وكالات - الاقتصادي -عربي 21 - نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية حوارا مع الخبير في الأرصاد الجوية، ماركوس أوبل، تطرق فيه إلى أسباب موجة الحر القياسية خلال فصل الصيف الحالي، مؤكدا أنها من بين انعكاسات التغير المناخي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ألمانيا شهدت خلال هذا الصيف طقسا ساخنا ومعتدلا، استمتع خلاله الألمان بالسباحة والذهاب إلى الشاطئ. وقد أوضح الدكتور ماركوس أن الأشهر الماضية تميزت بطقس مستقر جدا في ألمانيا.
وحسب الدكتور ماركوس، غالبا ما كانت درجات الحرارة في ألمانيا في حدود 25 درجة مئوية، مع وجود بعض الأيام التي ارتفعت فيها الحرارة أكثر من 30 درجة، على الرغم من أن الطقس في أوروبا عادة ما يتسم بالتقلب، حيث أنه بعد التمتع بثلاثة أيام جميلة غالبا ما يأتي يومان من الأمطار والغيوم.
وأضاف الدكتور ماركوس أن سبب ارتفاع درجات الحرارة حاليا هو ارتفاع الضغط الجوي فوق المحيط الأطلسي وشمال أوروبا، وهبوب رياح شمالية شرقية تحمل معها الهواء الجاف.
ومن جهتها، حذرت مصلحة الأرصاد الجوية في ألمانيا من أن مرحلة الطقس الحار سوف تتحول إلى موجة حرارة، وهو ما يطرح تساؤلات حول الفرق العلمي بين المصطلحين.
وأوضح الدكتور ماركوس أن هذا الأمر مرتبط بدرجات الحرارة، فالطقس في البداية يكون دافئا ولكن ليس مزعجا، حيث تكون درجات الحرارة بين 25 و30. وتبدأ موجة الحر عندما ترتفع المعدلات فوق 30 و35 درجة.
وأضاف الدكتور ماركوس أن الهواء في محيط مناطق المنخفضات الجوية يتحرك عكس عقارب الساعة، لذلك ستحمل الرياح خلال الأيام المقبلة هذا الهواء الساخن إلى ألمانيا، وستزيد أشعة الشمس من درجة حرارتها.
كما أشار الدكتور ماركوس إلى أن هذا الهواء الحار الذي يصبح ساخنا بمفعول الشمس، هو ما يحدث الفرق بين الطقس الحار وموجة الحرارة التي تنتظرها أوروبا خلال الأيام المقبلة.
وتساءلت الصحيفة عن المدة التي ستستغرقها موجة الحر، إلا أن الدكتور ماركوس أكد أن هذا الأمر صعب التوقع حتى لو كانت الظروف الجوية مستقرة مثلما هو الحال الآن، وهذا يعني أن التوقعات التي تمتد لأكثر من خمسة أيام ليست جدية أو موثوقة.
وفي تساؤل الصحيفة عن العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي وظاهرة التغير المناخي، بين الدكتور ماركوس أن العلاقة بين الظاهرتين ليست مؤكدة بشكل قطعي.
ولكن المؤكد أن ظاهرة التغير المناخي معقدة جدا ولا يمكن ربطها بموجة الحر الحالية، التي يمكن اعتبارها حالة عادية بالنظر إلى أننا في فصل الصيف.
وأشارت الصحيفة إلى موجة الحر الخطيرة التي حدثت قبل 15 عاما، التي تسببت في حدوث الجفاف وتدمير المحاصيل الزراعية على نطاق واسع، إلى جانب تراجع منسوب المياه ووفاة العديد من الأشخاص متأثرين بالقيظ.
وقد عادت تلك الأحداث التي وقعت سنة 2003 إلى أذهان الناس، في ظل تخوفهم من غضب الطبيعة.
وحسب ما أفاد به الدكتور ماركوس، فإنه من الصعب تقديم توقعات جوية تمتد لأسابيع مقبلة. ولكن خلال سنة 2003، كانت الكارثة الطبيعية مدمرة بالنسبة للفلاحين، لأن فصلي الشتاء والربيع السابقين شهدا انحباس الأمطار، وهو أمر لم يحدث خلال هذه السنة، فمستوى الماء في البحيرات والأنهار ليس منخفضا، ومنشآت تخزين المياه ممتلئة.
وذكرت الصحيفة أن موجة الحر المدمرة التي وقعت سنة 2003، كانت قد انطلقت في وقت متأخر من الصيف.
ولعل ذلك ما أكده الدكتور ماركوس، الذي قال إن المقارنة بين خريطة درجات الحرارة بين سنتي 2003 و2015، تشير إلى أن موجة الحر قبل 15 عاما انطلقت في شهر حزيران/ يونيو.
وفي هذه السنة، بدأت درجات الحرارة في الارتفاع منذ شهر نيسان/ أبريل، وهذا يعني أن سبب تأثر الناس والمحاصيل سنة 2003 لم يكن درجات الحرارة القياسية فحسب، بل التقلبات الحادة والارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة.
وفي الختام، أكد الدكتور ماركوس أنه لا أحد يمكنه الاطلاع على المستقبل، حتى خبراء الأرصاد الجوية، وتبقى كل الاحتمالات قائمة والجميع مدعوون الآن للاستمتاع بفصل الصيف، وانتظار المفاجآت التي قد يحملها شهر آب / أغسطس.