في فلسطين وعدد من دول الجوار.
بكتي Tech Salon
وتحدث في Tech Salon الذي تنظمه بكتي لأول مرة على هامش إكسبوتيك، في الضفة وغزة بالتزامن، الريادي سيليستين، وهو شاب بلجيكي من الريادين العالمين، وعن حلمه كريادي عالمي، وسيليستين بدأ أول مشروع ريادي له وهو مشروع عبارة عن مولد طاقة متحرك في سن الـ 13 عاما.
بدأ المشروع بفكرة ثم تحول الى اختراع مهم حصل على براءة اختراع بلجيكية ثم براءة اختراع دولية (PCT). في سن الرابعة عشر، حاز على جائزة مسابقة Lepine للمخترعين الصغار، بالإضافة الى جوائز أخرى مثل "افضل مخترع شاب لعام 2010 WIPO - World Intellectual Property Organization.
ثم تمكن من تطوير مشروعه والحصول على تمويل، وشركاء، وأسس شركته الخاصة، ويبلغ سيليسيتن 19 عاما، وهو طالب يتخصص في الهندسة الحيوية بالإضافة الى ممارسة عمله كريادي، وهو مؤرخ اخباري في راديو Bel-RTL.
كما قدمت الريادية لما منصور مداخلة في Tech Salon بعنوان: "كيف تنشئ حملة تمويل جماعي ناجحة؟"، وقدمت هيلانة ابو شريفة من طولكرم مداخلة حول مصنع روتم للالعاب، حيث شركت كيفية تبني الخطة الاستراتيجية لمشاريع الريادية، ثم قدم أمجد حمارشة مؤسس موقع جوبس ورقة بعنوان: "كيف تختتار شريكك الاستراتيجي".