هل فكرت يوماً كيف تنفق راتبك الشهري؟ أين تذهب أموالك؟ ما هي أوجه إنفاقك المرتفعة؟ الديون، القروض، الطعام؟
لا شك في أن آليات الإنفاق تختلف بين بلد وآخر، بحسب العادات والتقاليد. بحسب استطلاع قامت به "العربي الجديد" حول آليات إنفاق المواطنين العرب لرواتبهم، تبين أن العرب ينفقون أكثر من 30% من رواتبهم على الطعام والشراب. كما ينفقون ما يقارب 25% لتسديد الديون والقروض.
"العرب ينفقون أكثر من 30% من رواتبهم على الطعام والشراب. كما ينفقون ما يقارب 25% لتسديد الديون والقروض"
في فلسطين، يقسم الراتب الشهري للمواطن بالتساوي بين تأمين الأساسيات، كالطعام، وتسديد الفواتير الشهرية من ماء وكهرباء، وبين الطبابة والتعليم، والمصاريف الأخرى. ويتبين أن المواطن الفلسطيني ينفق 20% من راتبه على الطعام، و40% تسديد لفواتير الماء والكهرباء، الإنترنت وغيرها. و30% ينفقها في أجور النقل، أو تقسيط سياراته ومصروفها من المحروقات. أما ما يبقى من مصروفه، فيقسم بين المناسبات والأعياد، أو المصاريف الاستثنائية. ويلاحظ أن المواطن الفلسطيني غير قادر على الادخار، فلا يخصص أي جزء من راتبه للادخار.
أيهما أفضل: شراء منزل أم استئجاره؟
ثقافة الادخار
في لبنان، ينفق المواطن راتبه بين الطعام والشراب، حيث ينفق ما يقارب 30%، فيما ينفق 20% لتسديد فواتير هاتف، ماء، إنترنت، وينفق 15% أجور نقليات، فيما ينفق 30% لتسديد قروض خاصة للسيارات، أو الإسكان. أما في حال وجود أولاد، فإن راتبه لا يكفي لتسديد الأقساط المدرسية، فيستعين بزوجته لتأمين بعض الاحتياجات، أما بالنسبة إلى الترفيه، أو المناسبات الخاصة أو الاستثنائية فلا ينفق أكثر من 5% من راتبه. وفي حال أردنا احتساب نفقة الزوج والزوجة معاً، يتبين أن 20% تسدد للطعام والشراب، 30% تسدد للأقساط المدرسية، 20% للقروض، والفواتير، وفي حال وجود حالات طارئة كالطبابة، فإن المدخول الشهري لا يكفي لقضاء ليلة واحدة في مستشفيات لبنان، في حال غياب التغطية الصحية.
لا يختلف الأمر في الأردن، حيث ينفق المواطن الأردني 30% من راتبه على الطعام، و20% لتسديد النفقات الشهرية من قروض وغيرها، و20% فواتير ماء وكهرباء وللهاتف، ونحو 15% للإسكان، و10% أجور نقل.
في الجزائر، ينفق المواطن راتبه على الطعام والشراب بنسبة 30%، فيما ينفق 17% للإسكان، ونحو 8% للطبابة، أما المدارس فهي شبه مجانية. وينفق 15% لتسديد نفقات الأعياد والمناسبات، فيما يسدد فقط 2% مصاريف كهرباء وماء، ويدخر ما يقارب 12% من مدخوله تحسباً لأي طارئ.
هزالة الرواتب تمنع العرب من الادخار
في الخليج العربي، حيث تعتبر الرواتب مرتفعة نسبياً، فإن المواطن ينفق 30% على الطعام، 20% يسدد القرض الإسكاني، وينفق حوالي 15% من راتبه على الاتصالات من هاتف وإنترنت، كما ينفق نحو 25% للسفر والتسوق، ويمكن أن يدخر 10% من راتبه، في ظل مجانية التعليم والطبابة.
مهارات التسوق
يحاول العديد من المواطنين ضبط ميزانياتهم الشهرية، ويشير في هذا الإطار، الخبير المالي توم ألين في إحدى الشركات الأميركية عبر إجابته على سؤال طرحه موقع "كورا" المتخصص في البحث عن أفضل الإجابات، إلى أن آليات الإنفاق تختلف بين مواطن وآخر، بحسب نمط الحياة، ويحذّر ألين من الوقوع في فخ القروض والديون، حيث يعتبر أن القروض العدو الأول للادخار، ولذا ينصح المواطنين بضرورة تسديد جميع الديون، وعدم اللجوء إليها مرة ثانية. وبحسب ألين فإن آليات الصرف الحقيقية تكمن في ما يلي:
30% تسديد ديون، 14% للطعام، 7% لإدارة أي أزمات طارئة، 7% للطبابة، 6% للإنفاق المنزلي، 5% بدل أجور نقل، 5% للسفر، 20% ادخار. ويؤكد أن لا قيمة لما يجنيه الفرد في حال لم يستطع الادخار، أما إذا كان راتبه بسيطا، فعليه في هذه الحالة، البحث عن عمل آخر، أو وظيفة ثانوية.
آليات للتطبيق
في ظل عدم قدرة المواطنين على الادخار، وإنفاقهم لراتبهم الشهري، قامت العديد من الشركات بتنزيل تطبيقات حيوية على الهواتف النقالة الذكية، في خطوة لترشيد الإنفاق، وحثهم على الادخار. ومن هذه التطبيقات التي بدأت تلاقي رواجاً بين المواطنين، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تطبيق "مصاريفي"، "مصروفي"، "محفظتي" my expenses، money manager expense، paycheck free، وتعتبر هذه التطبيقات من الوسائل المعتمدة لإدارة المصاريف، والتوفيق بين المدخول والإنفاق.