قلقيلية- الاقتصادي- تمكنت السلطة الوطنية من ضبط عملتي تهريب شحنتين من الخرفان الحية إلى داخل اسرائيل.
وقال مصدر مطلع من قلقيلية إن مفتشين تابعين لمديرية زراعة قلقيلية تمكنوا بعد ورود معلومات من مواطنين في المحافظة من مراقبة عملية التهريب التي تتم بالتعاون بين مزارعين وتجار وسكان بدو يقطنون بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية اسرائيلية.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إنه على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الفائتين اي قبل عيد الأضحى المبارك بيومين، تم ضبط مزارعين وتاجرين حاولوا تهريب الخرفان الحية وعددها 100 خاروف في الشحنة الأولى و35 خروفا في الثانية، غير أن طواقم مديرية الزراعة تمكنت من ضبط العمليتين واحالت المتهمين إلى جهاز الأمن الوقائي الذي استجوب التجار والمزارعين.
وأشار المصدر إلى أنه لم يرد في القانون أي نص يتعلق بتهريب الخرفان من شأنه أن يجرم مرتكبي هذه الفعلة، لذلك قام الأمن الوقائي باستجواب المتهمين وبالزامهم بكتابة تعهدات تمنع العودة مرة أخرى إلى تهريب الخرفان الحية إلى اسرائيل.
وأفاد المصدر أن مواطنين أكدوا للجهات المختصة في السلطة الوطنية ولدى استعلامهم أن عملية تهريب الخرفان الحية في منطقة قلقيلية تجري منذ فترة لا تقل عن شهرين وأنه جرى تهريب ما لا يقل عن 1000 خاروف حي خلال هذه الفترة.
وحول طريقة التهريب، قال المصدر إن عمليات التهريب تجري بالقرب من منطقة صوفين بمحافظة قلقيلية، إذ يعيش في المنطقة التي تقع بالقرب من جدار الفصل والضم العنصري جماعات بدوية تربي الماشية تسمح لهم السلطات الاسرائيلية بالتنقل بحرية بهدف تمكينهم من الرعي، ويقوم تجار من مناطق السلطة بالاتفاق مع هذه الجماعات بأخذ الخرفان الحية لديهم ويجري فيما بعد ضمها لماشيتهم ومن ثم يتم تهريبها إلى داخل اسرائيل أثناء تنقلهم خلال عملية الرعي.
وأضاف المصدر" الغريب في الأمر أن عملية الاستلام والتسليم تتم بالقرب من نقطة للجيش الاسرائيلي، دون ان يحرك الجنود ساكنين"، منوها إلى أنه يعتقد ان عمليات التهريب منظمة بهدف احراج السلطة الوطنية وافشال جهودها الرامية إلى توفير مزيد من المعروض بشأن اللحوم الحمراء بهدف تخفيض سعرها.
وقال" اسرائيل في العادة تفرض شروطا معقدة بشأن الماشية واللحوم المصدرة إليها، فلماذا تسمح بعمليات التهريب هذه دون فحص الخرفان، فهناك العديد من علامات الاستفهام التي ينبغي الاجابة عليها، خاصة أن الربح المتحقق جراء عمليات التهريب ليس كبيرا ولا يستدعي مغامرات من هذا القبيل".
وتابع" التجار افادوا أثناء استجوابهم أن الهدف من عمليات التهريب هو الربح، ولكني اشك في ذلك لأن الربح محدود خاصة أن اللحوم في اسرائيل أغلى بشيقل او شيقلين فقط في الكيلو الواحد، لذلك أشم رائحة سياسة من وراء ذلك بهدف إحراج السلطة وافشال جهودها لتخفيض أسعار اللحوم الحمراء في السوق الفلسطينية".
وعبر المصدر عن استغرابه اصلا من ارتفاع اسعار اللحوم في فلسطين رغم أن أسعار الشعير انخفضت بشكل لافت خلال العامين الماضيين.
يذكر أن سعر طن الشعير وصل مؤخرا إلى نحو 1000 شيقل فقط، بينما كان سعر الطن الواحد قبل عامبين نحو 1700 شيقل.