يعمل الباحثون على التحقق من إمكانية استخدام تذكّر الرسائل النصية والمكالمات و"إعجابات" فايسبوك كاستراتيجية مفيدة في عملية تسجيل الدخول إلى الحسابات الإلكترونية.

قبل قراءة هذه القصة، حاول الإجابة عن السؤال التالي: من هو أول شخص قام بمراسلتك اليوم؟

حتى إذا لم تتمكن من التذكر بإمكانك متابعة القراءة، ولكنّ مجموعة من الباحثين تعتقد أن هذا النوع من الأسئلة قد يشكل في نهاية المطاف طريقة أبسط لتسجيل الدخول إلى بعض المواقع والخدمات الالكترونية. فالأعمال المختلفة التي تقوم بها بشكل منتظم على هاتفك الذكي أو حاسوبك الشخصي، قد يَسهَل عليك تذكرها، بينما يصعب على المخترق الإلكتروني تخمينها، كما يقول هؤلاء الباحثون.

في مشروع بحثي أطلق عليه اسم "أكتيف باس" "ActivPass"، قام باحثون من المعهد الهندي للتكنولوجيا "كاراغبور" Kharagpur في البنغال الغربية- الهند، ومن جامعة تكساس في "أوستن" Austin، وجامعة إيلينوي في "أوربانا-شامبين" Illinois Urbana-Champaign الأميركيتين، بدراسة مدى نجاح المشتركين في الإجابة عن أسئلة تتمحور حول السجل اليومي للنشاطات، وتشمل ما قاموا بنشره على فايسبوك والمواقع التي زاروها والأغاني التي حمّلوها، والأشخاص الذين اتّصلوا بهم أو بعثوا إليهم برسائل نصيّة.

ويذكر الباحثون في ورقة بحثية نشرت حديثاً، أنّ السؤال عن الأحداث الأخيرة، وغير المتكررة (كاتصال هاتفي تلقيته البارحة من صديق لك لم تكلمه منذ مدة) قد نجح بنسبة 95% في عمليات الاختبار.

لذلك، قد يَحُل هذا النوع من إثبات هوية المستخدم مكان الائحة الطويلة التي يمتلكها معظمنا والتي تضم أسماء الاستخدام وكلمات السر المتعددة الخاصة بنا، أو على الأقل كمساعدة جديدة في الإجراء الإحتياطي عندما ننسى كلمة السر ما. كذلك، يعتقد الباحثون أنّ هذه الطريقة ستقلل من تشارك كلمات السر نفسها بالنسبة لخدمات مثل "نت فليكس"Netflix.

ويقول الأستاذ المساعد في جامعة إيلينوي والمؤلف الشريك في ورقة البحث روميت روي تشاودري Romit Roy Choudhury "عندما يكون هناك شيء بينك وبين هاتفك المحمول ولا يعلم به أحد، فإن سراً، ولذلك يمكن استخدامه كمفتاح".

وقد استخدم الباحثون في دراستهم تطبيقاً لجمع البيانات من الهواتف الذكية للمشاركين، كما جمعوا بعض البيانات من حواسبهم الشخصية أيضاً. إضافة إلى ذلك، قاموا باختبار المشاركين لمعرفة ما يمكنهم تذكره.

وقد استخدم الفريق خوارزمية للعثور بشكل مناسب على الأحداث غير المتكررة لاستخدامها كأساس  للأسئلة. ونجح المستخدمون كمعدل عام في الإجابة بصورة صحيحة عن 3 أسئلة تتعلق بهم في 95% من الوقت، واستطاعوا الإجابة عن أسئلة تتعلق بأشخاص آخرين في أقل من 6% من الوقت.

ويقول روي تشاودري Roy Choudhury، إن الباحثين يتحدثون مع شركات مثل "ياهو" Yahoo و"إنتل" Intel لمعرفة إن كان ما يقومون به مفيداً بالنسبة لمستخدمي الشركات، وفي حال ثبت ذلك، ما الذي يجب القيام به لكي يعمل النظام بشكل جيد. منها مثلاً معرفة ما هي أنواع معلومات النشاط التي يرتاح المستخدم مشاركتها. بالإضافة إى معرفة كيف لنظام كهذا أن يعمل في حال لم تقم باساخدام هاتفك مؤخراً؟ أو إن لم تكن قادراً على تذكر من الذي راسلك في الليلة الماضية عند الساعة 8:05؟

من جهته يقول الأستاذ المساعد في جامعة كارنيجي ميلون Carnegie Mellon  جيسون هونغ Jason Hong، الذي قام بإجراء بحث مشابه، "إنّ النسبة المسجلة للمستخدمين الذين أجابوا بشكل صحيح عن أسئلة تخص أشخاصاً آخرين منخفضة، إلا أن العدد يبقى كبيراً عندما يستعمل تلك الخدمة ملايين الأشخاص.

وهذا ما يجعله يعتقد بأن التحقق من الهوية اعتماداً على النشاطات، قد يعمل بشكل أفضل كجزء من عملية أكثر تعقيداً لإثبات الهوية. إذا حدد هاتفك بأنك تسجل الدخول إلى خدمة معينة من مكان جديد، فقد يطرح عليك بعض الأسئلة حول نشاطاتك مما يساعد في التأكد من كونك الشخص نفسه الذي تدّعي أنك هو. بعض مواقع الإنترنت تطبق بالفعل ما يشبه هذا النموذج- فالمصرف الذي تتعامل معه، على سبيل المثال، قد يطلب منك إثبات هويتك عندما تحاول تسجيل الدخول إلى حسابك من حاسوب جديد.