وكالات - الاقتصادي - هل علقت في ازدحام السير وسط مئات الأشخاص الآخرين، ولكنك وجدت نفسك تبالغ في رد فعلك وتتعامل مع الأمر بغضب شديد؟ وهل راودك هذا الشعور مرة أخرى عندما عجزت عن فتح علبة طعام أو سكبت بعضاً من مشروبك على مكتبك؟ هل دققت في تصرفاتك وراقبت ردود فعلك، ولاحظت أنك تغضب بسبب أبسط الأمور، وأن هذا الشعور السلبي يلازمك طوال الوقت ويسيطر عليك؟
ليس من الضروري أن يكون شعورك بالغضب نابعاً من موقف تعرضت له مؤخراً، أو مشكلة تواجهها وتعجز عن حلها، فهناك بعض المواقف التي تجد نفسك فيها غاضباً بشدة دون أن يحدث شيء كبير يُذكر، ويوجد الكثير من الأسباب التي تفسر موجات الغضب التي تنتابك فجأة، التي نستعرضها في ما يلي:
العجز والضعف
مجرد أن يتسلل الشعور بالعجز وقلة الحيلة إلى نفسك، سيصاحبك الغضب طوال الوقت. وجد العديد من الدراسات أن شعور الإنسان بالضعف وتصويره لنفسه على أنه ضحية يجعله يشعر بالغضب، مثل المعاناة من مرض يمنعه من القيام بالأشياء التي كان قادراً على فعلها في الماضي ويشعر بالمتعة بسببها، أو تعرضه للغدر من قبل شخص عزيز عليه. كذلك يؤدي إدمان الغضب إلى شعور الإنسان بالعجز.
القلق
ملايين الأشخاص يعانون من القلق. في حقيقة الأمر، فإنه وفقاً لجمعية القلق والاكئتاب الأمريكية، فإن نحو 40 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة يعانون من القلق، ويمثل هذا الرقم نحو 18.1% من مجموع سكان العالم.
رغم أن القلق والغضب يبدوان شيئين مُختلفين، فإن كلا منهما يقود إلى الآخر، على سبيل المثال فإن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق يعانون من الإرهاق العاطفي الذي يترتب عليه التوعك البدني؛ ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالغضب إذا وقعوا تحت ضغط أو مروا بموقف صعب.
ماضٍ أليم
لا تستبعد أن تكون الصدمة التي تعرضت لها في الماضي سبباً في شعورك بالغضب، خاصة إذا لم تكن قادراً على التعامل مع الأمر جيداً في ما سبق، فتظل نتائجه وآثاره تلاحقك لفترة طويلة، مثل تعرض الإنسان لاعتداء جسدي أو لفظي وهو طفل، أو تعرضه للتنمر خلال دراسته أو من قِبل جيرانه أو أشخاص يحيطون حوله.
وفي كثير من الأحيان تجد هؤلاء الأشخاص يبعدون الآخرين عنهم، ويتذمرون بشأن كل شيء ويكونون غاضبين طوال الوقت؛ فهم يستخدمون الغضب بوصفه آلية للدفاع عن أنفسهم وحمايتها من الخطر.
الحزن والأسى
الحزن قد يكون سبباً للغضب؛ فربما تغمرك مشاعر بالحزن العميق ويسيطر عليك الشعور بالأسى، فتغرق في موجة من المشاعر المؤلمة والمعقدة. وغالباً ما يرتبط الحزن بوفاة صديق مُقرب أو أحد أفراد عائلتك، أو انفصالك عن شريك حياتك أو خسارة فرصة مهمة في حياتك المهنية أو عجزك عن الإنجاب؛ ما يخلق بداخلك ألمًا شديدًا لا تستطيع السيطرة عليه.
في بعض الأحيان يراودك شعور بالأسى؛ لأنك لا تستطيع عيش الحياة التي تحلم بها، ومن ثَم تتحول كل هذه الأحاسيس السلبية إلى غضب عارم لا تستطيع السيطرة عليه.
الخوف
خوفك من شيء ما قد يجعلك إنسانًا غاضبًا طوال الوقت، ربما تخشى على شخص عزيز أن يُصاب بمكروه، أو تقلق من أن تبدو كالأحمق في الاجتماع أو في أثناء تقديم عرض؛ كل هذه المشاعر تحولك إلى إنسان غاضب ومُندفع يؤذي الآخرين بكلماته وأفعاله.
الإحباط
إذا كنت تشعر بالإحباط إزاء شيء ما في حياتك فربما تتعامل مع الأمر بغضب، على سبيل المثال تؤدي مهمتك على أكمل وجه ولكن رؤساءك في العمل لا يلاحظون الأمر، ولا يهتمون بأنك سهرت طوال الليل، أو بذلت مجهوداً إضافياً من أجل ظهورها بهذه الطريقة، في هذه الحالة لن تجد إلا الغضب أفضل طريقة للرد على عدم تقديرهم لك.
الغيرة
ولا نعني هنا الحسد؛ لأنك ربما تغير من شخص ما، ولكنك لا تتمنى زوال ما في يده، فقط تشعر بأنه يحصل على أشياء لا تستطيع أنت الحصول عليها، أو يذكرك بشيء ما لا تستطيع القيام به، فيسيطر عليك الشعور بالغضب.
كيف نتعامل مع الشعور بالغضب؟
في البداية علينا التوضيح أن الشعور بالغضب أمر صحي وطبيعي، ومن الضروري التخلص من هذه المشاعر السلبية السيئة التي تؤذيك وتضر من حولك إذا لم تعلم كيف تسيطر عليها والتحكم فيها.
على مدار الأعوام الماضية عكف الباحثون والعلماء على التوصل إلى طرق تساعد على السيطرة على الغضب، التي من بينها بعض الأمور البسيطة مثل ممارسة رياضة اليوجا التي أثبتت فعاليتها في مساعدة الشخص على الشعور بالهدوء والعثور على السلام النفسي، ومشاهدة الصور التي تبعث على الهدوء، وتكرار كلمة تُهدئ من روعك، أو السماع إلى موسيقى تفضلها، والتحدث إلى نفسك بصوت عالٍ أو كتابة ما يضايقك في دفتر يومياتك.