لم يكن شعار "سكن، عمل، حياة" الذي تميزت به روابي مجرد كلمات ترويجية، بقدر ما كان رؤية تتجسد تدريجياً إلى حقيقة لا يمكن معاندتها أو الجدل حولها، وخاصة بما وفرته للأزواج والعائلات الشابة التي تتميز بطموحٍ شكّل مكوناً رئيسياً لرؤية القائمين عليها لإيجاد مدينة نموذجية يستحقها شعبنا.
فاليوم، ومع بدء إنتقال سكان روابي إلى شققهم التي تسلّموها تكتمل هذه الصورة، ففي مدينة الأمل تحقق الحلم الذي تطلعت إليه ليس فقط العائلات المالكة في روابي ومطوروها وجميع طواقمها، بل المجتمع الفلسطيني الذي بات يدرك أن هذه المدينة تمثل رمزاً لمدى قدرة شعبنا على البناء والتطوير بما يضاهي، لا بل، وينافس أرقى المدن العالمية الحديثة، كما يُظهر بصورة ملموسة إرادة وإصرار شعبنا في الثبات والبقاء على أرض وطنه، والتغلب على كل التحديات لبناء مستقبل أفضل لأجياله القادمة.
وأكثر ما يعطي للمدينة رمزية المستقبل والأمل والغد الأفضل أنّ الكثير من العائلات التي استلمت شققها هذا الصيف في المدينة هي أسر شابة تبني مشوارها مع الحياة، وقد وجدت في روابي عنواناً سيحتضن آمالها وطموحات أبنائها. فهذه الفئة تنوعت بين شباب وشابات مقبلين على الزواج، أو عرسان جدد كان في روابي بيتهم الأول، أما الغالبية فهي لأسر لم يمضي على زواجهما سوى سنوات قليلة جداً.
وفي حديث مع بعض هذه العائلات حول قرارهم بإختيار المدينة ليبدأوا حياتهم فيها، أشار بعضها إلى أن إختيارهم العيش في روابي كان أساسه إعجابهم بكل ما توفره المدينة من أرقى أنماط الحياة، وأنهم كأسر مازالت في بداية طريق حياتها وجدوا أنّ أسعار الشقق منافسة جداً، لا سيما في ظل توفر البرامج التمويلية من مختلف البنوك العاملة في فلسطين، مما جعلها خيارهم الأمثل للتملك بدلاً من الإستئجار.
كما رأى البعض أن روابي توفر لهم الحياة العصرية التي تواكب التقدم المتسارع في جميع نواحي الحياة، فبرأي هذه العائلات الشابة أن المدن الذكية، وما توفره من خدمات متطورة تعتبر ضرورة لتحقيق الراحة والرفاهية لجيل اليوم وتطلعه نحو المستقبل. بينما وجد آخرين أنّ المدينة توفر أسلوب الحياة الجديد الذي يبتعد عن الإزدحام، ويوفر الخصوصية والنظام، بالإضافة إلى قربها من أماكن عملهم.
هذا في حين إعتبر الآباء الجدد أن المدينة كفيلة بأن تحقق الحياة التي يتمنوها لأطفالهم، ليلعبوا ويكبروا فيها بسعادة أمام أعينهم، وجزء من هذه العائلات كان لها نظرة بعيدة المدى حيث أدركوا أنّ روابي لن تكون فقط مكان لسكنها بل عنوان لعملها أيضاً، وذلك بما ستوفره مستقبلاً من فرص عمل في العديد من القطاعات التي سيحتضنها المركز التجاري للمدينة.
وليد علي موظف حكومي من قلقيلية، والذي تزوج حديثاً، وصف حياة المدينة، وهو يشرف على أعمال الديكور في شقته الجديدة قائلاً: "بالنسبة لي أنا وزوجتي إخترنا روابي ونحن في مرحلة الخطوبة كونها مدينة جديدة ببنية تحتية متطورة ستوفر لنا مستوى عالي من الخدمات اليومية، أعجبنا في روابي طبيعة البناء المنظم فجيلنا الجديد يبحث عن سكن في بيئة يتوفر فيها الحياة المنظمة والمتطورة"، وأضاف: "أنا شخصياً كان من أهم الأسباب التي جعلتني لا أتردد في شراء شقتي في روابي فكرة أحياء المدينة بما توفره من وسائل راحة متكاملة، وفصل الأحياء السكنية عن الإستخدمات التجارية، وما يوفره ذلك من خصوصية".
أما رانية مرعي وزوجها رامي المشعشع الذَينْ تزوجا قبل عام تقريباً فقد إختارا روابي بسبب عصرية المدينة أولاً ولما ستوفره للأزواج الشابة من حياة منظمة وهادئة، في مكان يتميز أيضاً بجمال الطبيعة، كما سيوفر في المستقبل لأبنائهم أماكن للعب بأمان، هذا بالإضافة إلى أن الأسعار أقل منها في مدينتي رام الله والبيرة، حيث يعملان.
وخلال زيارته شقته للبدء بنقل أثاثه قال فادي سلامة مدرس التربية الإسلامية والأب لثلاثة أطفال: "مدينة روابي كانت الخيار الأمثل لي للسكن من عدة نواحي، فقربها من محافظة سلفيت سيسهل علي القيام بزيارة عائلتي بشكل متواصل، كما أنها قريبة من مكان عملي في رام الله. ما جعلني أختار روابي أنها مدينة جديدة وحديثة بعيدة عن الازدحام والضوضاء، وتوفر جميع الخدمات ضمن حياة عصرية راقية. كما أن الأسعار وطريقة الدفع تناسبت مع الدخل الشهري لأسرتي. ويكفي أنني لا أخشى على أبنائي من خطر السيارات نظراً لتوفر أماكن مخصصة للعب الأطفال في أحياء المدينة".
ومن داخل شقتها وهي تلاعب أطفالها الأربعة، عبرت رجاء الجبارين عن سعادتها لاستلام شقتها في روابي قائله: "في روابي سيكون مستقبلي ومستقبل أولادي، فقد إخترت المدينة في المرتبة الأولى لأنّ عملي سيكون فيها، لقد وجدت فيها مواصفات المدن العالمية، وهي صديقة للبيئة، وتميزت بمساحات خضراء. عندما اشتريت في روابي كنت أتطلع إلى مستقبل أولادي والمكان الأمثل الذي سيوفر لهم كافة المرافق التعليمية، والصحية، والثقافية، وغيرها، فتخطيط المدينة وما توفره من أرقى هذه المرافق، هو الذي جعلني لا أتردد في أن أكون جزءاً من هذا المجتمع الحضاري".
جهاد كميل الشاب العشريني، والذي يعمل مديراً عاماً لشركة AD3 للإخراج المعماري؛ سرد قصته مع المدينة بإسهاب من لحظة تملكه وحتى رزق بإبنه الأول فقال: "إتخذت قرار الشراء في روابي قبل ثلاثة سنوات عندما كنت مازلت أعزباً، لأنني رأيت فيها المكان الأمثل لأبني مستقبلي. وعندما خطبت شريكة حياتي المهندسة إسراء قبل سنتين إصطحبتها إلى صالة العرض في روابي لتقوم بإختيار تشطيبات بيت العمر من بين الخيارات العديدة والمتنوعة، وبتنا ننتظر إستلام شقتنا كي نتزوج فيها. وبعد سنة من الإنتظار، وتأخر استلامها بسبب مماطلة الإحتلال بالموافقة على تمديد خط المياه؛ تزوجنا وقمنا بالسكن في رام الله بشكل مؤقت لحين إستلام بيتنا. ولكننا إعتبرنا صبرنا هو ثبات في وجه ما يواجهه الشعب الفلسطيني كل يوم من ممارسات الإحتلال".
وأضاف المهندس كميل: "من أيام معدودة، رزقنا الله بمولودنا الأول محمود، فكانت الفرحة فرحتين وفي نفس الوقت نقلتين في حياتنا، فلقد أصبحنا آباءاً وستبدأ حياتنا الجديدة مع طفلنا في المدينة التي صبرنا للعيش في ربوعها. لقد قمنا أنا وزوجتي بتفصيل غرفة النوم لطفلنا محمود في شقتنا، والتي يطل أحد شبابيكها على ساحة الألعاب المخصصة للأطفال، ويطل شباكها من الجهة الأخرى على مركز المدينة التجاري، والذي أيضاً ننتظر انتهائه بفارغ الصبر لكي نقوم بنقل مقر شركتنا التي قمت بتأسييها العام الماضي مع زوجتي، حيث إستأجرت مكتباً فيه. لقد ارتبطت في روابي حتى أنني سرقت منها عبارتها الترويجية "فيك اللّي جاي أحلى" وأهديتها لخطيبتي عندما ذهبت لزيارتها أول مرة فقلت لها "معك اللي جاي أحلى". وفي ملاعبها وحدائقها سيلهو ويلعب ويكبر ويترعرع طفلنا محمود. قصتي أصبحت ترجمة حرفية لشعار روابي "سكن، عمل، حياة".
نقلاً عن دنيا الوطن